| | Date: Jun 11, 2019 | Source: جريدة الشرق الأوسط | | تركيا تقصف تل رفعت ولافروف يتوعد «الإرهابيين» في إدلب بـ«رد ساحق» | لندن: «الشرق الأوسط»
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والجيش السوري سيردان «رداً قاسياً وساحقاً» على «اعتداءات الجماعات الإرهابية من إدلب»، في وقت قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الخسائر البشرية ارتفعت إلى 1468 شخصاً ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في 30 أبريل (نيسان) الماضي، وحتى يوم الاثنين 10 يونيو (حزيران) الحالي.
وذكّر لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره من مالي تيبيلي درامي في موسكو، أمس، بأن «الإرهابيين ينفذون باستمرار هجمات استفزازية، ويقصفون بالصواريخ والطائرات المسيرة مواقع للجيش السوري في البلدات وقاعدة حميميم الجوية الروسية»، وأضاف: «بطبيعة الحال لن نترك، لا نحن ولا الجيش السوري، مثل هذه التصرفات دون رد قاسٍ وساحق».
وشدد لافروف بحسب ما نقلت «إنترفاكس»، على أنه من أجل وضع حد لاستفزازات المسلحين، لا بد من الفصل بأسرع وقت ممكن بين قوات المعارضة والإرهابيين في إدلب، وفقاً لما ورد في الاتفاق الروسي - التركي في سوتشي في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتابع: «الدور الأساسي (في تحقيق هذا الهدف) يعود لتركيا، ونعتقد أنه يجب الإسراع في ذلك، فالأمر طال انتظاره».
ويشهد ريفا حماة الشمالي وإدلب الجنوبي تصعيداً عسكرياً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وسط تكثيف الجماعات المسلحة هجماتها على عدة محاور هناك، حيث يتصدى الجيش السوري لها وينفذ هجمات مضادة بدعم من الطيران الروسي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 8 أشخاص استشهدوا وقضوا ضمن منطقة «خفض التصعيد» أمس (الاثنين)، بينهم 3 مقاتلين من جيش العزة قضوا جراء قصف طائرات روسيا الحربية على مدينة خان شيخون، في وقت أفادت فيه مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بمقتل 6 مدنيين وجرح 39 آخرين.
ومن بين الضحايا امرأة وطفلة جراء قصف طيران النظام الحربي على قرية معرة شورين بريف معرة النعمان، وامرأة وطفلة رضيعة جراء قصف طائرات النظام الحربية على قرية كفر بطيخ، وطفلة متأثرة بجراح أصيبت بها جراء قصف طيران النظام الحربي على مدينة أريحا قبل أيام، فيما لا يزال عدد الضحايا مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
وأوضحت المصادر أن الضحايا سقطوا جراء قصف على حقل زراعي كان فيه عاملون يجنون المحصول في مدينة خان شيخون وعلى سوق في بلدة معرة شورين بريف إدلب.
وحسب مراسل «الأناضول»، فإن قصف الطيران الحربي، طال أيضاً، بلدات التمانعة وشيخ إدريس والتح، بريف إدلب، ومدينتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة، وجميعها ضمن منطقة خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في مباحثات آستانة عام 2017.
من جانبه، قال مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن القصف الذي استهدف خان شيخون واللطامنة وكفرزيتا ومعرة شورين نفذته طائرتان روسيتان أقلعتا من مطار حميميم غرب البلاد.
