| | Date: Aug 28, 2019 | Source: جريدة الشرق الأوسط | | نصب تذكاري لضحايا المحرقة النازية يثير جدلاً في المغرب | الرباط: لطيفة العروسني
أقدمت السلطات المغربية، مساء أول من أمس، على هدم نصب تذكاري لضحايا المحرقة النازية (الهولوكوست) كان في طور البناء بإقيلم الحوز القريب من مراكش، بعد الجدل الكبير الذي أثاره المشروع باعتباره تطبيعاً مع إسرائيل.
ونفت وزارة الداخلية المغربية أن تكون السلطات المحلية ببلدة «آيتفاسكا» في إقليم الحوز (جنوب) قد منحت رخصة بناء لإقامة مشروع من قبل مواطن أجنبي، على أن يضم متحفاً ومرافق عدة، بالإضافة إلى نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست على شكل لوحات فنية. وقالت إن الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشأن «لا أساس لها من الصحة». وأوضحت الوزارة أن السلطات المختصة في الإقليم، لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل.
وكانت المنظمة الألمانية «بيكسل هيلبر» تستعد في أوّل تجربة لها في شمال أفريقيا، لبناء أكبر نصب تذكاري للهولوكوست في بلدة «آيتفاسكا» الواقعة على بُعد 26 كيلومتراً من مراكش في اتجاه مدينة ورزازات.
ونشر أوليفير بينكوفسكي، مؤسّس ورئيس المنظمة الألمانية، مقاطع فيديو على صفحته بموقع «فيسبوك» تظهر تدخل السلطات لهدم مشروعه، وفقاً لما أوردته أمس صحف ومواقع إلكترونية مغربية. وقال بينكوفسكي في تصريح لموقع «إسرائيل 24» الإخباري أمس: «أدير مشروع النصب التذكاري، عن منظمة غير حكومية ألمانية تعمل في هذا المشروع منذ سبتمبر (أيلول) 2018، حيث قمنا بنشر الصور للمشروع على موقعها الإلكتروني. ومشروع آيتفاسكا، الذي ينبغي أن يكون أول ذكرى للمحرقة في شمال أفريقيا، يهدف إلى تكريم الأشخاص الذين قضوا في المحرقة والانتهاكات» التي قام بها النازيون. وأضاف: «من الأهمية بمكان عرض مقاطع الفيديو والصوت والأشكال المسرحية الحية حتى يفهم الناس وحشية المحرقة. ونأمل أن يدفع هذا النصب التذكاري للمحرقة إلى تعزيز أواصر الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود».
وأدان نشطاء وحقوقيون مغاربة اعتزام المنظمة الألمانية تشييد النصب التذكاري للمحرقة، واعتبروه «عملية اختراق خطيرة وغير مسبوقة». وقال عبد الحميد أمين، الناشط الحقوقي وعضو الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الداخلية نفت أن تكون السلطات المحلية في إقليم الحوز قد منحت رخصة لبناء هذا النصب التذكاري للهولوكوست وبالتالي يتعين التحقق من المعلومات بهذا الشأن.
وأضاف: «إذا ما ثبت ذلك فإننا لا يمكن إلا أن ندين هذا المشروع. إن إقامة نصب تذكاري للهولوكوست مدان من طرف جميع أنصار الشعب الفلسطيني وجميع المناهضين للتطبيع في بلادنا». ووصفه بأنه «عملية تطبيع من النوع الخطير وغير المقبول»، موضحاً أن «الهولوكوست حدث في ألمانيا وفي بلدان أخرى، أما في المغرب فلم يحدث أي صراع عنيف بين المسلمين واليهود، وبالتالي هذه عملية سياسية من أجل دفع المغرب إلى التطبيع حتى النهاية»، بحسب تعبيره.
وكان أوليفير بينكوفسكي كشف أيضاً في تصريحات صحافية أن النصب التذكاري وضع على الطريق المؤدية إلى استوديوهات مدينة ورزازات السينمائية على بعد 26 كيلومتراً من مدينة مراكش، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح. وأضاف: «بصفتي ألمانياً من جذور بولندية وخلفية ماسونية، بدأت العمل على هذا المشروع، حتى أظهر للعالم ما قد يفعله الناس بالآخرين إذا خضعوا لمنطق الديكتاتورية، مثل ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر». | |
|