Date: May 4, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
الحكومة المغربية تحدد تاريخ استئناف حوارها مع أساتذة التعاقد
الرباط: «الشرق الأوسط»
دعت وزارة التربية والتعليم المغربية النقابات التعليمية الخمس، وممثلي التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين، إلى استئناف الحوار حول ملف التعاقد، وذلك بعد مرور أسبوع على عودة الأساتذة المتعاقدين للمدارس، وإنهاء الإضراب والاحتجاجات، التي دامت أكثر من سبعة أسابيع متواصلة، أربكت السير العادي للموسم الدراسي في عدد من المدن والمحافظات.

وأكد مصدر نقابي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، اتصلت مساء أول من أمس بممثلي النقابات التعليمية، ودعتهم لحضور اجتماع، رفقة ممثلي التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين في العاشر من مايو (أيار) الحالي.

ويرتقب أن تعزز الدعوة إلى الحوار منسوب الثقة بين الحكومة والأساتذة المتعاقدين، وذلك بعد الأيام العصيبة، التي عاشتها الرباط الأسبوع الماضي، عقب تنفيذ الأساتذة إنزالا وطنيا، صاحبته مسيرات واعتصامات متواصلة، تصاعدت حدتها إثر قرار الحكومة إلغاء الحوار، وربط استئنافه بالتحاق الأساتذة بمقرات عملهم، وهو ما تم في آخر المطاف. كما شهد الأسبوع ذاته لجوء السلطات الأمنية للقوة في فض اعتصام ليلي للأساتذة المتعاقدين، كانوا ينوون فيه تنفيذ مبيت أمام مبنى البرلمان، وهو الأمر الذي أدى إلى تسجيل إصابات عدة في صفوفهم، بلغت نحو أربعين إصابة.

ويتابع الشارع المغربي باهتمام كبير ملف الأساتذة المتعاقدين، البالغ عددهم نحو 55 ألف أستاذ، حيث يتطلع الجميع لإنهاء الملف وضمان استمرارية التدريس، وحق المتعلمين في الزمن المدرسي، بعد أن بات شبح السنة البيضاء يتهدد الموسم مع ارتفاع مستوى الاحتقان وحدته، نتيجة تشبث كل طرف بموقفه، إذ يؤكد الأساتذة حقهم في مطلب الإدماج في الوظيفة العمومية، فيما تعتبر الحكومة، في المقابل، التوظيف الجهوي خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه.

في غضون ذلك، نفذت النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، أمس، اعتصاما «إنذاريا جزئيا للمسؤولين الوطنيين أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط»، ودعت لإضراب عن العمل يومي 14 و15 مايو الحالي.
وتعهدت النقابات الخمس في بيان لها، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بتنظيم «وقفات ومسيرات الشموع بالأقاليم والمحافظات كل يوم سبت، بعد صلاة التراويح طوال شهر رمضان». كما أعلنت في برنامجها النضالي تنفيذ «اعتصامات أعضاء المكاتب الجهوية داخل الأكاديميات؛ سيحدد وقتها وشكلها من طرف المكاتب الجهوية».

كما دعت النقابات التعليمية أعضاءها إلى حمل الشارة السوداء طوال شهر رمضان، وخلال أيام الامتحانات الإشهادية، بهدف الضغط على الحكومة والوزارة من أجل الاستجابة لمطالبها، المتمثلة أساسا في تحسين الوضع المادي، وشروط الترقي، والتعويض عن العمل في المناطق النائية.