|
|
Date: Sep 24, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
غوتيريش يعلن تشكيل اللجنة الدستورية لسوريا |
بيدرسن يحقق أول اتفاق سوري ـ سوري: اللجنة الدستورية ومرجعيتها بموجب 2254 |
نيويورك، بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس (الإثنين)، تشكيل لجنة دستورية سورية تضمّ ممثلين لكلّ من النظام والمعارضة والمجتمع المدني بهدف مراجعة الدستور والتوصّل إلى حلّ سياسي ينهي النزاع العسكري المستمرّ منذ أكثر من ثمانية أعوام. وقال في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك: «أعتقد بقوّة أنّ تشكيل لجنة دستورية يتولّى السوريون أنفسهم تنظيمها وقيادتها يمكن أن يشكّل بداية طريق سياسي نحو حلّ».
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن قد أجرى اليوم محادثات «ناجحة» في دمشق مع وزير الخارجية وليد المعلم بشأن اللجنة الدستورية.
وإثر لقائه المعلم، صرّح بيدرسن: «اختتمت اليوم جولة أخرى من المناقشات الناجحة للغاية مع وزير الخارجية المعلم». وأضاف: «تطرقنا إلى كل القضايا العالقة المتصلة باللجنة الدستورية»، مشيراً إلى «محادثات إيجابية» أجراها كذلك مع رئيس هيئة التفاوض السورية، التي تمثّل أبرز مكوّنات المعارضة السورية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال المبعوث النرويجي الذي من المقرر أن يتوجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: «سأطلع مجلس الأمن» على مضمون المحادثات.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية من جهتها، في بيان، أن الاجتماع كان «إيجابياً وبنّاء»، وجرى خلاله «البحث في القضايا المتبقية المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية، وآليات وإجراءات عملها».
بيدرسن يحقق أول اتفاق سوري ـ سوري: اللجنة الدستورية ومرجعيتها بموجب 2254
حرص على التوازن بين الحكومة والمعارضة والتمسك بمسار جنيف... وغوتيريش عدّها «بداية لمسار يلبّي تطلعات الشعب»
لندن: إبراهيم حميدي
نجح المبعوث الأممي غير بيدرسن، في تسهيل توصل الحكومة السورية و«هيئة التفاوض السورية» المعارضة للاتفاق على أسماء اللجنة الدستورية وقواعد عملها بموجب القرار الدولي 2254، ليكون أول اتفاق سوري - سوري منذ بدء الأزمة في ربيع 2011 بعد ورقة المبادئ السياسية الـ12.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعد اطلاع من بيدرسن على نتائج مشاوراته، موافقة الحكومة و«الهيئة» على تشكيل «لجنة دستورية موثوقة ومتوازنة وشاملة بتسهيل من مبعوثي الخاص وفقاً للقرار 2254» على أن يعقد اللجنة «في الأسابيع المقبلة». وأضاف أن اللجنة ستشكِّل «بداية مسار سياسي يلبّي التطلعات المشروعة لجميع السوريين والالتزام بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها».
ومنذ تسلمه منصبه في بداية العام الجاري، حرص بيدرسن على الإبحار في محيط سوري وإقليمي ودولي تضمن الكثير من التناقضات والعُقد، لكنه التزم مبادئ رئيسية لم تكن موجودة كاملاً مع جميع أسلافه من المبعوثين الأمميين مع أولوية إعطاء «السيادة للسوريين» في تشكيل اللجنة واتخاذ القرار، إذ حرص الدبلوماسي النرويجي على: أولاً، التعامل على قدم المساواة مع الحكومة و«هيئة التفاوض» ودفع الطرفين إلى الوصول إلى تفاهم سياسي، وكان هذا واضحاً في التوازن في زياراته لدمشق والرياض (مقر الهيئة المعارضة). بذلك يكون بند أساسي من الخطاب الرسمي في دمشق، قد تعرض للتحدي، وهو الاعتراف بوجود معارضة سياسية وعدم اعتبار جميع المعارضين «إرهابيين». ثانياً، أن يكون مسار العملية الدستورية بموجب القرار 2254 وليس «مؤتمر الحوار الوطني» الذي عُقد في سوتشي الروسية بداية العام الماضي. ثالثاً، سماع آراء كتلتي «ضامني آستانة»، روسيا وإيران وتركيا و«المجموعة الصغيرة» التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا ودولاً عربية، لكن مع عدم الخضوع لأي كتلة واستمرار الدفع لتشكيل «مجموعة اتصال» تضم الكتلتين والصين. رابعاً، التمسك رمزياً وعملياً بعملية جنيف وتنفيذ القرار 2254 سواء ما يتعلق بمواصفات أعضاء اللجنة أو كيفية الإعلان عن التوصل إلى تشكيلة اللجنة وقواعد عملها أو مكان انعقاد اجتماعات اللجنة.
