Date: Jul 12, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
«الجيش الليبي» يعلن تقدمه في معارك طرابلس... وحكومة السراج تنتقد عملياته جنوباً
مقتل 3 في انفجار خلال تشييع جنازة قائد عسكري سابق في بنغازي
القاهرة: خالد محمود
أعلن «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تحقيق قواته تقدما لافتا للانتباه في المعارك التي تخوضها ضد القوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج في الضواحي الجنوبية من العاصمة طرابلس، وفي غضون ذلك أعلن أمس عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة العشرات، إثر انفجار سيارة ملغومة في جنازة قائد عسكري كبير سابق في مدينة بنغازي، الواقعة شرق ليبيا.

وقال مسؤول الإعلام بمركز بنغازي الطبي إن ثلاثة على الأقل لقوا حفتهم، بينما سقط أكثر من 25 جريحاً، تتفاوت حالاتهم بين المتوسطة والحرجة بعد الانفجار، الذي وقع في مقبرة الهواري، تزامناً مع تشييع جثمان اللواء خليفة المسماري، القائد السابق للقوات الخاصة، الذي توفي في الأردن قبل يومين بسبب مرض مزمن.

وبدا أن العملية كانت، حسب بعض المراقبين، بمثابة محاولة اغتيال للواء ونيس بوخمادة، القائد الحالي للقوات الخاصة التابعة للجيش الوطني، الذي نجا من الحادث، والذي يعد الأحدث من نوعه بعد إعلان حفتر القضاء على الإرهاب في مدينة بنغازي، ثاني كبريات المدن الليبية.

وكان المسماري قائدا للشرطة العسكرية على مستوى ليبيا، وتولى قيادة القوات الخاصة ما بين عامي 1985 1997 إبان حكم العقيد الراحل معمر القذافي.

ميدانيا، تحدثت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني، في بيان لها مساء أول من أمس، عما وصفته بتقدم جديد للوحدات العسكرية بقوات الجيش في المعارك التي تخوضها ضد قوات السراج في العاصمة طرابلس، بعد تنفيذها لما وصفته بـ«خطة عسكرية محكمة لتسيطر الوحدات العسكرية على مواقع وتمركزات الحشد الميليشياوي، المتحالف مع الجماعات الإرهابية بمنطقة خلة الفرجان بعد اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة».

وأضافت شعبة الإعلام الحربي أن وحداتها «تعمل في هذه الأثناء على تأمين كل المواقع، التي تم السيطرة عليها، ولم يتبق من المنطقة إلا القليل من المواقع التي رُصدت من قبل وحداتنا، والتي لن يكون لها وجود خلال ساعات. ونحن نتحرك بخطواتٍ ثابتة ومدروسة، والنصر لن يكون بعيدا».

بدوره، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة»، التابع لـ«الجيش الوطني»، إنه عقب التطورات الأخيرة لمعارك مساء أول من أمس، ومعارك محيط صلاح الدين، وقيام طائرات سلاح الجو للقوات المسلحة بالطيران في سماء العاصمة، فإن بعض قادة الميليشيات وأعضاء من حكومة الصخيرات، (في إشارة إلى حكومة السراج)، يعدّون العدّة لمغادرة البلاد.

ولم يكشف المركز عن المزيد من التفاصيل. لكنه أكد لاحقا أن قوات الجيش، التي تحارب جماعة الإخوان الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر: «لن تتراجع أو تتوقف عن هـذه المهمة حتى تنجزها على أكمل وجه».

وأشاد المركز في بيان له بـ«القبائل الشريفـة وموقف أهالي بن وليد، الذين استطاعوا صد العصابات الإجرامية، بعد قصف جوي استهدف رتل الإجرام، الذي يسعى لزعزعة أمن الجنوب عبر المرتزقة والإرهابيين من تنظيم (داعش)». مؤكدا أن «ما يعرف بشارع الإبل، وما تبقى من شارع القدس في المنطقة نفسها، باتا بالفعل تحت سيطرة قوات الجيش».

في المقابل، عبرت حكومة السراج عن «أسفها وقلقها البالغ» إزاء ما تشهده مدينة مرزق من أعمال عدائية وانتهاكات، وحملت المسؤولية لما وصفته بـ«القوات التي تزعم سيطرتها على المدينة والجنوب الليبي»، وقالت إن «هذه القوات التي جاءت من الرجمة (معقل قوات حفتر) دخلت مرزق بسلاح الفتنة وتركتها، بعد أن أثارت داخلها نزاعات قبلية كانت قد هدأت».

بدورها، نشرت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، صورا فوتوغرافية قالت إنها تُظهر آثار سقوط القذائف العشوائية لقوات الجيش على منازل المدنيين الآمنين في طريق المطار بالعاصمة طرابلس. وقالت إن المنطقة الوسطى المتمركزة في المحور الجنوبي عزّزت من مواقعها، وتُواصل دورياتها المتحركة لرصد أي إمدادات لقوات الجيش، قد يستخدمها لدعم فلوله المتقهقرة على تخوم العاصمة طرابلس.

من جهتها، وصفت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، أمس، إطلاق سراح المهاجرين في مركز إيواء (شرق طرابلس)، الذي تعرض للقصف الجوي، بأنه «خطوة إيجابية»، ودعت في بيان لها إلى «الإفراج عن جميع اللاجئين والمهاجرين، وتزويدهم بكل المساعدات اللازمة». 

كما طالبت «جميع الأطراف بتسريع عملية الإجلاء الإنساني وإعادة التوطين من ليبيا إلى دولة ثالثة».

وبعدما أكدت أن «الاتحاد الأوروبي ملتزم التزاما قويا بمكافحة المتاجرين والمهربين، وتعزيز قدرة خفر السواحل الليبي على إنقاذ الأرواح في البحر»، أشارت البعثة إلى أن الاتحاد الأوروبي «يقف على أهبة الاستعداد لمساعدة السلطات الليبية على وضع حلول لإيجاد بدائل آمنة، وكريمة للاحتجاز مع الامتثال التام للمعايير الإنسانية الدولية، واحترام حقوق الإنسان».