|
|
Date: Oct 9, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
أكراد سوريا يعلنون «النفير العام» على وقع التهديد التركي |
موسكو تحذر من أن الانسحاب الأميركي «قد يشعل المنطقة برمتها» |
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، اليوم (الأربعاء)، «النفير العام» على مدى ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرقي سوريا، بعد ساعات من تأكيد أنقرة أنها ستبدأ هجومها قريباً وإرسالها تعزيزات عسكرية إلى الحدود.
وأوردت الإدارة الذاتية في بيان: «نعلن حالة النفير العام لمدة ثلاثة أيام على مستوى شمال وشرق سوريا، ونهيب بجميع إداراتنا ومؤسساتنا وشعبنا بكل مكوناته التوجه إلى المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا للقيام بواجبهم الأخلاقي وإبداء المقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة».
من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مخاطر توجيه واشنطن إشارات متناقضة حول انسحاب أميركي من شمال سوريا، معتبرا أن ذلك قد «يشعل المنطقة برمتها».
تركيا ستبدأ عمليتها في سوريا «قريباً»
أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعلنت تركيا أمس (الثلاثاء) أنها ستبدأ «قريباً» عملية في شمال سوريا في وقت أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة لم تتخل عن حلفائها الأكراد بعد سحبها قوات من المنطقة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأرسلت تركيا مزيداً من الآليات المدرعة إلى الحدود مع سوريا، وفق مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية، وشوهدت قافلة تضم عشرات المركبات في بلدة أقجة قلعة بمحافظة شانلي أورفا التركية.
وفي تلك الأثناء، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، أن القوات التركية تقصف مناطق قريبة من الحدود. وقالت بتغريدة في ساعة متأخرة أمس: «الجيش التركي يقصف إحدى نقاطنا عند حدود سيريكانيه مع تركيا»؛ في إشارة إلى بلدة رأس العين الحدودية.
والبلدة أحد المواقع التي انسحبت منها القوات الأميركية الاثنين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا.
وقالت «قوات سوريا الديمقراطية»: «لم تقع إصابات في صفوف قواتنا. لم نرد على هذا الهجوم غير المبرر. نحن مستعدون للدفاع عن الناس وأهالي شمال شرقي سوريا».
وقد سجلت في السابق مناوشات بين القوات التركية والكردية، ولم ترد مؤشرات على أن القصف الأخير يأتي في إطار عملية أوسع. غير أن مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين التون ذكر أن وحدات الجيش التركي «ستعبر الحدود التركية - السورية قريبا». وأضاف أن القوات الكردية بإمكانها إما «الانشقاق» أو «لن يكون أمام تركيا سوى خيار منعهم عن تعطيل جهودنا في مكافحة تنظيم (داعش)».
وسحبت الولايات المتحدة بين 50 ومائة جندي من أفراد القوّات الخاصّة من الحدود الشمالية يوم الاثنين الماضي، حيث كان دورهم يقتصر على منع هجوم خطط الجيش التركي له منذ فترة طويلة ضد المقاتلين الأكراد في سوريا.
وأثارت خطوة ترمب المفاجئة انتقادات واسعة من كبار الجمهوريين، إذ اعتبرت بمثابة تخلٍ عن القوات الكردية التي كانت حليفاً رئيسياً لواشنطن في معركتها ضد تنظيم داعش. لكن بدا ترمب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق الاثنين، فهدد عبر «تويتر» بـ«القضاء» على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب. وقال: «أبلغت تركيا أنها إذا قامت بأي أمر يتجاوز ما نعتبره إنسانياً فسيواجهون اقتصاداً مدمّراً بالكامل».
وكانت أنقرة قد قللت من أهمية تحذيرات ترمب، إذ رد نائب الرئيس فؤاد أقطاي على تهديد ترمب أمس محذرا من أن «تركيا ليست دولة تتحرّك بناء على التهديدات».