أعضاء اللجنة
وخلال بضعة أشهر، جال بيدرسن على عواصم تقيم بها الأطراف السورية أو القوى الخارجية للتوصل إلى اتفاق حول أول بند في القرار 2254، وهو اللجنة الدستورية وقواعد عملها. وقبل القمة الروسية - التركية - الإيرانية في أنقرة الأسبوع الماضي، جرى حسم أسماء القائمة الدستورية الـ150، لكن كان هناك تمسك بأن يكون الإعلان عن الإنجاز في نيويورك من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وليس في أنقرة أو من الجانب الروسي لتأكيد أممية المسار السياسي ومرجعية القرار 2254.
لكن انطلاق اللجنة الدستورية بعملها تطلّب الاتفاق على «قواعد العمل» فيها، الأمر الذي تطلب قيام بيدرسن بزيارة دمشق للقاء وزير الخارجية وليد المعلم، أمس، واتصاله برئيس «هيئة التفاوض» نصر الحريري الموجود في نيويورك. وأطلع بيدرسن، غوتيريش، على نتائج محادثاته على هامش اجتماعات الجمعية العامة التي انطلقت، أمس، وتشمل اجتماعات خاصة بسوريا بينها اجتماع دعت إليه مسؤولة الشؤون الأمنية والخارجية الأوروبية فيدريكا موغيريني وبيدرسن، اليوم، ومؤتمر لوزراء خارجية «المجموعة الصغيرة» بدعوة بريطانية في 26 الجاري، إضافة إلى نشاطات ثنائية.
وحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن بيدرسن حقق ما أراد في وثيقة «قواعد العمل» للجنة الدستورية، إذ إنها تضمنت مجموعة عناصر تؤكد «ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه وأهدافه وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسوريا والالتزام القوي بسيادة واستقلال ووحدة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها».
وكان هناك حرص على الاستناد في عمل اللجنة إلى القرار 2254 لـ«تسهيل المفاوضات السورية - السورية، ومنها جدول زمني وصياغة دستور جديد تُجرى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة وفقاً للقرار 2254 ومع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية السورية» مع التذكير بالمبادئ الـسياسية الـ12 التي «أُقرت بين السوريين بتسهيل من الأمم المتحدة وجرى إصدارها في مؤتمر سوتشي»، وتضمنت إجراء إصلاحات في الجيش وأجهزة الأمن واحترام حقوق الإنسان.
الولاية والتشكيلة
أسفرت المفاوضات السورية – السورية، بتسهيل بيدرسن، عن الوصول إلى تحديد ولاية اللجنة الدستورية، بحيث تكون «إعداد وصياغة إصلاح دستوري يُطرح للموافقة العمومية (الاستفتاء) كإسهام في التسوية السياسية وتطبيق القرار 2254 على أن يقوم الإصلاح الدستوري من بين أمور أخرى بتجسيد المبادئ الاثني عشر السورية - السورية الأساسية نصاً وروحاً في الدستور السوري والممارسات الدستورية». وتستطيع اللجنة الدستورية أن تراجع دستور 2012 بما في ذلك في سياق التجارب الدستورية السورية الأخرى وتقوم بتعديل الدستور الحالي أو صياغة دستور جديد.
