Date: Nov 30, 2020
Source: جريدة الشرق الأوسط
الغنوشي: استقطاب النظام القديم إلى البرلمان التونسي ليس انتكاسة للثورة
تونس: «الشرق الأوسط أونلاين»
قال رئيس حركة النهضة الإسلامية ورئيس البرلمان في تونس راشد الغنوشي إن استقطاب النظام القديم إلى البرلمان لا يعد انتكاسة للثورة بل هو تمهيد للمصالحة، لافتاً إلى نموذج الانتقال السياسي في جنوب أفريقيا إبان سقوط النظام العنصري في تسعينات القرن الماضي.

وألحق الغنوشي آخر أمين عام لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي، الـمنحل قضائياً، والذي حكم تونس قبل الثورة، محمد الغرياني، بخطة مستشار مكلف بملف المصالحة في ديوان رئاسة البرلمان، رغم العداوات القديمة بين الإسلاميين ونظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

وأودع الغرياني السجن عقب الثورة في 2011 بتهم ترتبط بفساد مالي في إدارة الحزب وأفرج عنه في 2013، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وخلف هذا التعيين ردود فعل متباينة واعتراضات من عدد من الأحزاب الممثلة في البرلمان.

وقال الغنوشي في كلمته رداً على ملاحظات ومطالب النواب بتحييد الديوان «ليس لدينا خيار في التعامل مع النظام القديم إلا أسلوبين، إما المصالحة والبحث عما هو مشترك أو الانتقام... وقد جرب الانتقام في دول الربيع العربي فسقط الربيع وبقيت تونس بسبب سياسة التوافق».

وأضاف الغنوشي «نرى نماذج في دول يحتذى بها مثل جنوب أفريقيا... (فريدريك ويليام) دي كليرك الذي كان يدير نظام التمييز العنصري لم يسق به إلى المشنقة وإنما أصبح نائباً لمانديلا».

ويضم البرلمان كتلة «الحزب الدستوري الحر» الذي يمثل أبرز وريث لحزب التجمع المنحل ولكنه على خلاف حاد مع الإسلاميين وأحزاب أخرى معارضة لنظام بن علي.

وتشتت عدد كبير من السياسيين من النظام السابق في صفوف عدة أحزاب ومن بينهم مقربون من حركة النهضة الإسلامية.

وقال الغنوشي «التحاق النظام القديم بالبرلمان والدستور لا يعني أن الثورة ذهبت إلى الماضي وانتكست وإنما الماضي تطور في اتجاه الحاضر».

وتابع رئيس البرلمان «الغرياني قدم اعتذاره للشعب التونسي وانتقل إلى الثورة والدستور ولم يتبجح بالماضي... ينبغي أن نفتح الطريق إلى كل الطيبين ونشجعهم على ذلك بدل أن نرسخ القطيعة».