|
|
Date: Sep 24, 2020 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
تأهب في جنوب سوريا بعد استهداف فصيل تابع لروسيا |
7 ضربات خلال 4 أشهر على متطرفين في شمال غربي سوريا |
درعا (جنوب سوريا): رياض الزين
شنت قوات «الفيلق الخامس» التابع لروسيا في جنوب سوريا حملة تفتيش بعد استهداف عناصر للفصيل في بصرى الشام؛ معقله في ريف درعا، في وقت لوح فيه قيادي معارض سابق بـ«تصعيد شعبي» ضد قوات النظام.
ومع استمرار حوادث القتل والاغتيال في جنوب سوريا، شهدت مدينة بصرى الشام؛ المعقل الرئيسي لقوات «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا، أول حادثة استهداف ضمن المدينة لأحد أبرز القادة في مجموعات «الفيلق» في بصرى الشام يوم السبت الماضي 18 سبتمبر (أيلول) 2020؛ حيث انفجرت عبوة ناسفة في حي القلعة ضمن مدينة بصرى الشام، استهدفت سيارة عسكرية يستقلّها كل من علي باش، وقاسم المقداد، وهما قياديان في مجموعات «الفيلق الخامس» من أبناء المدينة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح، نُقلا على أثرها إلى مستشفى مدينة بصرى الشام.
وقالت مصادر خاصة من مدينة بصرى الشام إن قوات «الفيلق» قامت بعد حادثة التفجير بساعات بحملة تفتيش وداهمت بعض المنازل في المنطقة التي وقع بها الاستهداف، واستطاعت الكشف عن المتورطين بالعملية؛ أحدهم لقي حتفه أثناء وجوده في سجن التحقيق، وإن «الفيلق الخامس» يتوعد بإنزال أشد العقوبات العلنية بحقهم.
كما نجا القيادي في «الفيلق الخامس» ياسر الزعبي من محاولة اغتيال تعرّض لها، بإطلاق عيارات نارية عليه أثناء مروره على الطريق الواصلة بين بلدتي الجيزة والمتاعية شرق درعا. ويتحدر الزعبي من بلدة الطيبة، وكان يعمل ضمن فصيل محلي معارض تابع لـ«الجبهة الجنوبية»، قبل سيطرة النظام على المحافظة، وانضمامه لـ«الفيلق الخامس»، في حين تعرض مؤيد الغوازي لعملية اغتيال أودت بحياته، إثر إطلاق مجهولين النار عليه في بلدة صيدا شرق مدينة درعا. ويعدّ الغوازي أحد عناصر «الفيلق الخامس»، عقب اتفاق التسوية في جنوب سوريا، وكان عنصراً سابقاً في فصائل المعارضة.
وتشكل «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا، في جنوب سوريا عقب اتفاق التسوية عام 2018، من عناصر وقادة فصائل معارضة سابقاً، وتعدّ مدينة بصرى الشام المعقل الرئيسي لقوات «الفيلق» في درعا، التي يتزعمها أحمد العودة؛ وهو قائد فصيل معارض سابقاً يسمى «قوات شباب السنة»، وانضم معظم قادة وعناصر هذا التشكيل لقوات «الفيلق الخامس» بعد اتفاق التسوية، وسجلت مواقف عدة وقوف قوات «الفيلق الخامس» ضد أفعال لقوات النظام السوري جنوب سوريا، ومشاركتهم في مظاهرات مناهضة للنظام.
وتعيش محافظة درعا في الآونة الأخيرة فوضى أمنية غير مسبوقة، حيث شهدت تصاعداً في عمليات القتل والاغتيال بشكل شبه يومي، فضلاً عن عمليات خطف تطال المدنيين مقابل دفع مبالغ مالية باهظة، كانت أخراها الإفراج عن شاب من بلدة الغرية الشرقية بريف درعا الشرقي مقابل دفع مبلغ 250 مليون ليرة سورية.
وكان أدهم الكراد، أحد قادة فصائل المعارضة سابقاً في مدينة درعا البلد، هدد بـ«التصعيد الشعبي» في محافظة درعا جنوب سوريا، إذا استمرت انتهاكات وأفعال النظام السوري بحق سكان المنطقة، وإذا لم ينسحب الجيش السوري من المناطق التي دخلها بعد اتفاق التسوية إلى مدينة درعا البلد.
