Date: Aug 29, 2020
Source: جريدة النهار اللبنانية
حلفاء أنقرة يتصارعون ومخاوف من اصطدام طرابلس ومصراتة
القاهرة- أحمد مصطفى
رسخ قرار رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، مساء الجمعة، اطاحة وزير داخليته فتحي علي باشا آغا من منصبه واحالته على التحقيق، صراع الأجنحة داخل الحكومة التي تسيطر على غرب ليبيا، وفتحت الخطوة الحديث على مصراعيه بحصول مواجهات بين مليشيات طرابلس التي تدين بالولاء للسراج ومليشيات مصراتة التابعة لباشا آغا.

وكان معلومات ترددت على نطاق واسع في الاوساط الليبية بأن باشا آغا يجري تجهيزه برعاية تركيا لخلافة السراج لاسيما بعد خروج تظاهرات واسعة في مدن غرب ليبيا ابرزها العاصمة طرابلس تطالب برحيل السراج والمجلس الرئاسي.

ويأتي القرار فيما يزور باشا آغا أنقرة حيث التقى هناك وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

وتوقع الديبلوماسي الليبى السابق الدكتور رمضان البحباح "ذهاب المشهد الى التصعيد بين الفريقين"، لكنه ابدى مخاوفه من ما وصفه ب "لعبة مخابراتية .. ضد السراج بعدما حصل على ما يكفي من الوقت وفشل على كل الاصعدة وبالتالي يريدون التخلص منه، ببديل يكون أكثر موالاة لهم". ورأى ان ذهاب باشا آغا إلي انقرة قد يكون في هذا الاطار ... بأن يكون هو الشخصية المرشحة وبناء عليه سعى إلى التماهي مع مطالب المتظاهرين في طرابلس، وهذا الخطاب الهدف منه قبوله وان يلقى تعينه قبولاً لدى أوساط المحتجين في الشارع". 
 
وأكد البحباح في تصريح خاص ل "النهار العربي" ان تلك الخطوة "لن تكون في مصلحة الشعب الليبي، اذ انه استبدال عميل بعميل وقائد عصابات بقائد عصابات اخر ". وشدد ان الحل يكمن في ازاحة كل هؤلاء الذين يحكمون في طرابلس من المشهد وتحريض وحشد الجماهير من أجل اجتثاثهم وبالاساس اطاحة (جماعة) الاخوان المسلمين، الذين يديرون المشهد من تحت الطاولة".

 وقال: "الصراع الظاهر بين السراج وباشا آغا في الحقيقة يقوده الاخوان". 

من جهته، ذهب المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري الى ترجيح فرضية "المواجهة العسكرية بين جناحي المليشيات في الغرب الليبي". وتوقع في تصريح خاص ل "النهار العربي" ان تنتفض مليشيات مصراتة التابعة لباشا آغا عن بكرة ابيها لنصرة واجهتها الاعلامية والعالمية ... هم يصدرون باشا اغا لكي يتولى المشهد السياسي في طرابلس وايضاً حاول الرجل استمالة الحراك السياسي لكنه فشل".

وأكد الفيتوري ان "الكلمة العليا ستبقى لسيدهما (الرئيس التركي) اردوغان والفريقان يتنافسان على نيل رضاه". 

في المقابل، تحدث مصدر قريب من حكومة الوفاق، رفض ذكر اسمه ان "خروج السراج من السلطة ينهي اتفاق الصخيرات الذي تتمسك به أنقرة .... لذلك فإن احتمال تنصيب باشا آغا غير وارد".  وتوقع ان "يصلح أردوغان بين الفريقيين حفاظاً على الاتفاق".
 
وقال: "الاحتكاكات بين مليشيات السراج ومليشيات باشا آغا قديمة منذ ان جاء السراج الى السلطة ..  واراد الاخير ان يحتوي باشا آغا فكلفه بوزارة الداخلية وبقي فيها يزيد من نفوذه ، ومنذ نحو عام حاول آغا الانقلاب على السراج بل وفكر في اغتياله ثم تصالح الجانبان". واضاف: "المعركة بين الجانبين قد تحدث وقد لا تحدث الامر سيتوقف على كلمة تركيا".