|
|
Date: Sep 2, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
«الهدنة الهشة» تعزز نقاط المراقبة التركية في إدلب |
إردوغان يهدد بعملية شرق الفرات... وأميركا ترسل مزيداً من الدعم لـ«قسد» |
أنقرة: سعيد عبد الرازق
دخل رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية، أمس (الأحد)، إلى إدلب لتعزيز نقاط المراقبة التركية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد. ويُعد الرتل هو الثاني الذي يدخل إلى المنطقة من الحدود التركية من خلال معبر كفر لوسين، عقب إعلان النظام السوري أول من أمس، وقفاً «هشاً» لإطلاق النار في إدلب.
وتألف الرتل من 15 عربة مدرعة تحمل جنوداً ومعدات لوجيستية، كانت أُرسِلَت إلى هطاي جنوب تركيا قبل يومين، لإرسالها إلى نقاط المراقبة التركية بريف إدلب.
وأول من أمس (السبت)، دخل رتل عسكري تركي آخر إلى الأراضي السورية، عبر معبر كفر لوسين شمال إدلب على الحدود مع لواء إسكندرون في محافظة هطاي، تألف من عربات مصفحة وسيارات عسكرية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنها شوهدت على طريق حلب - دمشق الدولي رفقة عناصر من الجيش السوري الحر، حيث انقسم الرتل إلى قسمين؛ أحدهما توجه إلى معرحطاط حيث تتمركز القوات التركية منذ سيطرة قوات النظام على خان شيخون، فيما توجه القسم الآخر إلى نقطة الصرمان شرق إدلب.
وسير الجيش التركي، أمس، دورية عسكرية على طريق دمشق - حلب الدولي شمال سوريا، تألفت من 4 آليات بينها مدرعتان، عليها نحو 25 جندياً تركياً، باتجاه محافظة إدلب برفقة عناصر من «الجيش السوري الحر» أيضاً، بينما انتشر آخرون قرب قرية الكماري جنوب حلب.
على صعيد آخر، قصفت القوات التركية مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في محاور عدة بريف حلب الشمالي. وجاء ذلك بالتزامن مع تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، بشنّ عملية عسكرية واسعة في شرق الفرات خلال أسابيع، إذا لم تترك السيطرة على المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها بالاتفاق مع أميركا، شمال شرقي سوريا، للجيش التركي.
وقال إردوغان، خلال مراسم حفل تخرج في الأكاديمية العسكرية بمدينة إسطنبول، إن بلاده ستنفذ خطة عملياتها الخاصة بشأن المنطقة الآمنة، إذا لم يسيطر الجيش التركي على تلك المنطقة وفق شروطه خلال أسبوعين أو ثلاثة، لافتاً إلى أن ذلك سيتحدد على ضوء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
والخميس الماضي، قال إردوغان إن تركيا لن تسمح بتأخير الاتفاق مع الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة، على غرار ما حدث في اتفاق «خريطة طريق منبج»، مضيفاً: «وحدات حماية الشعب الكردية كانت تقوم بخداعنا في منبج، ولم تنسحب».
وكان رئيس «هيئة الدفاع» التابعة لـ«الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال وشرق سوريا» زيدان العاصي قال، الخميس، إن سكان المنطقة الآمنة سيتولون القيادة الأمنية والإدارة المحلية دون تدخل من تركيا، مشيراً إلى أنه لم يتم الاتفاق مع تركيا وأميركا حتى الآن على انتشار الجيش التركي في تلك المنطقة، ولفت إلى أن دور الجيش التركي سيقتصر على تسيير دوريات مشتركة مع أميركا، ومن ثم يعود إلى قواعده العسكرية داخل الأراضي التركية بعد الانتهاء من تلك الدوريات.
واعتبر رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس «سوريا الديمقراطية»، أن تصريحات إردوغان الخاصة بتنفيذ خطة العمليات في شرق الفرات، إذ لم يسيطر الجيش التركي على المنطقة الآمنة، تأتي في سياق «التخفيف من صورته المشوّهة لدى مواطنيه، وذلك بإشغالهم بجبهة جديدة في شمال وشرق سوريا.