وكانت هذه صياغة دبلوماسية وقانونية بعدما ظهر خلاف بين تمسك دمشق بـ«مناقشة الدستور الحالي لعام 2012» ومطالبة المعارضة بدستور جديد والإفادة من وثائق تعود إلى خمسينات القرن الماضي، علماً بأن روسيا صاغت مسودتها للدستور السوري. كما أن الإدارة الذاتية الكردية غير المشمولة بالعملية السياسية قدّمت ورقتها.
وتضم الهيئة الموسعة للجنة الدستورية التي سهّل الوصول إليها بيدرسن 150 عضواً يكون 50 مرشحاً من الحكومة و50 مرشحاً من «هيئة المفاوضات» المعارضة و50 من المجتمع المدني، على أن تضم الهيئة المصغرة للجنة الدستورية 45 عضواً، بحيث تقوم بإعداد وصياغة المقترحات ةوتقوم الهيئة الموسعة بإقرارها. لكن يمكن عقد الهيئة الموسعة بشكل دوري أو موازٍ في الوقت الذي تواصل فيه الهيئة المصغرة أعمالها، وذلك لمناقشة وإقرار المقترحات.
واستمر الخلاف حول ستة أسماء في القائمة الثالثة الخاصة بالمجتمع المدني إلى أن بقي الخلاف على اسم واحد تم حسم أمره قبل القمة الثلاثية الأسبوع الماضي.
وسيحكم عمل اللجنة «التوافق» بغية تحقيق الاتفاق العام لأعضائها، الأمر الذي سيمكّن مخرجاتها من التمتع بأوسع قبول ممكن من الشعب. وستمارس اللجنة عملها وتعتمد قراراتها بالتوافق كلما أمكن وإلا فالتصويت بـ75%. وكي لا يحصل أي لغط جرى تأكيد أن «تكون نسبة الـ75% نسبة ثابتة».
رئاسة مشتركة
وتتمتع اللجنة الدستورية بترتيب متوازن لرئاستها مع رئيسين مشتركين أحدهما مرشح من الحكومة والآخر من «هيئة التفاوض».
وإذ يلعب رئيسا اللجنة دور «المنسق» مع المبعوث الأممي، فإن الأخير يقوم بـ«تسهيل» عمل اللجنة بـ«قيادة وملكية سورية،». كما أنه سيقوم، بشكل منتظم، بمراجعة ما تم إحرازه من تقدم من خلال إحاطته للمجلس.
ثقة وضمانات
حرص المبعوث الدولي على توفير «ضمانات لحماية» أعضاء اللجنة إلى أن جرى تأكيد وجود لتزام مشترك وقوي ببناء الثقة بدءاً بضمان عدم خضوع أعضاء اللجنة وأقاربهم والمنظمات السياسية أو منظمات المجتمع المدني أو الكيانات التي ينتمون إليها، لأي شكل من أشكال التهديد أو المضايقات ضد الأشخاص أو القيام بأي أعمال ضد الممتلكات، بسبب يرتبط مباشرةً بعملهم في اللجنة، وكذلك التزام بمعالجة وحل أي وقائع أو شواغل في حالة وقوعها.
وجرى التأكيد أن الأطراف السورية تتفق «على أن تعمل اللجنة لخدمة مصالح الشعب السوري وحده، بشكل سريع ومتواصل بهدف تحقيق نتائج وتقدم مستمر من دون تدخل خارجي أو أطر زمنية مفروضة من الخارج».
وكان موضوع الجدول الزمني نقطة نقاش رئيسية بين الأطراف إلى أن جرى الاتفاق على صيغة تضمنت رفض «أطر زمنية مفروضة من الخارج».
