|
|
Date: Oct 26, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
مناصرو «حزب الله» يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت |
نصر الله جدد رفضه «إسقاط العهد» أو استقالة الحكومة والبطريرك الماروني يدعو إلى حكومة مصغرة |
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يختلف مشهد اليوم التاسع من الاحتجاجات الشعبية في لبنان عن سابقاته لجهة المظاهرات التي نظمت في مختلف المناطق، لكن وكما يوم أول من أمس، كان مشهد أصحاب «القمصان السود» الذين هاجموا المتظاهرين في ساحة رياض الصلح هو الأبرز على وقع المعلومات التي تبثها جهات من أن هناك قراراً بـ«إنهاء المظاهرات».
وقبل نحو ساعة من كلمة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله التي ألقاها أمس، سجّل دخول عشرات العناصر إلى ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رافعين شعارات مؤيدة لـ«حزب الله»، وافتعلوا إشكالاً مع المتظاهرين. وعلى الأثر، تدخلت قوة من مكافحة الشغب لفض الإشكال وشكلت جداراً بشرياً عازلاً بين مناصري الحزب والمتظاهرين. وأعلن عن سقوط جريحين من القوى الأمنية واثنين من المتظاهرين.
ومعلوم أن قوة من مكافحة الشغب كانت قد وصلت ظهراً إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء وأقفلت المداخل المؤدية إليهما لمنع دخول المشاغبين إلى مكان الاعتصام. وتم استقدام عوارض حديدية لوضعها عند مداخل موقع الاعتصام.
ومع انطلاق كلمة نصر الله، شهدت ساحة رياض الصلح، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، انقساماً بين المتظاهرين، حيث أطلق فريق شعارات «سلمية سلمية»، منادياً بـ«إسقاط النظام»، فيما أخذ القسم الآخر يستمع إلى كلمة الأمين العام لـ«حزب الله». وكانت قوات مكافحة الشغب تقوم بمهمة الفصل فيما بينهما.
وحتى بعد انتهاء نصر الله من كلمته، لم يتبدل المشهد كثيراً، إذ عاود مؤيدو نصر الله هجومهم وسادت حالة من الكر والفر بينهم وبين القوى الأمنية التي نجحت في الحسم وإخراج المعتدين من محيط ساحتي تجمع المعتصمين.
وفي الوقت عينه، سجلت مسيرات سيّارة تحمل رايات «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من المناطق، منها صور والنبطية والبقاع والهرمل. وأعلن المشاركون في هذه المسيرات دعمهم لنصر الله، فيما كانت دوريات مؤللة للجيش تنتشر على الطرقات كافة.
وأكد مشاركون في هذه المسيرات أن تحركهم مؤيد لخطاب «حزب الله والمقاومة، ويقف إلى جانب المطالب الشعبية التي يرفعها الحراك، مع المطالبة بتصحيح بوصلة مسار الحرك المطلبي المحق، وللتأكيد على ضرورة فتح كل الطرقات التي تقطع أوصال الوطن وتمنع التواصل بين المناطق اللبنانية، وإتاحة الفرصة لمزاولة المواطنين أعمالهم وفتح المدارس اعتباراً من يوم غد (اليوم السبت)».
في المقابل، أقيمت في البترون وفي جبيل وأمام قصر العدل في بيروت لقاءات تضامنية مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين النائب جبران باسيل، وأطلقت الأغاني الوطنية، كما رفعت الأعلام اللبنانية وصور الوزير باسيل ولافتات حملت مطالب عدة منها «كلن يعني كلن أمام القضاء» و«تاريخنا بيحكي عن النضال».