ونددت أنقرة مراراً بالدعم الأميركي للقوات الكردية في سوريا نظراً لعلاقاتها مع حزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض تمرّداً دامياً ضد الدولة التركية منذ عام 1984.
أما النظام السوري، فرأى في التطورات الأخيرة فرصة لدعوة الأكراد للعودة «إلى الوطن».
غير أن ترمب كتب في تغريدة: «قد نكون في طور مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل بأي شكل من الأشكال عن الأكراد الذين هم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون»، مشدداً في الوقت نفسه على أن واشنطن لديها علاقة مهمة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك التجاري.
وتقول «قوات سوريا الديمقراطية» إنها خسرت نحو 11 ألف مقاتل في إطار دورهم القيادي في المعارك ضد تنظيم داعش.
وأعربت بريطانيا عن «قلقها البالغ» إزاء خطة تركيا شن عملية تستهدف المقاتلين الأكراد.
ودعت روسيا إلى عدم «تقويض التسوية السلمية» للنزاع في سوريا.
وتطالب أنقرة بـ«منطقة آمنة» على الحدود مع شمال سوريا تفصل مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية وتسمح بعودة نحو 3.6 مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الأهلية المستمرة منذ 8 سنوات.
وأعلن إردوغان الاثنين أن التدخل في سوريا «قد يبدأ في أي ليلة دون سابق إنذار».
وتثير العملية التركية المخاوف من احتمال فرار نحو 10 آلاف مقاتل من تنظيم داعش تحتجزهم «قوات سوريا الديمقراطية» حالياً في حال اضطر مقاتلو المجموعة لمواجهة الجيش التركي.
وبين هؤلاء، نحو ألفي عنصر من «المقاتلين الأجانب».
وأعلن ترمب أن تركيا وغيرها من الدول تتحمل مسؤولية التعامل مع محتجزي تنظيم داعش.
وقال لافروف إن الأكراد يشعرون «بقلق بالغ» عقب الإعلان الأميركي عن سحب قوات ويخشون أن يؤدي ذلك إلى «إشعال المنطقة برمتها». وأضاف عقب محادثات في نور سلطان عاصمة كازاخستان: «يجب تجنب ذلك بأي ثمن».
وسحبت الولايات المتحدة بين 50 ومائة جندي من أفراد القوّات الخاصّة من الحدود الشمالية الاثنين الماضي، حيث كان دورهم يقتصر على منع هجوم خطط الجيش التركي له منذ فترة طويلة ضد المقاتلين الأكراد في سوريا.
وأثارت خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئة انتقادات واسعة من كبار الجمهوريين، إذ اعتبرت بمثابة تخلٍ عن القوات الكردية التي كانت حليفاً رئيسياً لواشنطن في معركتها ضد تنظيم داعش. لكن بدا ترمب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق الاثنين، فهدد عبر «تويتر» بـ«القضاء» على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب. وقال: «أبلغت تركيا بأنها إذا قامت بأي أمر يتجاوز ما نعتبره إنسانيا فسيواجهون اقتصاداً مدمّراً بالكامل». لكنه أشاد بتركيا في تغريدات أخرى معلناً أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيزور واشنطن في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. واضاف «كثيرون يتناسون أن تركيا شريك تجاري كبير للولايات المتحدة».
وكانت أنقرة قد قللت من أهمية تحذيرات ترمب، إذ رد نائب الرئيس فؤاد أقطاي على تهديد ترمب الثلاثاء، محذراً من أن «تركيا ليست دولة تتحرّك بناء على التهديدات».
ونددت أنقرة مراراً بالدعم الأميركي للقوات الكردية في سوريا نظراً لعلاقاتها مع حزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض تمرّداً دامياً ضد الدولة التركية منذ عام 1984.
وتثير العملية التركية المخاوف من احتمال فرار نحو 10 آلاف مقاتل من تنظيم داعش تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية حالياً في حال اضطر مقاتلو المجموعة لمواجهة الجيش التركي.
