Date: Aug 14, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
هجوم معاكس على قوات النظام جنوب إدلب... ومعارك في ريف اللاذقية
الكرملين يؤكد انعقاد القمة الثلاثية و«اللجنة الدستورية» على بعد خطوة
لندن: «الشرق الأوسط»
شنت فصائل معارضة ومقاتلة هجوما معاكسا على قوات النظام السوري جنوب إدلب في وقت استمرت المعارك في ريف اللاذقية وسط شن الطيران الروسي والسوري غارات على شمال غربي سوريا.

وأفادت شبكة «شام» المعارضة أمس بأن فرقها «كشفت خلال عمليات التنصت والمتابعة لتحركات قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، عن دخول عناصر إيرانية على جبهات القتال لمساندة النظام وحلفائه في العمليات العسكرية الجارية جنوب إدلب».

ووفقا لمعلومات الشبكة، فإنه من خلال الرصد والمتابعة على القبضات اللاسلكية من قبل المراصد تم التنصت على مكالمات باللغة الفارسية لعناصر إيرانيين، وأكد عدد من المراصد وأيضا الفصائل العسكرية أن تلك العناصر الإيرانية هي من تقاتل على محاور سكيك وتلتها.

ولفتت مصادر عسكرية لشبكة «شام» إلى أن عناصر إيرانية مدربة يعتقد أنها وصلت مؤخراً للمشاركة في العمليات العسكرية للنظام وروسيا على ريفي إدلب وحماة، لافتاً إلى أن تلك القوات تقوم بالتقدم على الأرض بتغطية جوية روسية كثيفة. وكانت ميليشيات إيران من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني ولواء القدس والميليشيات الأخرى، انسحبت من جبهات ريفي حماة وإدلب منذ أكثر من عام، وأعلن مسؤولون إيرانيون أكثر من مرة عدم مشاركتهم في حملة النظام في إدلب، بحسب الشبكة.

من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بحصول «اشتباكات عنيفة على محور قرية السكيك بريف إدلب الجنوبي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات جهادية من جانب آخر، وذلك في هجوم معاكس ينفذه الأخير على مواقع الأول، بدأ بتفجير (هيئة تحرير الشام) عربة مفخخة عند أطراف بلدة السكيك، فيما تترافق الاشتباكات مع قصف جوي وبري مكثف بشكل متواصل».

ووثق «المرصد السوري» مزيدا من الخسائر البشرية جراء العمليات العسكرية المتواصلة منذ منتصف الليل وحتى اللحظة بالإضافة لتفجير مفخخة، حيث ارتفع إلى 20 بينهم 15 من المجموعات تعداد المقاتلين الذين قضوا وقتلوا جراء قصف جوي وبري واشتباكات على محاور بريف إدلب الجنوبي، كما ارتفع إلى 23 عدد قتلى قوات النظام ممن قتلوا خلال الفترة ذاتها.

وفي ريف اللاذقية، قال «المرصد السوري» إنه «تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور تلال كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية ومجموعات جهادية من جهة أخرى، في هجوم متواصل من قبل الأول على المنطقة بإسناد جوي من قبل طائرات حربية روسية وطائرات النظام المروحية، وسط قصف بري عنيف، الأمر الذي أدى إلى سقوط خسائر بشرية بين الطرفين، إذ قتل 6 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قتل 10 مقاتلين من الفصائل».

وزاد: «ارتفع إلى 71 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على كل من التمانعة وكفرسجنة وركايا ومدايا والشيخ مصطفى وحيش وخان شيخون وترعي وتلتها بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، ومطار تفتناز العسكري شرق إدلب، كما ارتفع إلى 84 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على تل عاس خان شيخون والتمانعة وكفرسجنة والركايا وترعي وتلتها جنوب إدلب، ومحور كبانة بجبل الأكراد، ومحيط كفرزيتا واللطامنة شمال حماة، فيما ارتفع إلى 61 عدد الضربات الجوية التي استهدفت طائرات روسية خلالها أماكن في خان شيخون والتمانعة وكفرسجنة وترعي وتلتها وكفرسجنة ومدايا والركايا والشيخ مصطفى بريف إدلب الجنوبي ومحور كبانة بريف اللاذقية الشمالي، كذلك ارتفع إلى 765 على الأقل عدد القذائف والصواريخ التي استهدفت خلال قوات النظام أماكن في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وريف حماة الشمالي بالإضافة لجبال الساحل».