من جهة أخرى، حذرت قيادة الجيش من الاستمرار في التعرض للحريات العامة والشخصية. وقالت في بيان لها: «تكرّرت في الآونة الأخيرة بعض الممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين من قبل بعض المعتصمين على الطرق تجاه مواطنين وعسكريين أثناء تنقلاتهم». وحذّرت قيادة الجيش «من الاستمرار في اللجوء إلى هذه الوسائل والتعرّض للحرّيات العامة والشخصيّة، وإذ تذكّر (القيادة) بأنّ حريّة التعبير والتظاهر مُصانة بموجب الدستور، تدعو إلى احترام حريّة التنقّل، والكفّ عن القيام بهذه الممارسات».
الحريري يحاول «تبريد الأجواء» وعون يشك بوجود «أجندات خارجية»
رئيس الحكومة يريد إخراج الوجوه «المستفزة»... ويبدأ بفريقه
بيروت: «الشرق الأوسط»
تسود في لبنان حالة من الترقب، على وقع التصريحات والمواقف السياسية التي كان آخرها كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، وإشارته إلى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي. وسجل يوم أمس زيارة مفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى القصر الرئاسي في بعبدا، حيث خرج من دون الإدلاء بأي تصريح.
وكان رئيس الجمهورية قد تابع خلال النهار التطورات السياسية والأمنية الراهنة، والاتصالات الجارية لمعالجة الأوضاع القائمة. وفي هذا الإطار، عرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الواقع النقدي في البلاد، وعمل المصرف المركزي، فيما ترأس رئيس الحكومة اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ خطة الكهرباء.
وقال زوار رئيس الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه أبدى استغرابه من سياسة قطع الطرقات التي يعتمدها المحتجون، وعدم تجاوبهم مع المبادرات التي قدمها، ومع دعوته للقاء ممثلين عنهم، وبحث مطالبهم. ونقلوا عنه قوله إن «الحريري قدم ورقة عمل، ولم يتجاوبوا معها. وإذا بقوا على موقفهم، فهذا يعني أن هناك أجندات خارجية».
وفي موازاة ذلك، بقي الحريري على موقفه الرافض لأي محاولة لفض المظاهرات الشعبية وفتح الطرقات بالقوة، بحسب ما نقله عنه زواره، مؤكداً أن المعالجة يجب أن تكون سياسية. ولتبريد الجو، لا بد من إجراء تغيير حكومي، عبر استبدال بعض الرموز «المستفزة»، مبدياً استعداده لأن يبدأ من وزرائه. وأكد الزوار أن أبرز هواجس الحريري في الوقت الحالي هي تلك المتعلقة بالأوضاع الأمنية والاقتصادية والمالية، وخوفه بالتالي من ذهاب البلاد إلى المجهول.
واستمرت المواقف السياسية، منها الداعمة للاحتجاجات وأخرى الداعية إلى إيجاد حل سريع، مع إبداء البعض تخوفهم من أن يعمد «حزب الله» وبعض أحزاب السلطة إلى التدخل على خط التحركات لإنهاء المظاهرات.
وشدد رئيس البرلمان السابق حسين الحسيني على ضرورة تنسيق الاتصال بين مناطق الانتفاضة وبرنامج العمل الجدي، لا رفع الشعارات وحسب، وإعلان حكومة مدنية انتقالية.
وأوضح، في بيان له: «في هذا السبيل، لا بد من رسم الإطار الجامع الذي هو فرض تطبيق الدستور في عملية إعادة تكوين السلطة التي هي الهدف الأول من إعلان الحكومة المدنية الانتقالية»، وأكد أن «الشعب في هذه المرحلة إنما هو أبناء الشعب في ساحات الانتفاضة، بعد سقوط المؤسسات الدستورية في ملكية العصابات».
وفي المقابل، حذر الوزير السابق أشرف ريفي مما يعد له «حزب الله»، وكتب عبر «تويتر» متوجهاً إلى «حزب الله» بالقول: «أحذركم من الغرق في الوحل اللبناني، يُنهيكم على المدى المتوسط، وأحذركم من الغرق في الدم اللبناني، ينهيكم فوراً»، وأضاف: «(حزب الله) يؤكد مجدداً صورته البشعة: اغتيالات، وإجرام، وبلطجة، وفساد؛ إنه الإرهاب بعينه».
