|
|
Date: Oct 16, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
الأمم المتحدة: تركيا قد تتحمل مسؤولية الإعدامات التعسفية في سوريا |
إردوغان قال إن العملية العسكرية شرق الفرات مستمرة «حتى تحقق أهدافها» |
أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»
قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس (الثلاثاء) إنه ربما يجري تحميل تركيا المسؤولية عن عمليات إعدام تعسفية نفذتها جماعة مسلحة مرتبطة بها بحق عدد من المقاتلين الأكراد وسياسي وقيل إنها ظهرت في تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في مطلع الأسبوع.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في إفادة صحفية في جنيف إن المكتب حصل على لقطات تصور عمليات القتل التي نفذها فيما يبدو مقاتلو جماعة أحرار الشرقية قرب منبج.
وقال كولفيل «تركيا قد تعتبر دولة مسؤولة عن انتهاكات جماعات تابعة لها طالما تمارس سيطرة فعالة على هذه الجماعات أو العمليات التي حدثت خلالها تلك الانتهاكات». وتابع «نحث السلطات التركية على البدء فورا في تحقيق محايد مستقل ويتسم بالشفافية».
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الثلاثاء)، أن العملية التي تخوضها قواته ضد الأكراد في شمال سوريا لن تتوقف حتى «تتحقق أهدافنا».
ودخلت العملية العسكرية التركية الدامية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها أنقرة «إرهابية»، يومها السابع اليوم (الثلاثاء).
وقال إردوغان في خطاب متلفز من باكو «سنسيطر سريعاً على المنطقة الممتدة من منبج إلى حدودنا مع العراق، ونضمن في المرحلة الأولى عودة مليون ومن ثم مليوني لاجئ سوري وبكامل إرادتهم» إلى بلادهم. وأضاف أنه تم «تحرير» ألف كيلومتر من الأراضي السورية حتى الآن «من المنظمة الإرهابية الانفصالية».
وتخطط تركيا لإقامة «منطقة آمنة» تمتد عبر شمال سوريا تمكنها من إعادة عدد كبير من اللاجئين السوريين، البالغ عددهم نحو 3.6 مليون، الذين وصلوا إليها هرباً من النزاع في بلدهم، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان إردوغان قد تعهد في مقال نشر اليوم (الثلاثاء)، بعدم السماح لأي من مقاتلي تنظيم «داعش» بالفرار من شمال شرقي سوريا، وكتب إردوغان في صحيفة «وول ستريت جورنال»: «سنضمن ألا يغادر أي مقاتل من تنظيم (داعش) شمال شرقي سوريا»؛ حيث يقود الجيش التركي هجوماً ضد الأكراد.
وسعى الرئيس التركي لطمأنة الدول الأوروبية التي أعربت عن قلقها من احتمال عودة تنظيم «داعش» إلى الواجهة، وفرار عناصره المحتجزين لدى «وحدات حماية الشعب» الكردية المستهدفة في الهجوم الذي شنته أنقرة منذ الأربعاء. وقال إردوغان «نحن على استعداد للتعاون مع الدول التي ينتمي إليها (المقاتلون) والمنظمات الدولية لإعادة تأهيل نساء وأطفال المقاتلين الإرهابيين الأجانب».
وأبدت دول أوروبية عدة أيضاً قلقها البالغ من تداعيات أي هجوم تركي محتمل على المعركة ضد خلايا تنظيم «داعش»، الذي لا يزال ينشط عبر خلايا نائمة، رغم هزيمته الميدانية على يد المقاتلين الأكراد.
واتهمت أنقرة، أمس (الاثنين)، القوات الكردية، بإطلاق سراح عناصر تنظيم «داعش» المحتجزين لديها عمداً في مسعى «لنشر الفوضى» في المنطقة.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تغريدة، الاثنين، كذلك «قد يكون الأكراد يطلقون سراح البعض لإجبارنا على التدخل». لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر دان بشدّة الهجوم العسكري، «غير المقبول» الذي تشنّه تركيا في شمال شرقي سوريا، معتبراً أنه أسفر عن «إطلاق سراح العديد من المعتقلين الخطرين» المنتمين إلى تنظيم «داعش».
وفي المقال، انتقد إردوغان، الدول الغربية التي «تحاضر على تركيا اليوم بشأن فائدة محاربة تنظيم (داعش) بعدما فشلت في منع تدفق المقاتلين الأجانب في 2014 و2015». وذكر على سبيل المثال مواطناً من دولة أوروبية لم يسمها وصل إلى إسطنبول في 2014 حاملاً «ذخيرة ضمن أمتعته التي (من المفترض أنه) تم فحصها» في البلد الذي قدم منه.
وهاجم كذلك فرنسا على خلفية قرارها تعليق بيع أسلحة لتركيا قد تستخدم في إطار الهجوم على سوريا. وقال: «حظرت فرنسا بيع الأسلحة لتركيا، لكن لماذا تجاهلت تحذيراتنا المتكررة من هجمات إرهابية وشيكة» على أراضيها؟
وأعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدّد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، أمس (الاثنين)، على «الضرورة المطلقة لمنع عودة» تنظيم «داعش» إلى الواجهة بعد العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وانسحاب القوات الأميركية من المنطقة، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتعتقل «قوات سوريا الديمقراطية» 12 ألف عنصر من التنظيم، بينهم 2500 إلى 3000 آلاف أجنبي من 54 دولة. وأعلنت الإدارة الذاتية، الأحد، أن 785 من عائلات المتطرفين الأجانب فروا من مخيم عين عيسى في ريف الرقة الشمالي بعد قصف تركي قربه. كما اتهمت القوات التركية باستهداف سجنين على الأقل يقبع فيهما مقاتلون من التنظيم. |
|