|
|
Date: Jun 4, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
روسيا تعرقل بياناً لمجلس الأمن يدين حملة النظام السوري على إدلب |
أنقرة تبلغ فصائل معارضة رفض موسكو وقف قصف إدلب |
واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»
منعت روسيا أمس (الإثنين) صدور بيان عن مجلس الأمن يدين الحملة العسكرية التي يشنّها النظام السوري في منطقة إدلب، وتخشى الدول الغربية أن تؤدي إلى كارثة إنسانية.
وقالت روسيا في رسالة إن البيان «غير متوازن» لأنه لم يتطرّق إلى بلدتي هجين والباغوز حيث عانى المدنيون بسبب المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ومسلّحي تنظيم «داعش».
وكانت بلجيكا وألمانيا والكويت قد اقترحت النص بعد اجتماعين طارئين للمجلس على خلفية تصاعد أعمال العنف في المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي فصائل معارِضة.
والشهر الماضي منعت روسيا صدور بيان يحذّر من كارثة إنسانية إذا شنّت قوات النظام هجوماً واسع النطاق على منطقة إدلب التي تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة، علماً أن بيانات مجلس الأمن تتطلب إجماع دوله الخمس عشرة الأعضاء.
وصعّدت سوريا وحليفتها روسيا الغارات والقصف على إدلب منذ أبريل (نيسان) الماضي مما أجبر أرغم 270 ألف شخص على النزوح.
وقال مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكيي إن موسكو اعترضت على كل ما تضمّنه البيان المقترح. وأضاف أن «المواقف معروفة»، معتبرا أن «اقتراح وثيقة كتلك هو من باب العلاقات العامة، وليس من أجل إيجاد حل».
ويتضمن البيان المقترح تعبيراً عن «قلق بالغ إزاء تزايد حدة الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا»، بما في ذلك ضد مستشفيات وعيادات ومدارس. ويحذّر من «كارثة إنسانية محتملة إذا ما أُطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غرب سوريا».
أنقرة تبلغ فصائل معارضة رفض موسكو وقف قصف إدلب
أنقرة: سعيد عبد الرازق
جددت مصادر تركية التأكيد على أن أنقرة ستواصل مباحثاتها مع الجانب الروسي بشأن الوضع في إدلب في مسعى للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لافتة إلى أن روسيا لا تزال ترفض وقف القصف.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات بين أنقرة وموسكو لم تتوقف وإن أنقرة تؤكد ضرورة الالتزام بما تم التوصل إليه بشأن إدلب في مباحثات آستانة، وكذلك اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا. ولفتت المصادر إلى قرار مجلس الأمن القومي التركي في اجتماع الأخير الأسبوع الماضي الذي أكد تمسك تركيا باتفاقيات آستانة وسوتشي وضرورة وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار في إدلب، ومن ثم استئناف محادثات الحل السياسي في سوريا.
في الوقت ذاته، كشفت تقارير صحافية عن لقاء بين ضباط أتراك وعدد من قادة فصائل المعارضة السورية المسلحة، ليل الأحد - الاثنين، تم خلاله إطلاع قادة الفصائل على نتائج الاتصالات الجارية مع روسيا، وتم إبلاغهم أن روسيا رفضت طلب تركيا بوقف القصف على محافظة إدلب.
وبحسب التقارير، أكد الضباط الأتراك أن الاتصالات مع روسيا مستمرة وأن موسكو تؤكد أن القصف سيستمر على إدلب بهدف وقف الهجمات على قاعدة «حميميم» ولن يتوقف حتى ضمان حماية الجنود الروس. وشدد الضباط الأتراك على رفض أنقرة استمرار القصف والمطالبة بوقفه، لافتين إلى أن الاتصالات والمباحثات مع الجانب الروسي تهدف إلى وقف هذا القصف من جانب النظام وروسيا.
وأشارت مصادر إلى أن الضباط الأتراك تعهدوا باستمرار تزويد الثوار بالذخيرة والأسلحة. لكن مصادر نفت أن تكون تركيا زودت فصائل المعارضة بمضادات للطائرات.
في السياق ذاته، كرر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أمس الإثنين، أن هجمات الإرهابيين من إدلب السورية «أمر غير مقبول» وأن مسؤولية إيقافها تقع على تركيا. وقال بيسكوف للصحافيين إن روسيا تتعاون الآن مع الجانب التركي «المسؤول تماما عن ضمان عدم حدوث مثل هذه الهجمات من إدلب».