وبين هؤلاء، نحو ألفي عنصر من «المقاتلين الأجانب».
قيادي كردي مستعد لـ«شراكة» مع الأسد لصد الجيش التركي
نائب وزير الخارجية السوري يحض حلفاء واشنطن على التفاهم مع دمشق
القامشلي: كمال شيخو / دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
شدّد مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، على أن جميع الخيارات مفتوحة أمام قواته لردع التوغل التركي في حال وقوعه، كما لم يستبعد شراكة مع القوات النظامية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، في وقت حضّ فيه مسؤول سوري الأكراد على التفاهم مع دمشق. وقال عبدي، في حديث لقناة «إن بي سي» الأميركية، يوم أمس: «نحن ندرس شراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد بهدف محاربة القوات التركية، وهذه إحدى خياراتنا على الطاولة، منعاً لأي فراغ أمني على طول الشريط الحدودي مع الجانب التركي».
وأوضح عبدي: «ممتنون للدعم الكبير من الشعب الأميركي والسياسيين والنواب والمسؤولين في الإدارة الأميركية على رفضهم وشجبهم قرار الرئيس ترمب، الذي يمهد الطريق للغزو التركي»، والذي تسبب باليأس لدى الناس، مضيفاً: «هذا يعني فشل اتفاقية (الآلية الأمنية)، لكننا نعلم تماماً أن الشعب الأميركي أصدقاء حقيقيون للشعب الكردي في سوريا ولـ(قوات سوريا الديمقراطية)».
واعتبر عبدي قرار الرئيس الأميركي سحب الجنود والقوات الأميركية من الشريط الحدودي والمنطقة المزمع إنشاؤها منطقة آمنة، «سيضر بمصداقية الولايات المتحدة الأميركية، وسيكلف بالتأكيد أرواح المقاتلين الذين كانوا بجانب الجنود الأميركيين في قهر والقضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي». وأعلن عبدي في إفادته الصحافية سحب القوات الرئيسية من «قوات سوريا الديمقراطية» وإرسالها إلى المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا لتعزيز مواقعها العسكرية، وقال: «هؤلاء المقاتلون الذين توجهوا إلى الشريط الحدودي، هم من القوات التي جرى تكليفها بتأمين السجون ومراكز احتجاز عناصر تنظيم (داعش)، وملاحقة جهاديّي التنظيم في تلك المدن والبلدات، فمراقبة السجون بات أمراً ثانوياً بالنسبة لنا في ظل التصعيد التركي»، ولم يُخفِ خشيته على مصير أكثر من 10 آلاف عنصر مسلح يشتبه بانتمائهم للتنظيم المتطرف محتجزين لدى الإدارة، ونحو 72 ألفاً من عائلات وأسر عناصر التنظيم المًوجودين في مخيم الهول ومخيمات شمال وشمال شرقي سوريا.
وفي أول موقف رسمي سوري، أكدت دمشق على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أنها ستدافع عن كل الأراضي السورية، ولن تقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، ومن يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» المقربة من السلطات، قال المقداد إنه في حال شنّت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد «سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا». وقال المقداد رداً على سؤال: «كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في كثير من المرات من هذه المؤامرات على الوطن وعلى الشعب السوري، وقلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل»، وتابع: «نقول لهؤلاء إنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه، ونحن نريد أن نحل كل المشكلات السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف، لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا».
قلق أوروبي من العملية التركية... وإيران تعارضها
لندن: «الشرق الأوسط»
أبلغ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، مساء أول من أمس (الاثنين)، أن طهران «تعارض» عملية عسكرية في سوريا، وفق ما جاء في بيان رسمي. وبحث ظريف خلال مكالمة هاتفية مع جاويش أوغلو «التطورات الأخيرة في شمال شرقي سوريا»، على ما أفادت وزارة الخارجية في بيان على موقعها الإلكتروني.
