| | Date: Oct 3, 2019 | Source: جريدة الشرق الأوسط | | البرلمان المصري يستدعي الحكومة ويلوّح بـ«محاسبات» | القاهرة: محمد عبده حسنين
لا تزال تداعيات مظاهرات محدودة شهدتها القاهرة ومدن مصرية في الأيام الماضية، تلقي بظلالها على البلاد. فعقب وعود بإصلاحات سياسية واقتصادية وإعلامية، تمنح دوراً للمعارضة وتخفف الأعباء المعيشية على المواطنين، قرر البرلمان المصري، أمس، استدعاء رئيس الوزراء وعدد من وزرائه، الأسبوع المقبل، لـ«إيضاح الحقائق»، ملوحاً بـ«محاسبة المقصرين».
وقال علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، أمس، إنه «سيدعو رئيس الوزراء وعدداً من وزرائه لإلقاء بيان لإيضاح بعض الحقائق المهمة أمام البرلمان الأسبوع المقبل»، مضيفاً خلال جلسة عامة أن «ثورة مجلس النواب لن تهدأ إلا إذا وصلت الحقيقة لكل مواطن، وكل مسؤول تنفيذي مُقصر يتم محاسبته».
وعلى مدار يومين، شهدت أروقة البرلمان المصري هجوماً حاداً وغير معتاد من رئيس المجلس والنواب على أداء الحكومة. ويتألف المجلس من 596 عضواً، غالبيتهم من الموالين للرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويأتي الهجوم البرلماني على الحكومة في وقت أشارت فيه مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إلى «تغيّرات متوقعة وقريبة في الحكومة وكذلك لعدد من المحافظين، استجابة لشكاوى من سوء الأداء».
والحراك السياسي الذي تشهده مصر حالياً جاء في أعقاب مظاهرات معارضة محدودة، جرت الجمعة 20 سبتمبر (أيلول)، في مناطق مختلفة وسرعان ما فرقتها قوات الأمن، ثم تجددت بحجم أقل، الجمعة الماضي، قابلها تجمع للآلاف من أنصار الرئيس السيسي في القاهرة.
وجاءت تلك المظاهرات استجابة لمقاطع فيديو نشرها رجل أعمال مصري هارب في إسبانيا يدعى محمد علي على موقع «فيسبوك» واتهم فيها قيادة الدولة بالفساد.
ورغم إشارته إلى قصور في الأداء الحكومي، اعتبر عبد العال، أمس، أن «مصر تسير في الطريق الصحيح، وأن الهجمة الشرسة عليها هدفها إعاقتها عن التحرك». وأضاف: «الأرقام التي صدرت عن الاقتصاد المصري تثير الحقد والغيرة».
ورداً على اتهامات الفساد التي طالت القوات المسلحة في الفترة الماضية، قال عبد العال إن «الجيش المصري أقوى جيش في المنطقة وتم تصنيفه من بين أقوى الجيوش في العالم، وهذا كان باعثاً لمحاولات استهدافه حتى نكون تحت المطرقة». وتابع: «الدولة قوية الآن ولديها جيش واقتصاد قويان»، مشيراً إلى أن «هناك مجموعة من الداخل تغذّي محاولات الخارج لاستهداف البلاد». واستدرك: «لن نلتفت لهذه المحاولات. قطار الدولة انطلق إلى الهدف الأمثل وهو تطوير هذا الوطن».
ولفت إلى أن «البعض اتخذ وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر الإشاعات والأكاذيب، لكن مصر أثبتت أصالتها ومناعتها القوية، التي نحاول أن نقوّيها بإجراء كثير من الإصلاحات». وأكد أن «حديثه في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادي الخامس (أول من أمس) عن أن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات سياسية وحزبية وإعلامية صحيح وليس مجرد كلام عابر».
وكان رئيس النواب المصري أشار الثلاثاء إلى «إصلاحات سياسة وحزبية وإعلامية»، خلال المرحلة المقبلة، ووصفها بـ«جني الثمار» بعد فترة انتقالية «استلزمت إجراءات قاسية»، على حد قوله. وشدد على أن «المجلس ستكون له وقفة شديدة مع الحكومة ولن يترك الشعب ومصالحه بعيداً عن قاعة البرلمان، والمواطن المصري سيكون هو عنوان دور الانعقاد الخامس» الذي بدأ قبل يومين.
وساند عبد العال موقف السلطات المصرية في خصوص نزول مظاهرات معارضة واتهام أجهزة إعلام مناوئة بتزييفها. وقال إن «تصوير المارة في الشارع بالهواتف المحمولة، والترويج على أنهم مشاركون في مظاهرة، يعد مثالاً حياً على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب».
ودلل رئيس البرلمان على التقدم الحاصل في مصر، بما تشهده البنية الأساسية من تطوير، مؤكداً أنها «جسر التقدم في مصر، لما تمثله من أهمية في جذب الاستثمار وتسهيل انتقال الأموال والأفراد». وقال: «مصر لديها حالياً طرق عالية الجودة وفقاً للمعايير العالمية، ومحطات طاقة حققت وفراً في الطاقة، إلى جانب تشييد أنفاق تحت قناة السويس، وموانئ مهمة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد». | |
|