كذلك جدد «حزب الكتائب»، على لسان النائب إلياس حنكش، دعوته إلى تشكيل حكومة اختصاصيين، وقال: «صار الوقت أن تستقيل الحكومة بعد ثمانية أيام من ثورة جمعت ملايين اللبنانيين إلى الشوارع، وسر نجاحها إنها ليست مسيسة، وهي من الناس وللناس... وستبقى كذلك»، وتابع: «صار الوقت لتشكيل حكومة اختصاصيين، لتدير انتخابات مبكرة، وتنتج لبنان الجديد الذي لطالما حلمنا به».
وبدوره، أكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، النائب السابق وليد جنبلاط، عبر «تويتر»، ضرورة «حماية المتظاهرين، واعتماد أن الحوار بين الفرقاء فوق كل اعتبار».
«الثورة اللبنانية» لم تفرز بعد قيادة تمثلها
وفود من المشاركين فيها تتواصل مع سياسيين مستقلين
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يفرز الحراك الشعبي اللبناني المستمر منذ نحو تسعة أيام، قيادات واضحة بعد، غير أن مجموعات من الحراك المدني بدأت تواصلها مع شخصيات سياسية مستقلّة. وكشف وزير الداخلية السابق مروان شربل أنه التقى وفوداً من المتظاهرين الذين بحثوا معه الخطوات التي ستتخذ وترجمة تحركهم إلى نتائج إيجابية. وأوضح شربل لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحصل أكبر من ثورة، وهو تحوّل مفصلي بتاريخ لبنان». لكنه لفت، في الوقت نفسه، إلى أن «سقوط الحكومة يعني أن هناك فريقاً رابحاً (أي المتظاهرين) وفريقاً خاسراً (أي السلطة الحاكمة)، ولا بدّ من إيجاد مخرج يرضي الطرفين، ويحول دون دخول لبنان في الفوضى».
وكشف شربل أنه اقترح على الوفود خطّة من ثلاثة بنود، الأول القبول بورقة الإصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري ومنحه مهلة لتطبيقها حتى نهاية السنة الحالية، والثاني استقالة الحكومة بعد تطبيق هذه الإصلاحات، والمجيء بحكومة من شخصيات غير حزبية تختار الرجل المناسب في المكان المناسب، والثالث أن يتعهّد أي من الوزراء الجدد عدم الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة. ودعا إلى عدم تجاهل مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون و«إعلانه القبول بإعادة النظر بالوضع الحكومي».
من جهة ثانية، تخوّفت مصادر مواكبة للحراك الشعبي الذي يصفه مؤيدوه بأنه «ثورة»، من دخول عناصر حزبية على الخط لتخريب الحراك وإخراجه من الشارع بالقوة والترهيب. وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حزب الله الذي يواجه عقوبات اقتصادية ومالية على قياداته ونوابه، لن يقبل بمحاصرته سياسياً في لبنان، وهو سيبدأ من بيئته في الجنوب إلى بيروت، حتى لو كلّف الأمر إراقة الدماء»، بحسب اعتقاد المصادر التي أكدت أن ما تشهده الساحة اللبنانية ليس منفصلاً عمّا يجري في العراق، وهو جزء من تطويق إيران و«يأتي عشية قرب الحلّ في سوريا».
ولا يزال غياب القيادة السياسية للحراك الشعبي مسألة محيّرة لقوى السلطة. ورأى الباحث السياسي الدكتور فادي أحمر، وهو أحد المشاركين في الحراك، أن «القيادة السياسية للثورة سيف ذو حدّين». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «تكوين قيادة لهذه الثورة في المرحلة الراهنة، يعني أن السلطة ستجرّها إلى الحوار ومحاورتها من موقع الضعف، ولذلك هي تطلب من الحكومة أن تستقيل، ومن ثمّ نتحدث في مرحلة تكوين السلطة». وقال «سيأتي يوم وتكون هناك قيادات، لكنّ المطلوب الآن الصمود في الساحات لتكوين هويتها»، معتبراً أن «قوّة الثورة تتجلّى في عدم مركزيتها، وتشكيل حلقة بشرية من طرابلس (شمال لبنان) إلى مدينة صور (جنوب لبنان)، وهذا ما يعطيها حرية مطلقة ويحرّرها من كلّ الالتزامات».
