| | Date: May 25, 2019 | Source: جريدة الشرق الأوسط | | دمشق تمطر إدلب بـ«البراميل» بعد نكسة حماة | بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
قتل 9 على الأقل من مسلحي فصائل المعارضة في سوريا جراء القصف الجوي السوري - الروسي المكثف على مناطق أرياف حماة وإدلب واللاذقية، وهي ضمن مناطق خفض التصعيد خلال الليلة الماضية، بالتزامن مع استمرار المعارك في شمال حماة وسط سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، منذ ما بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة ضربات جوية وبرية مكثفة طالت أرياف حماة وإدلب واللاذقية، حيث ألقى الطيران المروحي 31 برميلاً متفجراً، في حين نفذ الطيران الروسي أكثر من 33 غارة منذ ما بعد منتصف الليل.
وتسبب التصعيد الأخير في سوريا التي مزقتها الحرب في نزوح الآلاف من الأشخاص، وأثار مخاوف من أن تنهار هدنة منذ نحو 8 أشهر في إدلب.
وقال «المرصد» مساء أمس، إن «الطائرات الحربية والمروحية واصلت تحليقها ضمن منطقة (خفض التصعيد) بالتزامن مع استمرار الضربات الجوية على المنطقة، حيث نفذت طائرات النظام الحربية غارات جديدة طالت أماكن في مدينة خان شيخون وبلدة كنصفرة بجبل الزاوية، فيما ألقى الطيران المروحي 11 برميلاً متفجراً جديداً على مدينة خان شيخون، و4 براميل على جبل الأربعين، بالإضافة لـ4 براميل على حيش ومعرة حرمة».
وأضاف أنه «ارتفع إلى 38 عدد الغارات التي نفذتها طائرات (الضامن) الروسي منذ ما بعد منتصف الليل؛ وهي 12 غارة على اللطامنة، و7 على كفرنبودة، و5 على العمقية، و4 على الهبيط، و4 على العنكاوي، وغارتان على كل من القرقور وكفرعويد والحواش».
على صعيد متصل، استمرت الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والمجموعات وفصائل أخرى من طرف آخر، وذلك على محاور في محيط كفرنبودة بريف حماة الشمالي، وكبانة بجبل الأكراد، تترافق مع قصف واستهدافات متواصلة بشكل مكثف ومعلومات عن مزيد من القتلى والجرحى بين الطرفين.
وقالت شبكة «الدرر الشامية» إن «الفصائل الثورية أفشلت محاولة تقدم جديدة لقوات النظام على محور كبينة بجبل الأكراد شمال اللاذقية، بعد تكبيدهم خسائر فادحة، إذ نجحت في قتل وإصابة عدة عناصر من قوات النظام، بعد محاولتهم التقدم على تلال كبينة الاستراتيجية».
وقال «المرصد» إنه «مع خسائر الليلة الماضية، ترتفع الخسائر البشرية في التصعيد الأعنف والمتواصل في يومه الـ35 إلى 843 شخصاً ممن قتلوا خلال الفترة الممتدة منذ 20 الشهر الماضي، وهم 265 مدنياً بينهم 57 طفلاً و54 مواطنة، استشهدوا في القصف الجوي الروسي والسوري، وقصف قوات النظام على مناطق في حلب وحماة واللاذقية وإدلب، ومن ضمنهم 25 مدنياً، بينهم 10 أطفال و4 مواطنات قتلوا في سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مدينة حلب وبلدة الحاضر جنوب حلب وقرية الخندق وبلدة السقيلبية بريف حماة، و19 شخصاً قتلوا في انفجار شاحنة محملة بمواد شديدة الانفجار تعود ملكيتها للمجموعات الجهادية، وذلك في مدينة جسر الشغور غرب إدلب، و275 من المجموعات المتطرفة والفصائل قضوا خلال قصف جوي وبري وهجمات واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و284 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في هجمات للمجموعات الجهادية على مناطق متفرقة من المنطقة منزوعة السلاح».