وطالب أيضاً بسحب المجموعات المحلية من أبناء درعا البلد التي تعمل لصالح الأجهزة الأمنية في المنطقة، داعياً أطراف التفاوض والجانب الروسي إلى تطبيق اتفاق التسوية الذي اتفقوا عليه في منتصف 2018 بانسحاب الجيش من منطقة سجنة بدرعا البلد بعد دخول الجيش لها لمدة قصيرة، مبيناً أن الجيش السوري لم ينسحب حتى اليوم من المنطقة، فضلاً عن تحصين وتعزيز وجوده فيها.
وندد القيادي السابق في «غرفة عمليات البنيان المرصوص» في درعا البلد بأن النظام السوري عمل على تجنيد أبناء عشائر مدينة درعا البلد الخاضعين منهم لاتفاق التسوية، والزج بهم في صراعات مع أبناء المدينة لإشعال فتنة بين أبناء وعشائر المدينة، موضحاً أن النظام زود هذه المجموعات المحلية بالأسلحة والدبابات والمدافع، في حين أن هذه المجموعات تمارس ضغوطات على سكان المدينة.
وقال في شريط مصور نشر على صفحته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، إن سكان درعا «لن يسمحوا بإعادة زرع الخوف في قلوبهم»، وإن «حوران لا تقبل الضيم، وإنهم ما زالوا على قيد الحياة وقادرين على المواجهة رغم سنوات الحرب السابقة والطيران والمدافع التي استخدمت ضدهم»، داعياً إلى عدم الرجوع للوراء، ونبّه إلى أن استمرار تجنيد شباب التسويات وقيامهم بأفعال ضد أبناء بلدهم وممارسة أفعال تمس بكرامة المواطنين، سيصعد خروج مظاهرات بشكل أسبوعي في حال استمر التضييق، وعدم تطبيق اتفاق التسوية.
وذكر ناشطون في درعا سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار بأسلحة متوسطة وخفيفة وقذائف تعرضت لها الأحياء السكنية في مدينة درعا البلد يوم الجمعة الماضي، وأن مجموعات محلية مسلحة من أبناء المدينة، يقودها أحد قادة التسويات في المنطقة، استهدفت الأحياء السكنية، دون وقوع إصابات، وذلك بعد ساعات من اغتيال أحد عناصر هذه المجموعة؛ محمد أحمد مسالمة، بإطلاق مجهولين النار عليه في حي الأربعين في درعا البلد، مما أدى إلى مقتله على الفور، واتهم ناشطون هذه المجموعات بممارسة أعمال اعتقال واغتيال وخطف بحق أبناء مدينة درعا البلد.
وكثيراً ما تشهد مدينة درعا البلد وقفات احتجاجية ومظاهرات شعبية تطالب بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين، وخروج إيران، ورفع القبضة الأمنية عن البلاد.
7 ضربات خلال 4 أشهر على متطرفين في شمال غربي سوريا
لندن: «الشرق الأوسط»
أفيد أمس بأن التحالف الدولي بقيادة أميركا شن خلال الأشهر الأربعة الماضية، سبع ضربات ضد مواقع وعناصر في تنظيمات متطرفة في ريفي حلب وإدلب شمال غربي سوريا، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إنه «شهدت كل من محافظتي حلب وإدلب في الآونة الأخيرة تصاعداً في عمليات التحالف الدولي ضد التنظيمات المتطرفة الموجودة بكثرة في مناطق بإدلب وحلب وعلى رأسها تنظيم «حراس الدين»، حيث توالت الضربات التي استهدفت شخصيات ضمن تلك المجموعات في الفترة من أواخر شهر مايو (أيار) إلى منتصف الشهر الحالي».
وبلغ إجمالي هذه الضربات في إدلب وحلب خلال هذه الفترة 7 ضربات، حيث تم تكثيف الهجمات خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) 2020.
وفي بداية التصعيد، كان في 21 مايو من العام الحالي، حيث قامت طائرة مسيرة تابعة لـلتحالف الدولي بقصف سيارة على طريق الشيخ إسكان في ريف جنديرس شمال غربي حلب، مما أسفر عن مقتل قيادي سابق في تنظيم «داعش»، والذي كان يوجد باستمرار بين مناطق إدلب وناحية جنديرس بريف عفرين، كما احتجزت القوات التركية شخصاً أصيب في الحادث ذاته.