وقال في تصريحات، إن مباحثات إردوغان الأخيرة في موسكو، الثلاثاء الماضي، أدت لهدنة مؤقتة، لكنها كشفت أيضاً عن عجز نقاط المراقبة التركية في حماية مناطق خفض التصعيد، ولم يستجب الجانب الروسي لمطالبه بتأجيل فتح الطريق الدولي الذي يمر من إدلب، لذلك لم تفتح تركيا حدودها أمام المزيد من اللاجئين رغم مظاهرات باب الهوى، بالإضافة إلى أن إردوغان يعاني من أزماتٍ داخلية ترغمه على تغيير مساره باتجاه شمال شرقي سوريا.
في السياق، كشف المرصد السوري عن دخول عشرات الشاحنات، مساء أول من أمس عقب تصريحات إردوغان، إلى الأراضي السورية، مقبلة من شمال العراق.
وأشار إلى أن أكثر من 150 شاحنة محملة بمساعدات عسكرية ولوجيستية ومعدات وسلاح دخلت عبر معبر «سميلكا» نحو مناطق سيطرة «قسد» في شرق الفرات، ليرتفع إلى 2450 على الأقل تعداد الشاحنات ضمن الدفعة 24 التي دخلت إلى مناطق شرق الفرات منذ الإعلان عن سيطرة التحالف الدولي وقوات قسد على شرق الفرات في أواخر شهر مارس (آذار) الماضي.
وتشتكي تركيا من استمرار تقديم الولايات المتحدة الدعم العسكري واللوجيستي لـ«قسد» وتطالب بقطع علاقاتها معها، ووقف إمدادها بالسلاح، بعد أن زال خطر «داعش» من المنطقة.
مقتل 267 مدنياً بينهم إعلامي وكادر طبي ودفاع مدني في سوريا
تقرير لـ«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» وثق انتهاكات شهر أغسطس
لندن: «الشرق الأوسط»
وثّقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، مقتل ما لا يقل عن 267 مدنياً، بينهم واحد من الكوادر الإعلامية، و5 من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني في شهر أغسطس (آب) المنصرم، على يد أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في سوريا، إضافة إلى 25 شخصاً قضوا بسبب التعذيب.
وذكر التقرير الذي صدر، أمس، عن المنظمة الحقوقية، أنَّ جريمة القتل اتخذت نمطاً واسعاً ومنهجياً من قبل قوات النظام السوري والميليشيات المقاتلة معه بشكل أساسي، وأن عملية توثيق الضحايا الذين يقتلون في سوريا ازدادت تعقيداً، بعد دخول أطراف عدة في النِّزاع السوري.
وقامت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» منذ عام 2011 ببناء برامج إلكترونية معقدة، من أجل أرشفة وتصنيف بيانات الضحايا، ليصبح بالإمكان توزيع الضحايا بحسب الجنس والمكان الذي قتلت فيه الضحية، والمحافظة التي تنتمي إليها، والجهة التي قامت بعملية القتل، وعقد مقارنات بين هذه الجهات، والتعرف على المحافظات التي خسرت النسبة العظمى من أبنائها. كما وزَّع التقرير حصيلة الضحايا تبعاً للمكان الذي قتلوا فيه، وليس تبعاً للمحافظة التي ينتمون إليها.
ويرصد التقرير حصيلة الضحايا الذين تم توثيق مقتلهم على يد أطراف النِّزاع الرئيسة الفاعلة، ويُسلِّط الضوء بشكل خاص على الضحايا من الأطفال والنساء، والضحايا الذين قضوا بسبب التعذيب، والكوادر الإعلامية والطبية وكوادر الدفاع المدني، كما يُركِّز على المجازر، التي ارتكبتها أطراف النزاع الرئيسة طيلة الشهر المنصرم.
وتضمَّن التقرير توزيعاً لحصيلة الضحايا تبعاً للجهات الرئيسة الفاعلة، مُشيراً إلى أنه في حال الهجمات المشتركة، التي تعذَّر معها إسناد مسؤولية هجمات بعينها إلى جهة محددة، كما حصل في الهجمات الجوية التي تُنفذها الطائرات الحربية السورية أو الروسية، أو الهجمات السورية الإيرانية أو «قوات سوريا الديمقراطية» ذات القيادة الكردية، وقوات التحالف الدولي، تتم الإشارة في تلك الحالة إلى أنَّ هذا الهجوم هو مسؤولية مشتركة من حلف، إلى أن يتم ترجيح مسؤولية أحد الجهتين عن الهجوم، أو يتم إثبات أنَّ الهجوم فعلاً كان مشتركاً، عبر تنسيق الجهتين معاً فيما بينهما.