البطريرك الماروني يدعو إلى حكومة مصغرة: لا يمكن الاستمرار في تجاهل صرخة الناس
بيروت: «الشرق الأوسط»
دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى تشكيل حكومة جديدة مصغرة من ذوي الاختصاص ومن خارج الأحزاب والتكتلات والاستماع إلى مطالب الاحتجاجات الشعبية.
وقال الراعي في بيان له: «لا يمكن الاستمرار في تجاهل صرخة الشعب اللبناني، بكباره وشبابه وأطفاله، وهو في ثورة عارمة من شمال لبنان إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وهي في يومها التاسع، مطالباً، ونحن معه، بحكومة جديدة بكل مكوناتها، جديرة بالثقة، تكون مصغرة مؤلفة من شخصيات ذوات اختصاص وإنجازات، من خارج الأحزاب والتكتلات، لكي تتمكن من تنفيذ الورقة التي أقرها مجلس الوزراء في اجتماعه في القصر الجمهوري الاثنين الماضي وتلاها دولة الرئيس سعد الحريري».
ولفت بيان الراعي إلى أن «الدستور اللبناني يؤكد في مقدمته أن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية (ج)، فلا يحق لأحد أو لأي فريق أن يفرض إرادته على الجميع، فلا أحد أكبر من لبنان وشعبه. كما يؤكد الدستور أن الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية (د). فلا يمكن عدم الإصغاء لمطلبه بالصورة الشاملة التي توحده تحت راية الوطن.
ولا يمكن إهمال ما يتحمل المتظاهرون الثائرون من صعوبات وتضحيات، والمواطنون من معاناة يومية بسبب استمرار إقفال الطرقات». وأضاف: «ليعلم المسؤولون في الدولة أنهم مسؤولون عن الخسائر بملايين الدولارات في الخزينة العامة وعن الشلل العام، في كل يوم من تأخيرهم في تشكيل الحكومة الجديدة، وإعادة البلاد إلى حركتها الطبيعية».
نصر الله يدعو أنصاره إلى ترك الساحات ويحذر من «حرب أهلية»
جدد رفضه «إسقاط العهد» أو استقالة الحكومة
بيروت: «الشرق الأوسط»
عد أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، أن أي حل للأزمة اللبنانية يجب ألا يقوم على «قاعدة الفراغ»، مجدداً رفضه «إسقاط العهد»، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، معلناً عدم تأييده استقالة الحكومة.
وانتقد نصر الله إقفال الطرقات، ورأى في الوقت عينه أن بعض الحراك الشعبي كان عفوياً، وبعضه بناء على «تعليمات»، متهماً بعض الأحزاب بالوقوف خلفه. ودعا أنصاره إلى الانسحاب من الساحات، متوجهاً إلى حلفائه بالقول: «في حال رفضوا الدخول في حوار مع رئيس البلاد، ففي ذلك شبهة».
وفي كلمة له بثت عبر شاشة «المنار»، ونقلتها عنها محطات تلفزة أخرى، قال نصر الله: «وطننا اليوم يمر بأوضاع حساسة ودقيقة، وهذا يتطلب التكلم بمسؤولية». وتطرق إلى الخطاب الذي كان قد ألقاه يوم السبت، حول الحراك الشعبي، وفقاً لما سماه «حراكاً عابراً للطوائف والمناطق، وليس خاضعاً لأي حزب أو سفارة»، معرباً عن احترامه للناس الذين «نزلوا إلى الشارع»، لكنه أضاف: «كنت قد قلت إن (حزب الله) يشارك في الحراك كي لا يأخذ هذا الحراك بعداً آخر، تتداخل فيه صراعات أخرى. وإذا نزل (حزب الله)، فلن يخرج قبل تحقيق أهدافه». وعد نصر الله، في كلمته، أيضاً أن «البعض يحضر لحرب أهلية»، محذراً من أن «الفراغ في لبنان قد يؤدي إلى فوضى وانهيار... ومن مسؤولية (حزب الله) حماية لبنان في الداخل أيضاً»، بحسب ما أوردته قناة «العربية» نقلاً عنه.
