Date: Sep 4, 2020
Source: جريدة النهار اللبنانية
مواجهات هي الاعنف بين قوات هادي و"الحوثيين" على مشارف مأرب...والقتلى بالمئات
عمار حسن
قتل الشيخ ربيش علي وهبان العليي أحد كبار مشايخ القبائل اليمنية المساندة للجيش الوطني (قوات الحكومة الشرعية) في مواجهات مع قوات ميليشيا جماعة الحوثي على جبهة المخدرة في محافظة مأرب بشمال غرب صنعاء.
 
وكان ربيش العلي يقود مجاميع قبلية تساند الجيش الوطني في قتال الحوثيين منذ بداية الحرب في اليمن قبل نحو خمس سنوات.

وتشهد جبهات محافظتي مأرب، والجوف، والبيضاء منذ مطلع الشهر الماضي معارك ضارية بين الطرفين هي الاعنف والأشد ضراوة وفتكاً منذ بداية الحرب في اليمن، حيث تحاول قوات الحوثيين اقتحام محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز ومواقع الآثار السياحية كهدف استراتيجي لها لجهة السيطرة على محافظات الشمال اليمني التي ما زالت بيد القوات الشرعية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، غير أن قوات الحكومة الشرعية تمكنت حتى الآن من عرقلة تقدم ميليشيات الحوثي وخوض معارك كر وفر معها، حيث سقط المئات من القتلى والجرحى من صفوف الطرفين، أغلبهم من الحوثيين الذين يعتمدون على الموجات البشرية الكبيرة في خوض معاركهم واقتحام المواقع التي يهاجمونها، فيما تسند مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية قوات الجيش الوطني اليمني بغارات مكثفة للطيران الحربي، ما يجعل ميليشيا الحوثيين تخسر أعدادا كبيرة من مقاتليها وعتادها، بالاضافة الى مخازن التمويل ومواقع الامداد نتيجة القصف الذي تتعرض له من مقاتلات التحالف.

وتشارك مع القوات الحكومية مجاميع كبيرة من رجال القبائل في مختلف جبهات القتال مع الحوثيين، وساهمت هذه القبائل في ترجيح كفة القتال لمصلحة الجيش الوطني في عدد من الجبهات، والمواجهات، حيث تدافع هذه القبائل عن أراضيها وتخشى من عمليات الانتقام والبطش التي ترتكبها ميليشيات الحوثي عندما تتمكن من السيطرة على المدن والقرى، وما ترتكبه من عمليات انتقام ضد خصومها، والتي تتمثل في هدم المنازل وإحراق المزارع واعتقال الأسر وتشريدها، وقتل المطلوبين على قوائمها، كما حدث في منطقة صرواح شمال شرق صنعاء والتابعة لمحافظة مأرب عندما فجرت، الأربعاء، عدداً من منازل أبناء قبيلة آل فراس بمديرية صرواح، بينها منزل الشخصية الاجتماعية صالح بن فراس الجهمي.

وفي هذا السياق، لا يزال الفشل يواجه المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث الذي عجز عن   تحقيق أي اختراق لحالة الجمود الراهنة لمسار الازمة والحرب في اليمن على مختلف الاصعدة السياسية والعسكرية والامنية، بالاضافة إلى عدم تحقيق أي تقدم على صعيد اتفاق استكهولم العام الماضي بين الاطراف المتنازعة لفصل القوات في محافظة الحديدة على البحر الاحمر، ووقف نهائي لإطلاق النار والالتزام بفتح طرق آمنة للامدادات الغذائية والانسانية، من ميناء الحديدة واليه، وهو أهم الموانئ التي تزود اليمن بأكثر من 80 في المئة من احتياجاته التجارية والغذائية والنفطية.
 
جدير بالذكر أن مصادر ميدانية عسكرية أكدت أن معارك ضارية وغير مسبوقة تجري على جبهات محافظة مأرب بين قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف العربي من جهة، وميليشيا الحوثي من جهة اخرى، منذ فجر الثلثاء، وأن العشرات من القتلى اغلبهم من صفوف الحوثيين يسقطون في مختلف مواقع وجبهات القتال.

وقالت هذه المصادر إن قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير مواقع مهمة وواسعة في مختلف المناطق، واستعادة السيطرة على مواقع كانت قد سيطرت عليها الميليشيات الحوثية. وأشارت الى  أن معارك عنيفة شهدتها العديد من جبهات المحور الجنوبي للمحافظة منذ فجر  الأربعاء الماضي، تركزت الأكثر ضراوة منها في جبهتي ماهلية، ورحبة. وبحسب المصادر، فإن جبهة المشيريف، التابعة لمديرية رحبة، شهدت هجمات حوثية عنيفة، وتمكنت قوات القبائل المرابطة هناك من إفشال عدد منها، تزامنت مع تصعيد ميداني في المعارك في جبهة ماهلية وتحرير مركز المديرية. وشمالاً، تواصلت المعارك العنيفة بين الطرفين في جبهة العلم الأبيض، وفي اتجاه مناطق الرويك، وذلك عقب هجمات حوثية متواصلة. وفي جبهات المحور الشمالي الغربي، تواصلت المعارك الدائرة في العديد من المواقع وجبهات القتال في مديرية مدغل، وامتدت إلى جبهات قتال متفرقة غربي المديرية، وتمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مركز المديرية وسوقها ومناطق واسعة خلال الساعات الماضية. وفي جبهة صرواح، غربي المحافظة، شهدت الجبهات معارك عنيفة، رافقها قصف مدفعي متبادل، وأن مقاتلات التحالف العربي شنّت سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وآليات الميليشيا في مختلف جبهات المحافظة.