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، إن موسكو تعتبر أنه من الضروري منع الإرهابيين في إدلب من إطلاق النار، ووفقا للاتفاقيات فإن المسؤولية تقع على الجانب التركي.
أطباء بارزون يطالبون روسيا والنظام بوقف استهداف المستشفيات في سوريا
لندن: «الشرق الأوسط»
دعا عشرات الأطباء البارزين في العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف حملة القصف التي تقوم بها الطائرات السورية والروسية، والتي استهدفت أكثر من 20 مستشفى في شمال غربي سوريا، ما أدى إلى خروج كثير منها عن العمل، وترك ملايين الأشخاص دون رعاية صحية مناسبة. جاء ذلك في رسالة نشرها الأطباء في صحيفة «الأوبزيرفر» البريطانية (العدد الأسبوعي لصحيفة «الغارديان»).
وذكرت الرسالة بأن الأمم المتحدة شاركت إحداثيات مواقع المستشفيات مع النظام وداعميه الروس في محاولة لحماية المدنيين، ووعدت المعارضة السورية بأن الطائرات الحربية ستتجنب المواقع التي تم تحديدها في غارات القصف؛ لكن بدلاً من ذلك، استهدفت الهجمات الشرسة تلك المواقع تحديداً منذ أكثر من شهر. ونوّهت صحيفة «الأوبزيرفر» أنه منذ أبريل (نيسان) الماضي، تشنّ غارات جوية منتظمة على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، في تحدٍ واضح لهدنة خفض التصعيد، التي اتفقت عليها موسكو وأنقرة العام الماضي. وذكرت الرسالة بأن الغارات أدّت إلى مقتل مئات المدنيين، وتشريد مئات الآلاف، ودمرت أجزاء أساسية من نظام الرعاية الصحية في تلك المناطق.
وعبّر الموقّعون على الرسالة من أطباء حول العالم، بارزين في مجالاتهم، عن «شعورهم بالفزع من الاستهداف المتعمد والمنهجي لمرافق الرعاية الصحية، والطاقم الطبي، الذي وظيفته هي إنقاذ الأرواح، ولا يجب أن يفقد حياته في العملية (الحربية)».
وتقول جماعات حقوقية إنه منذ أواخر أبريل، أسفرت غارات جوية منتظمة على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال محافظة إدلب عن مقتل مئات المدنيين وتشريد مئات الآلاف.
يشار إلى أنه من بين الموقعين على الرسالة، الأطباء، دينيس موكويج، طبيب أمراض النساء الذي فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، بيتر كونك، الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 2003، والنائبة والطبيبة سارة ولاستون، وتيرينس إنجليش، الرئيسة السابقة للكلية الملكية للجراحين، وكذلك ديفيد نوت، الجراح الذي يعمل في مناطق الحرب، وزاهر سحلول، وهو طبيب منفي سوري ومؤسس لجمعية خيرية طبية. حثّوا جميعهم الأمم المتحدة على التحقيق في استهداف المستشفيات المدرجة في القائمة، وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على روسيا وسوريا للتوقف عن استهداف المراكز الطبية، وعكس تخفيضات التمويل للمستشفيات والعيادات الباقية على قيد الحياة، التي يغمرها اللاجئون الآن.
طبيب الأطفال السوري، عبد القادر رزوق، وصف لصحيفة «الأوبزيرفر» كيف أفرغ هو وزملاؤه مستشفى بكاملها، بمن في ذلك مرضى غسيل الكلى والأمهات في المخاض والخدج في الحاضنات، بعد أن بدأت الغارات الجوية على بلدتهم، على بعد 12 ميلاً على الأقل من خط المواجهة. وقال في مقابلة عبر الهاتف حول مستشفى تارمالا، الذي ضرب في نهاية المطاف في 10 مايو (أيار): «بعد الغارات الجوية، ولكن قبل الهجوم المباشر، علمنا أن المستشفى سيتم استهدافه». وتابع: «لم يبق سوى عدد قليل من الطاقم الطبي لتقديم الاستجابة للطوارئ».
وقد دمرت الغارة الجوية أكثر من نصف المستشفى وكثيراً من معداتها من الأسرّة والمولدات، إلى غرف العمليات وخدمات الطوارئ والصيدلية. وعاد الموظفون لفترة وجيزة للبحث في الأنقاض عن أي إمدادات نجت من الهجوم، ولكن المبنى مهجور الآن. وأضاف رزوق: «سيكون من المستحيل إعادة بنائه وإعادة افتتاحه الآن... الغارات الجوية مستمرة، ولا تزال تستهدف المستشفى حتى هذه اللحظة، على الرغم من أنه فارغ».
|
|