وسجَّل التقرير في أغسطس المنصرم مقتل 72 طفلاً، و21 سيدة، من بينهم 130 مدنياً، بينهم 36 طفلاً، و12 سيدة، قتلوا على يد قوات النظام السوري. فيما قتلت القوات الروسية 60 مدنياً، بينهم 15 طفلاً، و7 سيدات. كما سجل التقرير مقتل مدنيين اثنين على يد تنظيم «داعش» ومدنياً واحداً على يد «هيئة تحرير الشام»، فيما وثق مقتل مدنيين اثنين على يد فصائل في المعارضة المسلحة، و9 مدنيين، بينهم 4 أطفال، وسيدة واحدة، على يد «قوات سوريا الديمقراطية». كما وثق مقتل 63 مدنياً، بينهم 17 طفلاً، وسيدة واحدة، على يد جهات أخرى.
وذكر التقرير أنَّ من بين الضحايا اثنين من الكوادر الطبية، قضيا إثرَ هجمات قوات روسية. وأضاف أن من بين الضحايا أيضاً 3 من كوادر الدفاع المدني، قضى أحدهم على يد قوات النظام السوري، فيما قضى الآخران إثرَ هجمات روسية.
ووثَّق التقرير أيضاً مقتل واحد من الكوادر الإعلامية، قضى في سجون «هيئة تحرير الشام».
وقضى 25 شخصاً بسبب التعذيب، 18 منهم قضوا على يد قوات النظام السوري، واحد على يد «هيئة تحرير الشام»، وواحد على يد «قوات سوريا الديمقراطية»، و5 بينهم سيدة وجنينها على يد جهات أخرى.
وجاء في التقرير أنَّ 7 مجازر تم توثيقها في أغسطس، واعتمد التقرير في توصيف لفظ مجزرة على أنه الهجوم الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 5 أشخاص مسالمين دفعة واحدة، ووفق هذا التعريف فقد سجَّل التقرير 3 مجازر على يد قوات النظام السوري، و3 مجازر على يد القوات الروسية، ومجزرة واحدة على يد جهات أخرى، في الشهر المنصرم.
روسيا: الضربات الأميركية في إدلب تهدد وقف إطلاق النار
موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»
نقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش قوله، أمس الأحد، إن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية في منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية، في انتهاك لاتفاقيات سابقة، مما تسبب في خسائر بشرية كبيرة، وشكل خطراً على وقف إطلاق النار هناك.
ونسبت وكالة «تاس» إلى وزارة الدفاع الروسية قولها إن الولايات المتحدة لم تخطر لا روسيا ولا تركيا بأمر الضربات. وأضافت أن الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ غارات في المنطقة في الآونة الأخيرة.
يأتي ذلك غداة قصف الولايات المتحدة موقعا شمال غربي سوريا مستهدفة قيادات في تنظيم القاعدة، أثناء اجتماعهم قرب مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل أربعين منهم على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن الضربات استهدفت اجتماعاً لقياديين في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت أول من أمس (الجمعة) أن قوات النظام السوري ستطبق وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد في منطقة خفض التصعيد في إدلب صباح أمس (السبت)، بعد أربعة أشهر من القصف الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 950 مدنياً وهجوم بري سمح للنظام باستعادة مناطق استراتيجية، بحسب المرصد.
ويسود هدوء نسبي اليوم في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، رغم حدوث مناوشات محدودة أودت بحياة خمسة مقاتلين.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يزال الهدوء النسبي سيد الموقف في عموم المنطقة يتخلله عدة قذائف تسقط بين الفينة والأخرى، فيما لا تزال طائرات النظام السوري و(الضامن) الروسي متوقفة عن استهداف منطقة خفض التصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ».
وفي ليلة السبت، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام بصاروخ مضاد للدبابات أصاب عربتهم في شمال غربي محافظة حماة المجاورة لإدلب.
كما قتل، فجر الأحد، مقاتلان من الفصائل المعارضة إثر استهداف قرية في جنوب شرقي إدلب بالصواريخ، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتأوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقات إجلاء، وتعد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التنظيم الأوسع نفوذاً في المنطقة.
والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018 ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات المتشددة. إلا أنه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه.
وأعلن عن هدنة في مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي في منطقة إدلب ذاتها إلا أنها خرقت بعد بضعة أيام.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. |
|