بيانان
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المعلم بحث مع بيدرسن في «القضايا المتبقية المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية وآليات وإجراءات عملها بما يضمن قيامها بدورها وفق إجراءات واضحة ومتفق عليها مسبقاً وبعيداً عن أي تدخل خارجي». وأضافت أن الاجتماع كان «إيجابياً وبنّاءً ووجهات النظر متفقة على تأكيد أن الشعب السوري هو الوحيد الذي له الحق في قيادة العملية الدستورية، وعلى ضرورة أن يقوم السوريون بتقرير مستقبلهم بأنفسهم دون أي تدخل أو ضغوط خارجية، بما يضمن تحقيق التقدم المنشود في العملية السياسية وصولاً إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق في الجمهورية العربية السورية، بالإضافة إلى تأكيد ضرورة الاحترام الكامل لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض الإرهاب».
وإذ نقلت «سانا» عن المعلم تأكيده «التزام سوريا بالعملية السياسية مجدِّداً استعدادها لمواصلة التعاون مع المبعوث الخاص لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري - السوري للوصول إلى حل سياسي بقيادة وملكية سورية بالتوازي مع ممارسة حقها الشرعي والقانوني في الاستمرار في مكافحة الإرهاب وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسوريا»، أشارت إلى أن بيدرسن «قدم عرضاً حول نتائج لقاءاته التي أجراها في الفترة الماضية مشيداً بالتقدم الحاصل في العملية السياسية ومؤكداً استعداده لبذل الجهود اللازمة للمساهمة في تيسير الحوار السوري - السوري وتحقيق النتائج المرجوة».
من جهته، أعلن بيدرسن في بيان مقتضب قبل مغادرته دمشق إلى نيويورك، أمس، أنه منذ زيارته السابقة للعاصمة السورية في يوليو (تموز)، «أجريت عدة جولات من المشاورات مع هيئة المفاوضات السورية. واليوم (أمس) عقدت اجتماعاً إيجابياً جداً مع المعلم لاستكمال مناقشة كل القضايا المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية، وتواصلت اليوم (أمس) أيضاً مع رئيس هيئة المفاوضات نصر الحريري، وأجريت محادثات إيجابية معه».
الإدارة الذاتية الكردية «ليست معنية» باللجنة الدستورية
إلهام أحمد في واشنطن لبحث الملف و«أمن الحدود» بين سوريا وتركيا
القامشلي: كمال شيخو
أعلنت «دائرة العلاقات الخارجية» التابعة لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، أنها غير معنية بمخرجات تشكيل اللجنة الدستورية السورية، نظراً لإقصائها وتغييب مشاركة ممثليها، ويناقش وفد من «مجلس سوريا الديمقراطية» برئاسة القيادية الكردية إلهام أحمد في واشنطن مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية تشكيل اللجنة الدستورية وأمن الحدود.
وأكدت الإدارة الذاتية في بيان نشر على حسابها الرسمي يوم أمس: «نُؤكد موقفنا الثابت من الحوار وضرورته للوصول إلى اتفاق وطني سوري (...) بمشاركة كل السوريين وضرورة وجود الإرادة السياسية بشمال وشرق سوريا التي تمثل إرادة الملايين من مختلف المكونات المتعددة».
وعن غياب ممثلي الإدارة الذاتية و«مجلس سوريا الديمقراطية» عن اللجنة الدستورية ومحادثات السلام السورية، أوضح عبد الكريم عمر الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أنهم ينظرون بأهمية إلى موضوع صياغة دستور ديمقراطي سوري بمشاركة كل السوريين. وقال: «لكن غياب أي طرف يعني غياب الديمقراطية بالدستور، نحن في الإدارة نرى أنّ إقصاءنا عن محاولات الحل السياسي وعلى وجه الخصوص إعادة صياغة الدستور إجراء غير عادل».
وتدير الإدارة الذاتية المُعلنة بداية 2016 معظم مناطق شرق الفرات بعد القضاء على تنظيم «داعش» المتطرف، وتتلقى الدعم العسكري واللوجيستي من التحالف الدولي بقيادة أميركية، وأبدت الإدارة جهوداً حثيثة وعملية من أجل الحوار وعقدت لقاءات بين أقطاب المعارضة السورية في الداخل وفي دول أوروبية. وبحسب البيان: «عبر التضحيات التي قدمتها مكونات شعبنا لتهيئة الأرضية الحقيقية للحل خصوصاً فيما يتعلق بإنهاء وجود التطرف عسكرياً»، للتوجه «نحو بناء مشروع وطني سوري مُتمثل اليوم بالإدارة الذاتية، مع فتح كل القنوات للحوار والتوافق بين السوريين، لكن المحاولات كانت تفتقد إلى استعداد الأطراف الأخرى وعدم جهوزيتهم عملياً».