الكرملين يؤكد انعقاد القمة الثلاثية و«اللجنة الدستورية» على بعد خطوة
موسكو: رائد جبر
أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يشارك في قمة ثلاثية مع نظيريه التركي والإيراني مخصصة لمناقشة الوضع في سوريا، وينتظر أن تعقد الشهر المقبل في تركيا.

وأشار الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف إلى أن ترتيبات عقد القمة تجرى حالياً عبر القنوات الدبلوماسية، واكتفى بالتأكيد على رغبة مشتركة لمناقشة كل الملفات المتعلقة بالشأن السوري، من دون أن يوضح ما إذا كانت الأطراف توصلت إلى أجندة مشتركة لمناقشة الملفات المطروحة.

وكانت موسكو تعاملت بفتور في البداية حيال اقتراح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعقد القمة الشهر الحالي في بلاده، وعزا خبراء عدم تسرع موسكو في إعلان موقفها إلى الخلافات الروسية - التركية حول الوضع في إدلب، والمناقشات التركية - الأميركية حول المنطقة الآمنة في الشمال التي أبدت موسكو قلقاً منها.

وجاء إعلان الكرملين عن ترتيبات القمة ليكون أول تأكيد رسمي روسي لها، بعدما كانت أوساط دبلوماسية روسية تحدثت مرتين خلال الشهر الأخير عن إرجاء مواعيد سابقة لعقدها. علماً بأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أعلن في وقت سابق أن القمة الثلاثية ستعقد في 11 سبتمبر (أيلول) المقبل في أنقرة. وتطرق بيسكوف، في حديث مع الصحافيين أمس، إلى الجهود المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية السورية، وقال إن «خطوة واحدة فقط بقيت لاستكمال تشكيلها». ومن دون أن يوضح المقصود بـ«الخطوة الباقية» قال إن «العمل على وشك الانتهاء، ونحن في الواقع على بعد خطوة واحدة من وضع اللمسات الأخيرة على العمل على إنشاء لجنة دستورية».

وكانت أوساط روسية تحدثت في وقت سابق عن آمال بأن تسفر زيارة متوقعة للمبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن عن حسم ملف «الدستورية». وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، غينادي غاتيلوف، قبل يومين عن أمل موسكو بإمكانية عقد الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية خلال شهر سبتمبر المقبل في جنيف.

وينتظر أن يشكل «الوضع في إدلب» وملف «المنطقة الآمنة» أبرز عناصر المباحثات. وكانت وسائل إعلام روسية كشفت عن أن أنقرة قدمت احتجاجاً لدى الجانب الروسي في الأيام الأخيرة، بسبب التصعيد العسكري لقوات النظام في محيط إدلب.

ونقلت صحيفة «كوميرسانت» عن مصادر أن وزارة الدفاع التركية احتجت لدى الجانب الروسي على «الممارسات غير الأخلاقية والوحشية» للقوات الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت الصحيفة إلى أن أنقرة أبدت استياء من الدعم الروسي الذي أسفر عن تحقيق قوات النظام «أول انتصار كبير خلال 4 أشهر من العمليات العسكرية في محيط إدلب».

ووفقا لمصادر «كوميرسانت» فإن الجيش السوري «سوف يواصل عملياته حتى يسيطر على الطريق السريعة M5، التي يمر جزء كبير منها عبر إدلب». 

وأشارت إلى أن موقف تركيا حيال هذا الانتهاك الكبير لحدود منطقة خفض التصعيد لم يتضح. لافتة من ناحية أخرى إلى أن موسكو قد توافق على أن تخضع هذه المنطقة لسيطرة المعارضة السورية المدعومة من تركيا، والتي ستكون قادرة على ضمان حرية الحركة على الطريق السريعة، على النحو المنصوص عليه في مذكرة تفاهم سوتشي، مذكرة بأن موسكو عرضت على المعارضة السورية المشارَكة في المعارك ضد «هيئة تحرير الشام» وأن «هذا الخيار قد يناسب أنقرة، بشرط ألا تؤثر العمليات العسكرية على مواقع المراقبين الأتراك، الذين وجدوا أنفسهم عملياً على خط النار». وزادت أن حدود منطقة خفض التصعيد مع هجوم الجيش السوري سوف تتغير بوضوح.