Date: Jun 12, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
تحالف حزبي تونسي يعلن خوض الانتخابات بقوائم موحدة
يضم «حركة المشروع» و«جناح الحمامات» في «النداء»
تونس: المنجي السعيداني
كشفت سلمى اللومي، رئيسة حزب «النداء» (جناح الحمامات) عن تفاصيل التحالف السياسي الذي يجمع الحزب بـ«حركة مشروع تونس» التي يتزعمها محسن مرزوق. وأكدت اللومي، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس، دخول الحزبين ضمن قوائم انتخابية موحدة خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، على أن يتم الاندماج السياسي الكامل بين الحزبين خلال السنة المقبلة، أي إثر الإعلان عن نتائج الانتخابات المقررة نهاية السنة الحالية.

وأكدت اللومي قرب تشكيل «مجلس أمناء» يتكوّن من 14 عضواً من الحزبين، وهو الذي سيتولى البت في الترشيحات للانتخابات المقبلة. وأفادت بأن من أهم الشروط التي من الضروري توافرها في المرشحين «الإشعاع ونظافة اليد»، على حد تعبيرها.

وبشأن الخلاف على الشرعية بين «جناح الحمامات» في «النداء» بزعامة سفيان طوبال و«جناح المنستير» الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي، قالت اللومي بلهجة حاسمة: «لا توجد انشقاقات في حزب النداء وإنما هناك نداء واحد انبثق عن المؤتمر الانتخابي» الذي عقد بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي «في أجواء ديمقراطية وشفافة»، على حد قولها.

وتتزعم سلمى اللومي تحالفاً سياسياً وانتخابياً استعداداً للانتخابات المقبلة، وكانت قد قدمت استقالتها من إدارة الديوان الرئاسي يوم 14 مايو (أيار) الماضي، وذلك على خلفية دعمها لـ«جناح الحمامات» من «نداء تونس» الذي يقوده رئيس الكتلة البرلمانية للحزب سفيان طوبال، في حين أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يدعم جناح المنستير الذي يتزعمه نجله حافظ قائد السبسي. وشكّل موقفها هذا حرجاً لها، كونها تعمل مع الرئيس السبسي وفي الوقت نفسه تعمل ضد ابنه.

يذكر أن محسن مرزوق، رئيس «حركة مشروع تونس» المنشقة عن حزب «النداء»، وقّع نهاية الأسبوع الماضي على وثيقة تحالف سياسي مع سلمى اللومي، في خطوة تؤكد دخول التحالفات السياسية بين الأحزاب التونسية منعرجاً مهماً قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تونس خلال الثلث الأخير من السنة الحالية. وينص الاتفاق على الانطلاق في مسار توحيدي يجمع كلاً من «نداء تونس» (جناح الحمامات) و«حركة مشروع تونس»، ولكنه يكون منفتحاً على كافة القوى السياسية من العائلة الوسطية الديمقراطية والشخصيات الوطنية استعداداً للانتخابات المقبلة. ومن المنتظر أن يصبح الحزبان المتحالفان ممثلين بكتلة برلمانية واحدة تضم 52 نائباً (37 يمثلون حزب النداء و15 عن مشروع تونس).

وفي هذا الشأن، قال جمال العرفاوي المحلل السياسي التونسي لـ«الشرق الأوسط»، إن حزب النداء (جناح الحمامات) قد تجاوز بهذا الاندماج أزمة الشرعية بصفة مؤقتة. وتابع أن الحزب قد يجد في «حركة مشروع تونس» التي كان رئيسها، مرزوق، أميناً عاماً لـ«النداء» ورئيساً سابقاً للحملة الانتخابية للرئيس الباجي قائد السبسي، ملاذا يساعده في تحقيق توازن سياسي في ظل النزاع بين سفيان طوبال رئيس الكتلة البرلمانية، وحافظ قائد السبسي المتمسك بدوره بشرعية وجوده على رأس حزب «النداء» إثر المؤتمر الانتخابي الأول الذي عقد بداية أبريل الماضي.

على صعيد متصل، أكد عصام الشابي رئيس «الحزب الجمهوري» المعارض، تشكيل تحالف انتخابي جديد يجمع حزبه بـ«حركة تونس إلى الأمام» وحزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» و«حركة الديمقراطيين الاجتماعيين» ومبادرة «قادرون»، إلى جانب عدد من الشخصيات المستقلة. وقال الشابي إن التحالف «سيقدم توجهاً سياسياً جديداً يعيد الأمل والثقة لكل فئات الشعب» و«سيواجه التكتلات الجديدة والفساد الانتخابي وفشل منظومة انتخابات 2014».