كما وثق «المرصد السوري» منذ 15 فبراير (شباط) تاريخ اجتماع الرؤساء الروسي والتركي والإيراني مقتل 1219 شخصاً في مناطق الهدنة الروسية - التركية، وهم 503 مدنيين بينهم 127 طفلاً و112 مواطنة «قضوا في القصف الجوي الروسي والقصف الصاروخي من قبل قوات النظام والفصائل، ومن ضمن حصيلة المدنيين 49 بينهم 16 طفلاً و9 مواطنات استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام، و343 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين - إردوغان، من ضمنهم 203 مقاتلين من المتطرفين، و373 من قوات النظام والمسلحين الموالين». ومنذ الاتفاق الروسي - التركي، وثق «المرصد» مقتل 1448 شخصاً في مناطق الهدنة خلال تطبيق اتفاق بوتين - إردوغان.
من جهته، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأن «قوات الأسد وروسيا واصلت استهداف المناطق السكنية والمرافق العامة والطبية في إدلب وريف حماة بالأسلحة المحرمة دولياً، وأن الغارات استهدفت مناطق بعيدة عن الجبهات وخطوط التماس في عمق الريف الجنوبي».
وأوضح «الدفاع المدني» أن «النظام وروسيا استخدما خلال الهجمات العسكرية المستمرة، الصواريخ الفراغية والعنقودية وصواريخ C5؛ مما تسبب في حدوث دمار كبير جداً في المنازل والممتلكات واندلاع حرائق ضخمة في المحاصيل الزراعية».
وقال «الائتلاف» في بيان: «يأتي استخدام القنابل شديدة الانفجار كعقاب من المدنيين بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قوات الأسد في اليومين الماضيين على يد الجيش السوري الحر».
واعتبر الائتلاف الوطني أن «الدول الفاعلة قادرة» على وقف الهجمات العسكرية على مناطق المدنيين «لو أرادت ذلك»، إضافة إلى فرض الحل السياسي وفق القرارات الدولية.
زيادة النزوح من شمال سوريا الى حدود تركيا
ذكرت الأمم المتحدة ومنظمة طبية، الخميس، أن آلافاً آخرين من السكان في شمال غربي سوريا فرّوا من القتال المستعر هناك، في ظل هجوم مضاد تشنه فصائل المعارضة المسلحة، بعد حملة للقوات الحكومية على آخر جيب كبير تسيطر عليه المعارضة.
وبدأ الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية أبريل (نيسان) حملة قصف عنيف على إدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة لها، قائلاً إن المسلحين خرقوا الهدنة.
وأوقفت المعارضة هذا الأسبوع جانباً من التقدم الحكومي على جبهة القتال الرئيسية، مستعيدة بلدة كفر نبودة.
والقوات الحكومة مدعومة من القوة الجوية الروسية، في حين يساند معارضون تدعمهم تركيا الجماعة المتشددة الرئيسية التي تهيمن على إدلب.
واستعاد الأسد بعد مرور 8 سنوات على اندلاع الحرب الأهلية السيطرة على معظم مناطق سوريا، بينما انحصر وجود المعارضة المسلحة في شمال غربي البلاد. وتسيطر جماعات المعارضة التي تدعمها تركيا على شريط من الأرض على الحدود، في حين يهيمن مقاتلون يقودهم الأكراد على الشمال الشرقي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القتال شهد زيادة كبيرة في الضربات الجوية هذا الأسبوع حيث سقطت قنابل على بلدات وقرى في أنحاء الجزء الجنوبي من الجيب. وأضاف أن نحو 600 ضربة جوية استهدفت جيب المعارضة الخميس، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص فرّوا من العنف منذ نهاية أبريل (نيسان)، وهم في حاجة ملحة للغذاء والحماية.
وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، الذي يقدم المساعدة للمنشآت الصحية، إن عدد النازحين هذا الشهر ارتفع لأكثر من 300 ألف.
وأضاف أن معظمهم يلجأ إلى مناطق على الحدود مع تركيا؛ حيث تقام مخيمات عند الجدار الحدودي. | |
|