وتحدث أمين عام «حزب الله» عن إيجابيات في الحراك الشعبي، قائلاً: «للإنصاف، يجب توظيف ما حصل لمصلحة البلد كله»، مطالباً الجميع بـ«الحفاظ على الإيجابيات التي تحققت حتى الآن، ومنها أنها فرضت على الحكومة ميزانية خالية من الضرائب والعجز، وهذا يحصل للمرة الأولى».
ونوه بفرض الحراك على الحكومة «ألا تفرض ضرائب، مما ترك أثره لدى الناس كما أنه تحت ضغط الحراك الشعبي، صدرت ورقة الإصلاحات التي تلاها رئيس الحكومة، وتضمنت خطوة أولى متقدمة جداً»، ورأى أن «تسخيفها فيه نوع من الشبهة»، لافتاً إلى أنها «قرارات لها جداول زمنية للتنفيذ»، متوقفاً أمام «قرار استرداد المال المنهوب».
وأضاف: «كـ(حزب الله)، أقول، بالتعاون مع القوى الجادة، إن هذه الورقة الإصلاحية هي للتنفيذ، ولن نسمح بعدم تنفيذها، وأهمها مشروع استعادة الأموال المنهوبة، وإنجاز مشاريع قوانين لها علاقة بمكافحة الفساد»، وتابع أن «الحكومة مصممة على أن تبذل جهداً كبيراً لتنفيذ وعودها»، مشيداً بـ«نزاهة الانتخابات النيابية الماضية».
ورأى أن «الورقة الإصلاحية خطوة في سياق خطوات لاحقة، وأن المجلس النيابي سيفعل عمله لإقرار القوانين المطلوبة»، داعياً الناس إلى «محاسبة كل من سيغطي أي فاسد، سياسياً كان أو رجل دين أو في القضاء».
ولفت إلى أن «الحراك قد أعاد للناس الثقة بأنفسهم، بعدما أصيبوا بحال من اليأس»، منتقداً ما تردد من سباب خلال الاحتجاجات، عاداً أن «بعضه كان عفوياً، وبعضه بناء على تعليمات».
ثم لفت إلى كيفية البحث عن الحلول للوضع القائم، مؤكداً أن «أي حل يجب ألا يقوم على قاعدة الفراغ في الدولة، وفي المؤسسات الدستورية، لأن الفراغ إذا حصل في ظل هذا الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي المأزوم، سيؤدي إلى الفوضى»، مشيراً إلى أن «الحال إذا استمرت على ما هي عليه، فإن ذلك سيؤدي إلى فوضى أمنية، كما يخطط البعض».
وأبدى انفتاحه على «النقاش في أي موضوع لمنع الفراغ القاتل»، مجدداً رفضه «إسقاط العهد» (عهد الرئيس ميشال عون)، وقال: «لا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل في هذه الظروف بانتخابات نيابية مبكرة».
وأكد: «نحن لم نطلب من أي من جمهورنا أن يتظاهر، ولم نمنع أحداً في الأيام الأولى للحراك. لكن عندما رأينا أن الحراك لم يعد سياسياً، فقد طلبنا من الحزبيين عدم النزول»، وطلب من «شباب المقاومة الانسحاب من الساحات»، وقال: «نحن نعرف كيف ندافع عن المقاومة، اتركوا الساحات للمقتنعين بالساحات، لأننا نحترم آمال الناس وآلامهم». |
|