Date: Jul 13, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
«الجيش الوطني» الليبي يؤكد أن طرابلس «تقترب من حضن الوطن» وبرلمانيون في القاهرة لبحث توحيد البرلمان
«داعش» يعترف بمقتل مسؤوله الإعلامي على يد قوات حفتر
القاهرة: خالد محمود
أكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة»، التابع للجيش الوطني الليبي أمس، «اقتراب عودة العاصمة طرابلس لحضن الوطن»، لافتا إلى «تصاعد الترقب وانتشار الخوف والرعب في قيادات الإخوان وأذنابهم».

وأعلن المركز أيضا عن مظاهرات في سوق الجمعة، وعن استعدادات لمظاهرات في تاجوراء بعد أن وصل انقطاع التيار الكهربائي، المفتعل من تنظيم الإخوان الإرهابي وميليشياته، إلى حدود 20 ساعة، مشيرا إلى معلومات عن احتمال خروج شباب العاصمة، وانهيار سيطرة الميليشيات بعد التحريض، الذي انتشر بين مجموعات من شباب طرابلس لكسر حاجز الصمت. كاشفا النقاب عن وصول 10 طيارين وفنيين من صربيا إلى أحد فنادق العاصمة طرابلس، فيما بدا أنه للعمل إلى جانب القوات الموالية لحكومة السراج.

في غضون ذلك، أعلن الجيش الوطني عن تدمير شاحنة أسلحة في أبو غيلان من قبل القوات الجوية، مبرزا أن الإصابة كانت مباشرة، علما بأنه قصف مساء أول من أمس معسكر أبو معاذ بغريان، حيث «يتمركز عدد من المرتزقة التشادية، الذين أحضرهم الميليشياوي مهرب الوقود أسامة الجويلي، وأدى ذلك إلى قتل عدد كبير منهم»، وقد جرى دفنهم في مقبرة جماعية، بحسب مصادر الجيش.

إلى ذلك، اعترف تنظيم «داعش» الإرهابي بمقتل مسؤول ديوان الإعلام في «ولاية ليبيا»، خلال مواجهات مع «الجيش الوطني». فيما تصاعد الجدل مجددا بين حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، وفرنسا على خلفية العثور على أسلحة أميركية في مدينة غريان الأسبوع الماضي.

وقال «داعش» عبر مجلة «النبأ»، التابع للتنظيم في أحدث نشراتها، إن مسؤول ديوان الإعلام لديه، السوداني الجنسية، قتل خلال مواجهات ضد «الجيش الوطني»، برئاسة المشير خليفة حفتر.

وأضافت المجلة أن السوداني، المكنى أبو عاصم المهاجر، شارك في أعمال في تشاد ونيجيريا، وشن هجمات العام الماضي على قوات الجيش.

في شأن آخر، اتهم «الجيش الوطني»، رئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج والرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالمسؤولية عن الهجوم الإرهابي، الذي وقع أول من أمس أثناء تشييع جنازة مسؤول عسكري سابق في مدينة بنغازي (شرق)، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 26 آخرين.

وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم قوات الجيش، قد قال مساء أول من أمس إن «المدعو إردوغان مسؤول بصورة مباشرة عن التفجيرات الإرهابية التي ضربت بنغازي. إضافة إلى السراج الذي دفع بشكل مباشر أموالا لبعض الخونة والإرهابيين في المدينة».

وأوضح المسماري في مؤتمر صحافي أن «تفجيرات مقبرة الهواري كانت مرتبة»، لافتا إلى أن الانفجار الأول كان قريبا جدا من غرب المقبرة، فيما وقع الآخران أثناء الانسحاب من المكان.

وكان السراج قد ندد بالحادث، وقال في بيان له مساء أول من أمس، إن المستفيد الوحيد من العدوان على طرابلس التنظيمات الإرهابية، التي وفر لها العدوان مناخا ملائما لعودتها.

وكلف حفتر في حينها الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان الجيش، بفتح تحقيق عاجل مع جميع الأجهزة الأمنية بعد التفجير الإرهابي، الذي وقع في جنازة اللواء المسماري.