ويرى عمر أنّ استمرار الصراع والأزمة الدائرة في سوريا وفشل كل محاولات بناء الاستقرار والحل مردها «غياب الحل السياسي والتوافق السوري» والخروج من هذا المأزق يكون عبر مواقف جادة ومسؤولة من كل الأطراف. ونوه المسؤول الكردي في حديثه بتضحيات «قوات سوريا الديمقراطية» في محاربة التنظيمات الإرهابية والحفاظ على وحدة البلاد وشعبها وخدمة الاستقرار والديمقراطية، وتابع: «استمرار إقصائنا سيجعلنا أمام موقف وهو أننا غير معنيين بأي مخرجات». وطالب كل الأطراف برؤية المشهد السوري بشكل عملي وواقعي، وزاد: «غياب أي جزء مهم سوري يعني تعميقاً أكثر للأزمة وهذا ما يتعارض مع سعينا وجهودنا لخدمة سوريا وشعبها».
في سياق متصل، يواصل وفد من شرق الفرات برئاسة إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، والقيادية إليزابيت كورية نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي وقياديون من الإدارة، اجتماعاتهم مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية في واشنطن، وبين أبرز المواضيع المطروحة على طاولة النقاشات؛ تشكيل اللجنة الدستورية واتفاق أمن الحدود «الآلية الأمنية» بين أنقرة وواشنطن.
غير أنّ أحمد قالت لـ«الشرق الأوسط» إنّ تشكيل اللجنة الدستورية كان ثمرة جهود دول ضامني مسار آستانة؛ تركيا وروسيا وإيران، ووصفتها بـ«اللاشرعية». وأضافت: «ليست لها الشرعية لدى السوريين، فاستبعاد ممثلي 5 ملايين من السوريين عن العملية السياسية له تبعات خطيرة على مستقبل سوريا»، في إشارة إلى عدد سكان مناطق شرق الفرات، وأضافت: «من الواضح أن هناك عملية مقايضة جديدة في سوريا، تشكيل اللجنة الدستورية مقابل وقف إطلاق النار في إدلب، وهو توافق بين الدول المتدخلة في الشأن السوري، وليس توافقاً سورياً وطنياً».
واتهمت إلهام أحمد تركيا باستخدامها ورقة اللاجئين للضغط على الدول الأوروبية، وتعزو السبب «لتحصل على الأموال واحتلال مزيد من الأراضي بشمال وشرق سوريا»، وحذرت من المساعي التي تبذلها تركيا لتوطين 3 ملايين من اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها ونقلهم إلى الشريط الحدودي السوري المتاخم لحدودها، وقالت: «لأنها تهدف إلى محو هوية سكان المنطقة، وإحداث تغيير ديموغرافي على غرار مدينة عفرين الكردية المحتلة من قبل تركيا بذريعة حماية أمنها القومي».
وزارت وفود أوروبية من بريطانيا وألمانيا وفرنسا مناطق الإدارة الذاتية في شرق الفرات الأسبوع الماضي، وعقدوا لقاءات رسمية مع ممثلي دائرة العلاقات الخارجية وقادة الإدارة وبحثوا الحل السياسي وتشكيل اللجنة الدستورية ومصير محتجزي تنظيم «داعش»، وتعهدت هذه الدول بدعم جهود الاستقرار والقطاع التعليمي والتربوي، والسعي للاعتراف بشهادات التعليم في مدارس وجامعات الإدارة، ونقل وجهة نظرهم إلى حكوماتهم، لا سيما غياب تمثيل الإدارة و«مجلس سوريا الديمقراطية» في العملية السياسية واللجنة الدستورية. |
|