في حين ارتفع إلى 23 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية منذ صباح الاثنين، مستهدفة كلاً من خان شيخون جنوب إدلب، واللطامنة ومورك وكفرزيتا والزكاة والجبين والصياد شمال حماة، كما ارتفع إلى 65 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية في محافظة إدلب وريفيها الجنوبي والشرقي، وكفرزيتا وتل ملح والجبين ومورك والزكاة بريف حماة الشمالي، ومحور كبانة في جبل الأكراد، كذلك ارتفع إلى 48 عدد البراميل التي ألقاها الطيران المروحي منذ ما بعد منتصف الليل على كل من كبانة في جبل الأكراد وعابدين والهبيط والركايا وخان شيخون ضمن القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي. كما تحدث المرصد عن ارتفاع عدد القذائف الصاروخية والمدفعية إلى 310 التي استهدفت خلالها قوات النظام مناطق في اللطامنة وكفرزيتا ولطمين وأماكن أخرى في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، بالإضافة لجبال الساحل والقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي والريف الحلبي.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 1468 شخصاً عدد من قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» منذ 30 أبريل الماضي، وحتى يوم الاثنين 10 يونيو (حزيران) الحالي.
تركيا تقصف تل رفعت بعد مقتل وإصابة عدد من جنودها
أنقرة: سعيد عبد الرازق
قصف الجيش التركي بلدة تل رفعت الواقعة في محافظة حلب السورية رداً على قصف من جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسيطر على المنطقة؛ ما أسفر عن مقتل جندي تركي وإصابة عدد آخر.
وأفادت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، بأن الجيش التركي قصف مواقع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، وبأن الخطوة جاءت رداً على هجوم عناصرها على مواقع عسكرية تابعة لتركيا في سوريا أسفر عن مقتل أحد الجنود.
وكانت وزارة الدفاع التركية أكدت، ليلة أول من أمس، مقتل أحد جنودها وإصابة 6 آخرين في هجوم لعناصر «الوحدات» الكردية على مواقع عسكرية تركية، قائلة إنه تم إجلاء المصابين من المنطقة.
وتعد هذه أكبر حصيلة لهجوم على إحدى نقاط المراقبة التي أنشأها الجيش التركي في منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا وإيران؛ الدول الثلاث الضامنة لـ«مسار آستانة» في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيانها، أن الهجوم تم باستخدام مضاد للدبابات، مشيرة إلى أن القوات التركية ردت في الحال بإطلاق النار على أهداف للمسلحين في المنطقة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ومع انهيار الهدنة المعلنة في ريف حماة وإدلب، باتت نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد في إدلب (12 نقطة) في مرمى نيران النظام السوري و«وحدات الحماية» الكردية.
وجاء الهجوم على المواقع التركية في أعزاز انطلاقاً من تل رفعت بعد أقل من 24 ساعة على استهداف قوات النظام السوري، السبت الماضي، محيط نقطة المراقبة التركية في مورك بريف حماة الشمالي بقذيفة مدفعية دون حدوث أضرار.
وتبذل تركيا مساعي منذ فترة طويلة مع روسيا لتمكينها من السيطرة على تل رفعت، وأعلنت أنقرة في أبريل (نيسان) الماضي أنه تم الاتفاق مع موسكو على تسيير دوريات عسكرية مشتركة في المنطقة القريبة من أعزاز وعفرين، لكن لم يتم تفعيل الاتفاق بسبب خلافات طفت أخيراً بين الجانبين بشأن إدلب.
وتستمر أعمال القصف والغارات من قبل النظام السوري على منطقة إدلب بدعم من روسيا، وسط تصاعد أعمال العنف في أجزاء من شمال غربي البلاد تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)»، المدعومة من تركيا.
وكان من شأن اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا المعلن في سبتمبر 2018 أن يجنب محافظة إدلب والمناطق المتاخمة لها هجوماً واسع النطاق لقوات النظام. لكن روسيا تتهم أنقرة بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، لا سيما فيما يتعلق بسحب الجماعات المتشددة من إدلب وفتح الطريق الرئيسية حولها.
ويبدو أن روسيا والنظام السوري لا يرغبان في شن هجوم شامل في إدلب من شأنه أن يخلق حالة من الفوضى على حدود تركيا الجنوبية.
وفي السياق ذاته، حذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى مليوني سوري ربما يفرّون إلى تركيا إذا استعر القتال في شمال غربي سوريا. | |
|