في شأن آخر، نقلت خارجية السراج عن المدعية العامة بمحكمة الجنايات الدولية فاتو بنسودا خلال اتصال هاتفي مع سيالة، مساء أول من أمس، أنها باشرت باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن القصف الجوي، الذي تعرض له مؤخرا مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين ببلدية تاجوراء في العاصمة طرابلس. وطالبت بنسودا بتعاون حكومة السراج معها، وتبادل المعلومات لضمان عدم الإفلات من العقاب، مشيرة إلى تعاونها التام معها باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد.

برلمانيون في القاهرة لبحث ترتيبات توحيد البرلمان المنقسم
القاهرة: جمال جوهر
قال مصدر مصري مسؤول، أمس، إن أعضاء من مجلس النواب الليبي بدأوا يتوافدون على القاهرة منذ مساء أمس، للمشاركة في اجتماع، برعاية اللجنة الوطنية المعنية بليبيا، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة لتوحيد «البرلمان المنقسم».

وتسببت العملية العسكرية، التي شنّها «الجيش الوطني» على طرابلس منذ 4 من أبريل (نيسان) الماضي، في انقسام أعضاء مجلس النواب، بين مؤيد للحرب على العاصمة ومعارض لها.

وأضاف المصدر، في تصريح أمس أن الوفد، الذي يمثل كل التيارات السياسية داخل ليبيا، سيلتقي اليوم (السبت) على مدار ثلاثة أيام بقيادات سياسية مصرية لبحث كيفية الخروج من الأزمة الحالية، وتحقيق الاستقرار في ليبيا، ودعم مؤسساتها، وعلى رأسها البرلمان و«الجيش الوطني».

وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت قبل ثلاثة أيام جانبا من جدول أعمال الاجتماع، الذي يستهدف وفقاً للنائب صالح هاشم إسماعيل «التشاور وتقريب وجهات النظر بين مختلف النواب»، مع «إمكانية تطرق المجتمعين إلى الحديث عن تشكيل حكومة جديدة».

وقال النائب الصالحين عبد النبي الغيثي، في اتصال من القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، إن «نحو 80 نائباً يمثلون جميع المناطق الليبية، وخاصة غرب البلاد، وصلوا إلى القاهرة أمس للمشاركة في الاجتماع، وذلك بهدف لمّ شتات مجلس النواب، الجسم التشريعي الوحيد في البلاد، باعتبار أن مجلسي الرئاسي و(الأعلى للدولة) نتاج الاتفاق السياسي في الصخيرات».

وأضاف الغيثي، النائب عن مدينة طبرق بشرق البلاد، أنهم يستهدفون من خلال هذا الاجتماع «بعث رسالة إلى العالم بأن برلمان طبرق هو الجسم الوحيد المنتخب، وبالتالي فإنه لا يجوز عقد اتفاقات مع غيره من أجسام»، لافتاً إلى أن «وحدة ليبيا وترابها خط أحمر».

ومنذ مطلع مايو (أيار) الماضي، قاطع نحو 60 نائباً جلسات البرلمان المنعقد في طبرق، برئاسة عقيلة صالح، وبدأوا في عقد جلسات موازية في فندق «ريكسوس» الشهير بالعاصمة، حيث انتخب 49 منهم الصادق الكحيلي رئيساً للبرلمان.

ويضم مجلس النواب المنتخب عام 2014 والذي يحظى باعتراف دولي، 188 نائباً، وهو يمارس مهامه إلى جانب الحكومة المؤقتة في الشرق، برئاسة عبد الله الثني، في موازاة حكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دولياً، والتي يرأسها فائز السراج.

وقال السفير حسام زكي، مساعد الأمين للجامعة العربية، إن وفداً هو الأكبر من البرلمان الليبي طلب زيارة الجامعة لإطلاعها على تطورات الوضع الراهن، واحتياجات المرحلة في البلاد، مشيراً إلى أن الأمانة العامة سوف تستمع من النواب الليبيين لمعرفة طبيعة الدعم الذي يمكن أن تقدمه إلى ليبيا.