| | Date: Aug 20, 2019 | Source: جريدة الحياة | | قوات النظام تدخل مدينة خان شيخون في شمال غربي سورية | بيروت - أ ف ب
دخلت قوات النظام السوري مساء أمس الأول الأحد مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، وبدأت بالتقدّم فيها وسط معارك عنيفة تخوضها ضدّ فصائل مسلّحة.
وتحاول قوات النظام منذ أيام التقدّم في اتجاه مدينة خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي والتي يمر فيها طريق سريع استراتيجي يربط حلب بدمشق، ويقول محلّلون إنّ النظام يريد استكمال سيطرته عليه.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: «إنها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام مدينة خان شيخون منذ فقدان السيطرة عليها في العام 2014»، مشيراً إلى أنها اقتحمتها من الجهة الشمالية الغربية وسيطرت على مبانٍ عدة.
وتدور اشتباكات عنيفة داخل المدينة وفي جبهات أخرى عند أطرافها بين قوات النظام من جهة وفصائل مسلّحة من جهة ثانية. ويرافق المعارك قصف جوي سوري وروسي عنيف.
وأشار عبد الرحمن إلى أن «قوات النظام تواجه مقاومة شرسة من قبل الفصائل، ولجأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى شنّ هجمات انتحارية عدة في محيط المدينة».
وقُتل جراء معارك خان شيخون منذ ليل السبت - الأحد 59 مقاتلاً من الفصائل بينهم 43 متشدداً، فضلاً عن 28 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق حصيلة للمرصد.
ومنذ نهاية نيسان (أبريل)، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقلّ نفوذاً، لقصف شبه يومي من قبل قوات النظام وحليفتها روسيا.
وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الجاري التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.
وتسبب التصعيد، وفق حصيلة للمرصد، في مقتل أكثر من 860 مدنياً، فضلاً عن أكثر من 1400 مقاتل من الفصائل وأكثر من 1200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وخان شيخون اليوم شبه خالية من السكان الذين فروا إلى مناطق أكثر أماناً منذ بدء التصعيد في منطقة إدلب قبل أشهر. وكان يسكنها نحو مئة ألف شخص، غالبيتهم من النازحين الذين لجأوا إليها خلال السنوات الماضية.
ومن خلال تقدمها على جبهة خان شيخون، باتت قوات النظام، وفق المرصد، على بعد كيلومترين من الطريق الدولي الذي يربط بين حلب ودمشق وتسيطر الفصائل على جزء منه يمر في محافظة إدلب.
ويشكل الطريق شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن الواقعة تحت سيطرة قوات النظام من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وأبدت الأمم المتحدة السبت الماضي «قلقها البالغ» إزاء استمرار العنف في شمال غربي سورية إثر هدنة أعلنت عنها دمشق قبل أسبوعين إلا أنها لم تستمر سوى أيام قليلة. | |
|