| | Date: Sep 11, 2019 | Source: جريدة الشرق الأوسط | | شبيبة «العدالة والتنمية» تتهم حزباً منافساً بتنظيم حملة انتخابية سابقة لأوانها | الرباط: «الشرق الأوسط»
شنت شبيبة حزب العدالة والتنمية المغربي، قائد تحالف الغالبية الحكومية، هجوماً جديداً على حزب التجمع الوطني للأحرار من دون أن تسميه، حيث اتهمته بتنظيم حملة انتخابية سابقة لأوانها، و«الاستغلال البشع لحاجة بعض الفئات الهشة في المجتمع». وسجلت شبيبة حزب العدالة والتنمية، في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس «انشغال بعض مكونات الحكومة منذ تشكيلها بالاستعداد المبكر لانتخابات سنة 2021، وتحويل كل جهودها إلى تنظيم حملة انتخابية سابقة لأوانها، بما فيها الاستغلال البشع لحاجة بعض الفئات الهشة في المجتمع»، في إشارة واضحة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار.
ويأتي هذا الموقف من شبيبة حزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بعد أيام من تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لصور تبين عملية توزيع كتب ولوازم مدرسية لفائدة تلاميذ من الطبقة الهشة، تظهر في خلفيتها لافتة تحمل رمز حزب التجمع الوطني للأحرار (الحمامة)، الذي يقوده وزير الفلاحة ورجل الأعمال عزيز أخنوش.
واعتبرت الشبيبة التي يترأسها محمد أمكراز، أحد المقربين من رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، أن انشغال «التجمع الوطني للأحرار» بالاستعداد المبكر للانتخابات «مؤشر سلبي على قدرة هذه الأطراف على المساهمة الإيجابية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا، وعلى جديتها في جعل مصالح الوطن والمواطنين تسمو فوق أي اعتبار شخصي أو حزبي ضيق».
وأكدت شبيبة حزب «العدالة والتنمية» أن التعديل الحكومي، الذي تتواصل المشاورات بشأنه بين رئيس الحكومة وزعماء الغالبية، يمثل «فرصة مهمة لمعالجة بعض الإشكالات التي صاحبت تشكيل الحكومة سنة 2017، بما يقوي موقع الحكومة في البناء الديمقراطي، ويطعمها بكفاءات سياسية وطنية، قادرة على الوفاء بالتزامات الحكومة تجاه المواطنين وتعطي الأولوية للمصلحة الوطنية العامة، بدل الانشغال بالمصالح الخاصة والحزبية، وضخ نفس ديمقراطي جديد في الحياة السياسية الوطنية».
وجددت الشبيبة دعمها لأمين عام حزبها في مهمته بالتعديل الحكومي، كما عبرت عن اعتزازها بـ«التكليف الملكي لرئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني باقتراح كفاءات وطنية لإغناء وتجديد مناصب المسؤولية الحكومية والإدارية»، مثمنين المنهجية، التي يعتمدها رئيس الحكومة في هذا الصدد.
وحذرت شبيبة حزب العدالة والتنمية مما سمته «الاستثمار الخبيث في تبخيس العمل السياسي، ومحاولات تيئيس المواطنين من جدوى العمل السياسي والمؤسساتي»، واتهمت بعض الجهات «السلطوية مدعومة بملحقاتها الحزبية وبأذرعها الإعلامية وذبابها الإلكتروني بالاستمرار فيه»، محذرة من أن هذه الحملات «سيتجاوز مداها مستوى التأثير في نتائج المحطة الانتخابية المقبلة، كما تتوهم هذه الجهات من خلال ضرب ثقة المواطنين في الفاعلين السياسيين والحزبيين، إلى التشويش على ثقة المواطنين في مؤسسات البلاد، وتكريس ثقافة العبث واللامبالاة»، وفق البيان.
كما نبهت شبيبة «العدالة والتنمية» إلى «خطورة بعض الممارسات الماسة بالحقوق والحريات، والخادشة للرصيد الذي راكمته بلادنا في مجال احترام حقوق الإنسان»، معلنة رفضها لـ«حملات التشهير التي تستهدف الشخصيات العمومية والصحافيين على خلفيات قضايا معروضة على القضاء»، في إشارة إلى قضية متابعة الصحافية هاجر الريسوني، ودعت الهيئات والمؤسسات المسؤولة إلى «التدخل لوقف هذا الانتهاك لحقوق المواطنين، واقتحام حياتهم الخاصة من وجه حق».
واستنكرت شبيبة الحزب، ذي المرجعية الإسلامية، ما وصفتها بـ«الانتهازية المقيتة»، التي تتعاطى بها بعض الأطراف في طرح عدد من القضايا المجتمعية، و«جنوحها إلى محاولة فرض الأمر الواقع، بعيداً عن روح التوافق التي لطالما طبعت النقاش بين مختلف مكونات المجتمع، وبعيدا عن الخلاصات والتوصيات الصادرة عن اللجان التي يكلفها جلالة الملك ببحث ودراسة بعض القضايا». | |
|