وأعلن عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، أن الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني طلب من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف خلال الاجتماع الذي عقد مساء الاثنين في أربيل استخدام نفوذ بلاده «من أجل عدم السماح بتعرض كردستان سوريا للأذى».
إلى ذلك، التقى السيد أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، وزير الخارجية الروسي في بغداد مساء الاثنين. وأفاد بيان بأنه «جرى أثناء اللقاء الحديث عن أهم المستجدات في المنطقة، وبخاصة ما يحدث في منطقة شرق الفرات وتبعاتها المتوقعة. كما أكد الجانبان على ضرورة استمرار التعاون في سبيل الوصول إلى حل سياسي سوري دائم ينقذ البلاد، ويوقف شلال الدم المستمر منذ ما يقارب تسع سنوات».
في الاطار ذاته، أعلن متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الثلاثاء، أن بلاده قلقة للغاية من خطط تركيا للقيام بعملية عسكرية في شمال سوريا.
كانت تركيا قالت إنها أتمت استعداداتها لعملية عسكرية في شمال شرقي سوريا بعد أن بدأت الولايات المتحدة في سحب قوات لها هناك؛ مما يمهد الطريق أمام هجوم تركي على القوات التي يقودها الأكراد، والمتحالفة منذ وقت طويل مع واشنطن.
وحين سئل عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن بريطانيا «سعيدة جداً» بالتحول في سياسته بشأن سوريا، قال المتحدث باسم جونسون، إن تحركات القوات الأميركية مسألة تخص الولايات المتحدة.
أكد وزير بريطاني، الثلاثاء، أن من سلطة ترمب اتخاذ قرارات عسكرية، وذلك بعدما أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تعتزم اعتراض عملية عسكرية تتأهب تركيا لشنها في شمال شرقي سوريا.
وقال وزير النقل البريطاني غرانت شابس، لهيئة الإذاعة البريطانية «من سلطة الرئيس اتخاذ القرارات المتعلقة بأنشطة جيشه، وهذا بالطبع ما يفعله».
ورداً على سؤال عما إذا كان ترمب تشاور مع بريطانيا حول القرار، قال شابس، إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة «يجريان مباحثات طوال الوقت» حول الشؤون الخارجية.
وحذر الاتحاد الأوروبي، أمس، من أن قيام تركيا بشن عملية عسكرية في سوريا سيلحق الضرر بالمدنيين، وسيهدد بتقويض الجهود السياسية لحل الصراع الذي طال أمده. ولفت الاتحاد إلى أنه يتفهم المخاوف.
وحذرت نائبة رئيس البرلمان الألماني، كلاوديا روت، من الهجوم التركي المحتمل. وقالت في برلين، إن دخول القوات التركية سوريا سيكون مخالفاً للقانون الدولي، وسيعني المزيد من التدمير والتهجير.
أبو الغيط يرفض توغل تركيا في الأراضي السورية
القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن قلقه وانزعاجه حيال الخطط المعلنة والاستعدادات الجارية من جانب تركيا للقيام بعملية عسكرية في العمق السوري.
وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في بيان صحافي اليوم (الأربعاء)، أن هذه العملية المُزمعة من جانب أنقرة تمثل انتهاكاً صريحاً للسيادة السورية، وتهدد وحدة التراب السوري، وتفتح الباب أمام مزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني، وذلك وفقاً لم ذكرته الوكالة المصرية الرسمية.
وأضاف المصدر أن «التوغل التركي في الأراضي السورية يهدد بإشعال مزيد من الصراعات في شرق سوريا وشمالها، وقد يسمح باستعادة تنظيم داعش الإرهابي لبعض قواته».
وشدد المصدر على أن التدخلات الأجنبية في سوريا مدانة ومرفوضة أياً كان الطرف الذي يمارسها، وأن المطلوب الآن هو إعطاء دفعة للعملية السياسية بعد تشكيل اللجنة الدستورية، وليس الانخراط في مزيد من التصعيد العسكري.
