Date: Jul 3, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
المغرب: «الأصالة والمعاصرة» المعارض يجدد رفضه «مشروع الإسلام السياسي»
أقر بـ«استحالة» الذهاب للاستحقاقات المقبلة دون القيام بمراجعات عميقة
الرباط: لطيفة العروسني
جدد حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض موقفه الرافض «مشروع الإسلام السياسي»، الذي يشكل، في نظره، تهديداً لقيم المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي.

وكتب حكيم بن شماش، الأمين العام الحالي للحزب، أن «الأصالة والمعاصرة» حزب «سيظل حاملاً لمشروع مجتمعي قائم على قيم مغربية لاستكمال بناء الدولة الوطنية الحديثة، على أساس قيم المواطنة والديمقراطية، مع ما تقتضيه من تداول سلمي على السلطة»، مبرزاً أن مشروع حزبه هو «على النقيض من مشاريع الإسلام السياسي المستوردة من بيئة ثقافية مختلفة، والحاملة لتهديدات جدية لقيم المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، ولتنوعنا الثقافي ولمبادئ الإسلام المغربي السمح ذاتها، ولمختلف مؤسساتنا الدستورية والسياسية».

ويأتي إعلان بن شماش عن موقف الحزب من الإسلام السياسي، الذي يمثله غريمه السياسي حزب العدالة والتنمية، الذي يرأس الحكومة لولاية ثانية، في ظل صراع داخلي محتدم بينه وبين خصومه، الذي يهدد الحزب بالانشقاق.

وقرر المكتب الفيدرالي في اجتماعه السبت الماضي طرد 4 قياديين من معارضي بن شماس، وهم: النائب عبد اللطيف وهبي، وسمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ومحمد الحموتي الرئيس السابق للمكتب الفيدرالي، ومحمد صلوح، وذلك بناء على توصية لجنة التحكيم والأخلاقيات التابعة للحزب. إلا إن المكتب الذي لم يذكر المطرودين بالاسم، أرجأ تفعيل قرار الطرد لأسبوعين، إذا لم تتوصل لجنة الأخلاقيات بإفادة من فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، التي تصطف إلى جانب التيار المناوئ لحكيم بن شماش.

واتخذ المكتب الفيدرالي، الذي يرأسه بن شماش بعد سحبه تفويض رئاسته من الحموتي، قرار الطرد رداً على إعلان القياديين المعارضين عن عقد المؤتمر العام الرابع للحزب أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل، رغم طعن المكتب السياسي للحزب في قانونية اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر.

وعرض بن شماش في مقال نشره مساء أول من أمس الموقع الإلكتروني للحزب، وعممه أمس على وسائل الإعلام، خريطة طريق للنهوض بالحزب المعارض المقرب من السلطة، وقال إن «الأصالة والمعاصرة سيظل في طليعة القوى السياسية التي تعمل على الحد من الآثار السياسية والمجتمعية السلبية لمشاريع الإسلام السياسي، سواء منها تلك التي توجد في التسيير الحكومي، أو التي في خارجها، وذلك بكل الوسائل التي يكفلها الدستور والقانون»، مشيراً إلى أن «كل من يوهم من حزبنا الرأي العام بإمكان تغيير هذا الموقف الثابت لا يمثل خط الحزب، ولا يعدو تمثيل رغباته الذاتية، التي لا تعني مؤسسات الحزب في شيء».

من جهة أخرى، أقر بن شماش بـ«استحالة» ذهاب حزبه نحو الاستحقاقات المقبلة، ونجاحه في تقديم مساهمته الوطنية في معركة التصدي للتحديات التي تجابه البلد في الحاضر والمستقبل، دون القيام بمراجعات عميقة تدريجية «من خلال تنقية باب الدار وجنبات البيت، ومباشرة معركة التخليق بكل شجاعة، وممارسة النقد الذاتي من دون عقدة نقص، وإعادة تعريف فكرة الحزب، ذاتها، بكل حزم ومسؤولية».