Date: Jun 17, 2019
Source: جريدة الحياة
الأميرة صوفي باسم الملكة إليزابيث: تعلم بريطانيا أهمية لبنان
أكدت التزامها التزامها بقضايا تمكين المرأة ونشر ثقافة التسامح والتصدي لظاهرة العنف الجنسي
بيروت - "الحياة"
إختتمت كونتيسة ويسيكس الأميرة صوفي زيارتها إلى لبنان والتي دامت يومين، رافقها فيها الممثل الخاص لرئيسة الوزراء في شأن منع العنف الجنسي في النزاعات، والمبعوث الخاص حول حرية الدين أو المعتقد الوزير البريطاني ولورد ويمبلدون طارق احمد.

ولفتت السفارة البريطانية في بيان اصدرته الى "ان هذه الزيارة الرسمية الأولى التي تقوم بها صاحبة السمو الملكي إلى لبنان وتعكس شدة التزامها بقضايا تمكين المرأة، ونشر ثقافة التسامح، والتصدي لظاهرة العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي في النزاعات. وقد اطلعت الكونتيسة ويسيكس عن كثب على الجهود التي تقوم بها المؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية في لبنان، دعما لفئات المجتمع الأكثر ضعفا، لا سيما النساء والأطفال منها. وفي معرض زيارتها التي رافقها فيها اللورد أحمد والسفير البريطاني في لبنان، كريس رامبلينغ، التقت صاحبة السمو الملكي بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وتركزت المباحثات على الصداقة العميقة والعلاقات الثنائية المتينة التي تربط لبنان والمملكة المتحدة".

واضافت السفارة: "ان الكونتيسة زارت النازحين السوريين في البقاع، حيث التقت بعدد من ربات المنازل، واطلعت منهن على واقعهن المعيشي في لبنان".

يذكر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وبتمويل من وزارة التنمية الدولية البريطانية، يقدم الدعم اللازم للأسر الأشد ضعفا إذ يلبي احتياجاتها الأكثر إلحاحا من الغذاء واللوازم المنزلية والأدوية.

وفي بيصور، عقدت الاميرة صوفي لقاء مع لبنانيات وسوريات يشاركن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آليات تحقيق الاستقرار الاجتماعي، في إطار برنامج دعم المجتمعات المضيفة في لبنان. ويهدف هذا البرنامج الذي ينفذ بإدارة وزارة الشؤون الاجتماعية إلى إرساء السلام الاجتماعي والاستقرار في سائر المجتمعات المحلية.

وانضمت الأميرة صوفي الى النقاش مع منظمات غير حكومية سورية تعمل على تحسين مشاركة المرأة في عملية السلام. وتطرق النقاش إلى سبل المساعدة التي تمكن بريطانيا من إيصال صوت المرأة. كما زارتأحد مراكز الإيواء التي تديرها رابطة كاريتاس لمساندة الناجيات من العنف الجنسي. فتحدثت إلى النساء واستمعت إلى قصصهن، مستطلعة كيف ان الدعم الذي يتلقونه من كاريتاس والسفارة البريطانية يساعدهم في الحصول على الدعم القانوني وتحسين فرص الوصول الى العدالة.

ولقيت الاميرة صوفي واللورد أحمد ترحيبا حارا كضيفي شرف في حفل عيد ميلاد الملكة الذي أقامه السفير البريطاني كريس رامبلينغ في المكتبة الوطنية. والتقت الاميرة صوفي بحشد كبير من الضيوف اللبنانيين وجالت في أرجاء المكتبة، حيث تسنى لها الاطلاع على المعرض الذي يظهر عمق الصداقة بين لبنان وبريطانيا ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

وضمت قائمة المعروضات أجهزة المسح الضوئية لبصمة العين التي اعتمدها برنامج الأغذية العالمي، وأجهزة نزع الألغام منMAG، اضافة إلى أعمال فنية رائعة من توقيع توم يونغ، وأعمال يدوية يعود تاريخها إلى ألف عام عثر عليها إبان أعمال الحفر في صيدا، ومجموعة دباس من متحف سرسق وغيرها.

