|
|
Date: Oct 5, 2020 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
الممثلة الأممية في العراق تتعرض لانتقادات لاذعة |
غداة لقائها قيادياً بارزاً في «كتائب حزب الله» |
بغداد: فاضل النشمي
تعرضت رئيسة البعثة الأممية في العراق (يونامي)، جينين بلاسخارت، إلى انتقادات شديدة من جماعات الحراك، عشية لقائها، الجمعة، مع القيادي في «الحشد الشعبي» عبد العزيز المحمداوي وهو في ذات الوقت قيادي في «كتائب حزب الله» الموالي لإيران ويتهم من قبل جماعات الحراك بالضلوع في أعمال عنف ضد المتظاهرين.
ولم تتحدث البعثية الأممية عن طبيعة وأسباب اللقاء الذي جمع بين بلاسخارت والمحمداوي بالتزامن مع الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات العراقية التي صادفت، الخميس الماضي. لكن موقع البعثة الأممية «الموثق» في «فيسبوك» نشر، أمس، ما يشبه «الإيضاح الغامض» على خلفية الانتقادات التي وجهت للمسؤولة الأولى فيه. وجاء في الإيضاح أن: «الحياد والاستقلال في صميم تفويض الأمم المتحدة، يعني أننا نتعامل مع مجموعة واسعة من أصحاب الشأن في السعي لتحقيق السلام. وعملنا في العراق ليس استثناءً. الحوار هو الحل الوحيد، والتخويف والعنف ليسا الطريق للمضي قدماً أبداً».
وأظهرت صورة متداولة عن اللقاء، بلاسخارت والمحمداوي وخلفها صورة كبيرة لقائد فيلق «القدس» الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام الجاري.
واتهم ناشطون بلاسخارت بشتى التهم وأطلقوا ضدها عبر «تويتر» وسم «الخالة أم فدك» في إشارة إلى لقب «أبو فدك» الذي يحمله المحمداوي.
ورغم التعاطف الذي حصلت عليه مسؤولة البعثة الأممية بلاسخارت بعد زيارتها لساحة التحرير معقل الاحتجاجات وسط بغداد، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2019. ولقائها بعد ذلك بعشرات الناشطين وإدانتها لأعمال العنف التي مورست ضدهم، إلا أن جماعات الحراك أخذت بمهاجمتها منذ أشهر وتتهمها بـ«التواطؤ» مع السلطة وأحزابها وتطالب الأمم المتحدة باستبدالها.
وتعددت وجهات النظر المتعلقة بدوافع لقاء الممثلة الأممية مع المحمداوي، فثمة من نظر للأمر من زاوية تعاطي أممي مع الشخصيات الرسمية النافذة في الحكومة العراقية باعتبار أن المحمداوي قيادي في مؤسسة «الحشد الشعبي» الرسمية، ومنهم من نظر للأمر من زاوية أنه ينتمي إلى فصيل ميليشياوي مسلح وسبق أن هدد باستهداف السفارة ومعسكرات الجيش التابعة للتحالف الدولي في حال عدم انسحابها من العراق، وتاليا لا يجدر بممثلة أممية الاجتماع بشخصية تنتمي لذلك الفصيل.
وكتب الصحافي فلاح المشعل تعليقا عبر «فيسبوك» جاء فيه أن «الواقعية السياسية تقترح أن تحاور الأنداد وتقرب وجهات النظر وتقلص مساحات الاختلاف، تلك مضامين رسالة بلاسخارت كما أعتقد».
وأضاف: «السؤال المهم: هو أن الرسالة التي حملتها بلاسخارت إلى أبي فدك، أهي من الحكومة العراقية أم من الطرف الأميركي؟».
أما المحامي ومقدم البرامج حسام الحاج فكتب عبر «تويتر» أن لقاء بلاسخارت مع أبو فدك المحمداوي يترجم بدلالات يمكن اختصارها بـ«الشروع بالحوار المباشر، تثمين موقف الحشد الأخير الذي اعتبر معتدلا بخصوص استهداف البعثات، تحذير من التطورات الأخيرة المتمثلة بالهجوم على مطار أربيل، وعرض وساطة لبلوغ هدنة بين أميركا والفصائل». |
|