Date: May 4, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
أنقرة تتحدث عن «مرونة» واشنطن في شأن «المنطقة الأمنية»
أنقرة: سعيد عبد الرازق
قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده بدأت ترى بعضاً من المرونة في موقف الولايات المتحدة إزاء «المنطقة الأمنية» المقترحة في شمال شرقي سوريا، واصفاً المباحثات التي أجراها مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري والوفد المرافق له، الأربعاء، بأنها «كانت مفيدة وإيجابية».

وذكر أكار أنهم ناقشوا مع المسؤولين الأميركيين جميع وجهات نظر ومواقف وعروض وطلبات تركيا، و«سعدت جداً برؤية جيفري ووفده، التي تقترب من وجهات نظرنا، وأرى أنه سيقترب بعضنا من بعض في القضايا الثنائية، وفي مقدمتها (المنطقة الأمنية) بسوريا، من خلال اللقاءات المقبلة».

وأكد وزير الدفاع التركي، في مقابلة تلفزيونية على هامش المعرض الدولي للصناعات الدفاعية «آيدف 14» في إسطنبول، أمس (الجمعة)، أن تركيا لا تقبل أن يكون هناك ما سماه «تهديداً إرهابياً» ضدها وضد شعبها وحدودها، في منطقة شرق الفرات بسوريا، وتعمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الصدد.

وقال: «مطلبنا من صديقتنا وحليفتنا وشريكنا الاستراتيجي، الولايات المتحدة، في هذا السياق، هو سحب (وحدات حماية الشعب الكردية)، التي لا فرق بينها وبين (حزب العمال الكردستاني) الذي يصنفه البلد (تنظيماً إرهابياً)، من المنطقة، وجمع الأسلحة منه، ونقله على بعد 30 إلى 40 كيلومتراً على الأقل نحو الجنوب عن حدودنا».

ولفت أكار إلى أن واشنطن كان لها موقف حيال هذا الموضوع منذ البداية، و«بدأنا نرى بعضاً من المرونة في هذا الموقف، وبالتالي نرحب باقترابهم من وجهة نظرنا».

وأضاف: «إلى جانب ذلك، أبلغنا أصدقاءنا، والسيد جيفري مرة أخرى، بأننا ضيعنا وقتاً كثيراً، ولذلك فإن هذا الأمر منح (الإرهابيين) إمكانات وفرصاً تشكل خطراً على أمن بلدنا وأمتنا وشعبنا، فضلاً عن ضرورة التخلص من هذا الأمر في أقرب وقت».

كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال أول من أمس، في تعليق على مباحثات جيفري والوفد الأميركي في تركيا، إن بلاده والولايات المتحدة يقتربان من الاتفاق على المنطقة الأمنية في شمال شرقي سوريا.

من جانبها، وصفت نائبة المتحدث باسم السفارة الأميركية في أنقرة، رايجان ستوكس، لقاءات جيفري، مع المسؤولين الأتراك، بـ«الإيجابية والبناءة». وقالت، في بيان حول المباحثات، إن الجانبين الأميركي والتركي يواصلان إحراز تقدم في معالجة المخاوف المشتركة بشأن سوريا.

ولفتت أن جيفري التقى في أنقرة، الأربعاء، وزير الدفاع والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، ونائب وزير الخارجية سادات أونال. وتناولت اللقاءات مجموعة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، أهمها المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، وإرساء الاستقرار والأمن في شمال سوريا، بالتزامن مع سحب الولايات المتحدة لقواتها، وقرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن الحرب السورية، وهزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت ستوكس إن جيفري سيواصل محادثاته مع المسؤولين الأتراك في المستقبل القريب.

كان جيفري ووفد أميركي ضمّ نائب مساعد وزير الخارجية، جويل رايبورن، أجرى مباحثات في أنقرة وإسطنبول مع المسؤولين الأتراك حول الملف السوري وموضوعات أخرى تهم الجانبين.

وكشف موقع «المونيتور» الأميركي، أن واشنطن طلبت من تركيا تسلم عفرين التي سيطرت عليها من أيدي «وحدات حماية الشعب الكردية» بعملية عسكرية بمشاركة فصائل موالية من الجيش السوري الحر، مشيراً إلى أن القائد العام لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» الذي تشكل «الوحدات الكردية» عموده الفقري، مظلوم كوباني، التقى جيفري قبل أسبوعين في شمال سوريا، وطرح عليه هذا الاقتراح.

ونصّ الاقتراح على إدراج رمزي لجنود أتراك في شرق الفرات، لمراقبة «المنطقة الأمنية» ‏المزمع إنشاؤها في شمال سوريا، بشرط خروج الجيش التركي من عفرين. وأشار الموقع إلى أن قائد «قسد» تعهد للمبعوث الأميركي بدراسة الموضوع، في حال انسحاب الجيش التركي والفصائل الموالية له من ‏عفرين.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها المتمركزة في مناطق عملية «درع الفرات» بسوريا، قصفت مواقع لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

وقالت الوزارة، عبر «تويتر»، إن القصف جاء رداً على «هجمات استفزازية» قامت بها عناصر قوات الحماية ضد القوات التركية المتمركزة في مناطق درع الفرات، وجاء الرد التركي عبر المدفعية والدبابات المتمركزة في مناطق درع الفرات. واستهدفت «الوحدات الكردية»، الأربعاء، حاجز الشط بمحيط مدينة أعزاز شمال حلب، ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة 4 آخرين، إلى جانب عناصر من الفصائل الموالية لتركيا، وردت القوات التركية والفصائل المتمركزة في مناطق «غصن الزيتون ودرع الفرات» باستهداف معاقل «الوحدات الشعبية» في مطار منغ ومرعناز وتل رفعت، محققة إصابات مباشرة أدت إلى مقتل وإصابة عدد من العناصر وتدمير آليات وعربات عسكرية.