وألقت الكونتيسة كلمة باسم الملكة اليزابيث الثانية لمناسبة الاحتفال بعيد ميلادها، جاء فيها: "يسرني أن تكون زوجة ابني معكم هذا المساء. تعلم بريطانيا أهمية لبنان كرمز للتنوع والتسامح والصمود، وآمل في ان تستمر الصداقة المتينة بين بلدينا لسنوات عديدة. أتوجه، مع الأمير فيليب، بأحر التمنيات إلى الشعب اللبناني وجميع الحضور في حفل هذا المساء".

وحضر الحفل ممثلون عن رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة، وزير الدفاع الياس بو صعب، النائب ياسين جابر، وزيرة الداخلية ريا الحسن.

السفير البريطاني: علاقتنا مع لبنان أقوى من أي وقت مضى

وفي ختام الزيارة الملكية إلى لبنان، توجه السفير البريطاني رامبلينغ، إلى ما يزيد عن 700 ضيف، بكلمة رحب فيها "بزيارة الكونتيسة ويسيكس واللورد أحمد من ويمبلدن إلى لبنان، في هذه اللحظة المميزة جدا من تاريخ الصداقة اللبنانية البريطانية. وما هذه الزيارة إلا دليل ساطع على متانة العلاقات الثنائية التي تجمعنا على عدة مستويات. يسرني أن يكون ضيفانا صاحبة السمو الملكي واللورد أحمد قد شاهدا بأم العين كيف يسهم التمويل المقدم من وزارة التنمية الدولية البريطانية في دعم المجتمعات واللاجئين الأكثر ضعفا في سائر المناطق اللبنانية، أي اللبنانيين والسوريين وسواهم، خاصة وأن لبنان يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانه، مقارنة بسواه من بلدان العالم. ويشرفني كثيرا أن تحل صاحبة السمو الملكي كضيفة شرف على الحفل المنظم لمناسبة عيد ميلاد الملكة هذا العام، والذي يشهد أفضل العلاقات بين المملكة المتحدة ولبنان".

وأعلن "أن السفارة البريطانية ستختار العام 2019 عام التعليم، واستمرار دعم المملكة المتحدة لهذا القطاع في لبنان عبر UKaid والمجلس الثقافي البريطاني والشركاء".

وأكد رامبلينغ أن "علاقة المملكة المتحدة مع لبنان أقوى من أي وقت مضى، نستثمر هذا العام أكثر من عام 2018. يواجه لبنان اليوم تحديات كثيرة. أحيي أفراد الأجهزة الأمنية الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم المروع الذي وقع في طرابلس الأسبوع الماضي، وأشيد بشركائنا في الأجهزة الأمنية على العمل الذي يقومون به للحفاظ على سلامة لبنان. والاقتصاد ركن أساسي، وقد بدأت الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة تجاه اعمال الإصلاح ضمن اطار CEDRE الذي نامل ان يجذب مع الوقت المناسب المزيد من الاستثمار، بما في ذلك من المملكة المتحدة. ونحن نعرف التحدي الذي يواجهه لبنان من وجود اللاجئين: سنستمر في دعم الشعب اللبناني واللاجئين. نحتفل الليلة بما يجمع المملكة المتحدة ولبنان الغنى الثقافي والتراثي وتاريخنا المشترك، مجتمعاتنا الحديثة والمبتكرة، ومستقبلنا المشترك".

"راعية لأكثر من 70 مؤسسة خيرية ومنظمة"

بصفتها عضوا بدوام كامل، يتوزع نشاط الاميرة صوفي بين الجهود التي تبذلها دعما للملكة والزيارات التي تقوم بها إلى عدد كبير من الجمعيات الخيرية والمنظمات التي تخصها. هي متزوجة من الأمير ادوارد ولها اهتمامات كثيرة نذكر منها دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، والوقاية من العمى في البلدان النامية، اضافة إلى الزراعة والموضة. تكرس القسم الأكبر من نشاطها اليومي للاطلاع بمهماتها كراعية لأكثر من 70 مؤسسة خيرية ومنظمة. وفي هذا الإطار، تجري سنويا مئات الزيارات إلى مدارس وجامعات وقواعد عسكرية ومقار ومؤسسات خيرية للاطلاع أكثر على أوضاعها.