وأشار المصدر إلى أن المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية كان قد أكد في اجتماعه الأخير الشهر الماضي على إدانة التدخلات الخارجية في عموم سوريا، مطالباً الجانب التركي بسحب قواته من جميع الأراضي السورية، كما أكد المجلس على رفض أي ترتيبات قد ترسخ لواقع جديد على الأراضي السورية بما لا ينسجم مع الاتفاقات والقوانين الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار.
وكانت تركيا قد أعلنت أمس (الثلاثاء) أنها ستبدأ «قريباً» عملية في شمال سوريا في وقت أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة لم تتخل عن حلفائها الأكراد بعد سحبها قوات من المنطقة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأرسلت أنقرة مزيداً من الآليات المدرعة إلى الحدود مع سوريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، وشوهدت قافلة تضم عشرات المركبات في بلدة أقجة قلعة بمحافظة شانلي أورفا التركية.
وتطالب أنقرة بـ«منطقة آمنة» على الحدود مع شمال سوريا تفصل مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية وتسمح بعودة نحو 3.6 مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الأهلية المستمرة منذ 8 سنوات.
وأعلن إردوغان الاثنين أن التدخل في سوريا «قد يبدأ في أي ليلة دون سابق إنذار».
وتثير العملية التركية المخاوف من احتمال فرار نحو 10 آلاف مقاتل من تنظيم داعش تحتجزهم «قوات سوريا الديمقراطية» حالياً في حال اضطر مقاتلو المجموعة لمواجهة الجيش التركي. وبين هؤلاء، نحو ألفي عنصر من «المقاتلين الأجانب».
فصائل معارضة جاهزة لمعارك شرق الفرات
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
وزعت فصائل الجيش السوري الحر قواتها على ثلاثة محاور عبر الأراضي التركية والسورية استعداداً للمعركة المرتقبة مع قوات سوريا الديمقراطية في محافظة حلب والرقة والحسكة.
وقال مصدر في الجيش الوطني التابع للجيش السوري الحر: «عبرت الثلاثاء دفعة من مقاتلي الجيش الوطني من معبر حوار كلس قرب بلدة الراي في ريف حلب الشرقي، إلى الأراضي التركية واتجهت إلى محافظة شانلي أورفا جنوب تركيا، للمشاركة في معارك شرق الفرات إلى جانب الجيش التركي ومواجهة مسلحي قسد».
وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية أن الفصائل المشاركة توزعت على ثلاثة محاور «تجمع أحرار الشرقية وجيش الشرقية وأغلبهم من أبناء محافظة دير الزور والرقة محور عملياتهم، إلى جانب الجيش التركي في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، بينما يتم نقل مقاتلي فرقة السلطان مراد وفرقة الحمزة إلى محاور مدينة رأس العين».
وأشار إلى دخول الآلاف من مقاتلي الجيش الوطني ليل أمس إلى منطقة جرابلس في ريف حلب الشرقي وتوجهت إلى أطراف مدينة منبج لمواجهة قوات قسد في مدينة منبج.
وقال مسؤولان تركيان لـ«رويترز» الثلاثاء إن الجيش التركي نفذ ضربات جوية استهدفت الحدود السورية - العراقية الليلة الماضية لمنع القوات الكردية من استخدام الطريق لتعزيز شمال شرقي سوريا، بينما تجهز أنقرة لشن هجوم هناك.
وقال مسؤول أمني: «أحد الأهداف الرئيسية كان قطع طريق المرور بين العراق وسوريا قبل العملية في سوريا. بهذه الطريقة تم قطع طريق عبور الجماعة إلى سوريا وخطوط الإمداد بما في ذلك بالذخيرة».
ولم يتضح حجم الدمار أو ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى. |
|