ذروة الاستهداف
شهد شهرا يونيو ويوليو ذروة الاستهداف، حيث قامت قوات التحالف بتنفيذ أربع عمليات خلال الشهرين استهدفت من خلالها الفصائل المتطرفة، فقد رصد «المرصد السوري» في الـ14 من يونيو، استهداف طائرة من دون طيار تابعة لقوات التحالف لسيارة يستقلها قياديان عسكريان يتبعان لتنظيم «حراس الدين»، وهما المسؤول العسكري العام لتنظيم «حراس الدين» أردني الجنسية، ومسؤول يمني الجنسية يعمل في «جيش البادية» التابع للتنظيم، مما أسفر بدوره عن قتلهما قرب شعيب في مدينة إدلب. وفي 20 يونيو، قتل قيادي بارز في صفوف «داعش» جراء استهداف دراجته النارية بطائرة من دون طيار بالقرب من مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي 18 يوليو، رصد «المرصد» استهداف طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي سوق لـ«بيع المحروقات» الخاص بشركة «وتد» للمحروقات التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» في بلدة سرمدا الواقعة بريف إدلب الشمالي، حيث جرى استهداف السوق بعدة ضربات من قبل الطيران المذخر، مما أدى لأضرار مادية، كذلك تم رصد استهداف في الـ31 من الشهر ذاته من قبل طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي للشركة ذاتها بثلاثة صواريخ، مما أدى لنشوب حرائق ضخمة في مكان الاستهداف ببلدة سرمدا.
استمرار عمليات الاستهداف
تواصلت عمليات استهداف الفصائل المتطرفة وقياداتها من قبل قوات التحالف الدولي، وتابع «المرصد» سلسلة الهجمات المتتالية التي تعرضت لها الفصائل المتطرفة في إدلب وحلب، حيث قتلت طائرات التحالف الدولي المذخرة بتاريخ الـ13 من أغسطس (آب)، قيادي من الجنسية الأوزبكية في محيط مدينة سرمدا الواقعة عند الحدود مع لواء اسكندرون شمالي إدلب يدعى «أبو يحيى» يعمل كـ«مدرب عسكري» مستقل لصالح الفصائل المتطرفة، وعمل مؤخراً لصالح تنظيم «حراس الدين» المتهم بولائه لتنظيم «القاعدة» المصنف عالمياً كتنظيم إرهابي.
أما آخر الاستهدافات فكان في 14 سبتمبر (أيلول) الجاري، حيث استهدفت طائرة مذخرة تابعة لـلتحالف الدولي سيارة قيادي تونسي الجنسية من تنظيم «حراس الدين» في حي القصور بمدينة إدلب، وذلك باستخدام صواريخ «نينجا» التي تطلقها قوات «التحالف الدولي» في عمليات الاغتيال الجوية باستخدام الطائرات المسيرة.
والمستهدف هو أحد قيادات «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) سابقاً، قبل فصله من «النصرة» على خلفية مجزرة «قلب لوزة» في عام 2015، حيث يعتبر التونسي مسؤولاً عن المجزرة التي راح ضحيتها 20 مواطناً في جبل السماق الذي يقطنه مواطنون من الموحدين الدروز بريف إدلب، وبعد فصله عمل ضمن عدة فصائل متطرفة، كان آخرها تنظيم «حراس الدين»، ويلاحق «الجهادي» التونسي سمعة سيئة وسط التنظيمات «الجهادية» وعلى رأسها هيئة تحرير الشام.
يذكر أنه من «تنظيم القاعدة»، حارب سنوات في أفغانستان قبل قدومه إلى سوريا، تزامناً مع تشكيل «جبهة النصرة».
وقال «المرصد» إنه «يمكن تفسير الضربات التي توجهها قوات التحالف الدولي للفصائل المتطرفة في إدلب وحلب بشكل عام، وتنظيم «حراس الدين» بشكل خاص، إلى وجود خلافات وانشقاقات بين هذه الفصائل والتنظيمات بدأت تطفو على السطح مؤخراً، لا سيما بعد إنشاء غرفة عمليات «فاثبتوا» التابعة لتنظيم «حراس الدين»، الذي يتبع تنظيم «القاعدة» مباشرة، وهو يعد أقوى منافس وبديل لـ«هيئة تحرير الشام» التي أعلنت إنهاء ارتباطها بتنظيم «القاعدة» في وقت سابق، وتعمل الآن على القضاء على المتطرفة تحت الوصاية التركية، وهو ما أوجد بدوره فرصة لدى قوات التحالف للعب على التناقضات بين هذه الفصائل واستثمارها لضرب بعض قياداتها والتخلص منهم، حيث اتهم بعض أعضاء تنظيم «حراس الدين» أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» باستخدام تدابير مختلفة لجذب انتباه طائرات التحالف من دون طيار إلى مواقعهم لاغتيال قادتهم؛ مما يكشف عن اختراق كبير لشبكة تنظيم «القاعدة» داخل سوريا، كذلك فإن التحالف الدولي بات يركز على الفصائل التي ترفض الاتفاقيات الدولية. |
|