Date: May 4, 2019
Source: جريدة النهار اللبنانية
بيدرسن يفشل في تجاوز عقبة اللجنة الدستورية السورية
جنيف – موسى عاصي
أظهر اجتماع جنيف، الذي دام أقل من ساعة، بين المبعوث الأممي الى سوريا غير بيدرسن وممثلي مجموعة الدول الغربية – العربية المصغرة، أن مساعي تشكيل اللجنة الدستورية السورية المنبثقة من مؤتمر سوتشي لا تزال أمام حائط مسدود على رغم التصريحات الايجابية التي صدرت عن مبعوث الرئيس الروسي لسوريا الكسندر لافرنتييف في ختام قمة أستانا في 26 نيسان الماضي، والتي تحدث فيها عن تقدم مهم وعن الاقتراب من تشكيل اللجنة وبدء اجتماعاتها في جنيف.

وأفاد أحد الذين شاركوا في الاجتماع مع بيدرسن أن النقاش لا يزال متوقفاً عند معضلة الاسماء الستة ضمن لائحة المجتمع المدني في اللجنة الدستورية، والتي كان المبعوث الاممي السابق ستافان دو ميستورا قد رفضها بسبب اقتراب هذه الشخصيات من الحكومة السورية وأصر في حينه على ان تتولى الامم المتحدة بتسمية هذه الشخصيات. وعلم ان بيدرسن قدم للجانب الروسي اقتراح مناصفة يقضي تسمية الامم المتحدة ثلاث شخصيات من أصل ست، فرفضت دمشق الاقتراح دمشق وطلبت من المبعوث الاممي وضع لائحة بمجموعة موسعة من الاسماء على ان يعود الاختيار الأخير الى الحكومة السورية.

ونقل المبعوث الاممي هذه الاجواء الى مبعوثي المجموعة المصغرة التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا والسعودية ومصر والاردن، ولم يدل أي من ممثلي هذه الدول ولا المبعوث الأممي بتصريح بعد نهاية الاجتماع، كما لم يصدر أي بيان عن مكتب بيدرسن عن مسار الاجتماع، الامر الذي فسر في جنيف بأن الأمور باتت أكثر تعقيداً من ذي قبل.

والتقى المبعوث الاممي في جنيف ايضاً وفداً مصغراً من الهيئة العليا للمعارضة برئاسة نصر الحريري، الذي التقى أيضاً وفد المجموعة الدولية – العربية. وقال الحريري في تغريدة له ان النقاش تناول التصعيد الأخير في الاعمال العسكرية في شمال سوريا و"المجازر البشعة التي يرتكبها النظام وحلفاؤه روسيا وايران ضد المدنيين، وتم التركيز على كيفية الدفع في اتجاه وقف النار وتطبيق اتفاق سوتشي المبرم بين الرئيسين التركي والروسي".

وصرح أحد أعضاء الوفد لـ"النهار" ان الخلاف على اسماء لائحة المجتمع المدني لا يزال قائماً، مشيراً الى تعقيدات اضافية ظهرت في حال تشكيل اللجنة، كطريقة التصويت والنسب المطلوبة لاعتماد القرارات.

الى ذلك، قالت أوساط معارضة مقربة من موسكو إن التصعيد الأخير في شمال سوريا قد يكون ناتجاً من تفاهم حصل بين الجانبين التركي والروسي خلال الاجتماعات في مدينة نور سلطان عاصمة قازاقستان الجديدة (أستانا سابقاً) والتي تهدف الى التضييق على "جبهة النصرة" من أجل دفعها الى الموافقة على تسيير الدوريات الروسية – التركية المشتركة في محيط ادلب وفقا لما تم التفاهم عليه في قمة بوتين – اردوغان في سوتشي قبل بضعة أشهر.