Date: May 3, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
الجيش اليمني تقدم في الجوف والحوثيون دفعوا بتعزيزات إلى التحيتا
«فريق التقييم»: إجراءات استهداف معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء صحيحة
تعز: «الشرق الأوسط»
بعد 48 ساعة من دفع تعزيزات كبيرة لها إلى مديرية حيس، جنوب مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، دفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية بتعزيزات عسكرية باتجاه مديرية التحيتا جنوب الحديدة، الخميس، مع استمرارها بالتصعيد العسكري في المحافظة، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن، واستمرار اختطاف الانقلابيين لامرأتين بعد إطلاق ثلاث فتيات بفدية مادية شمال الحديدة.

وقالت ألوية العمالقة في جبهة الساحل الغربي بأنه في «إطار خروقاتها اليومية للهدنة الأممية ومواصلة التصعيد العسكري، حشدت ميليشيات الحوثي قوات كبيرة باتجاه مديرية التحيتا، وتم رصد تحركات لعشرات الآليات العسكرية الحوثية تقل مقاتلين تابعين للميليشيا نحو خطوط التماس في المديرية».

وذكرت أن «الميليشيات استهدفت المواقع التي تتمركز فيها قوات العمالقة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة ومنها سلاح 14.5 وبالأسلحة القناصة مما أدى لإصابة جندي من قوات ألوية العمالقة برصاص الميليشيات»، وأن «جماعة الحوثي الموالية لإيران بالغت بخروقاتها وعملياتها العسكرية التي تستهدف مواقع ألوية العمالقة والقوات المشتركة بشكلٍ يومي في كافة مناطق محافظة الحديدة».

وكانت الميليشيات الحوثية دفعت بتعزيزات عسكرية، قبل يومين، جديدة نحو مديرية حيس، واستقدمت مئات المقاتلين المدججين بالأسلحة والعتاد والآليات العسكرية.

وفي ظل تصعيدها العسكري، أطلقت ميليشيات الانقلاب، مساء الأربعاء، النار وبكثافة على وحدات عسكرية للقوات المشتركة المرابطة في منطقة كيلو (16)، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، ومديرية الدريهمي حيث ذكرت وحدة الرصد والمتابعة التابعة للعمالقة «إقدام الميليشيات بقصف مواقع قوات العمالقة بعدد من أسلحة المعدل وقذائف الهاون عيار 120 ومدفع 23 وكذلك سلاحي 14.5 و12.7».

وفي الحديدة، أيضا، تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية التمادي بانتهاكاتها ضد الإنسانية ومخالفة الأعراف اليمنية التي تولي المرأة التقدير والحماية للنساء. وكشفت رابطة أمهات المختطفين في الحديدة، في بيان لها، قيام «جماعة الحوثي المسلحة يوم 23 أبريل (نيسان) 2019م باختطاف امرأتين وثلاث بنات بمحافظة الحديدة، وهن فاطم أحمد شريبة 72 عاما، وجابرة حسن عواض 30 عاما، والطفلة حليمة قاسم حسن هبه 4 أعوام ورحمة قاسم حسن هبه 5 أعوام، وفاتن طلال حسن هبه 5 سنوات، بعد توقيف الباص (الحافلة) الذي كان يقلهن في نقطة الكدن، شمال الحديدة، الساعة التاسعة والنصف مساء، واقتيادهن بشكل مهين إلى أحد المنازل التي استولى عليها الحوثيون وحولوه إلى سجن للمواطنين».

وأشارت إلى أن الحوثيين «أفرجوا عن البنات بعد يوم من اختطافهن مقابل دفع فدية مالية قدرها «200» ألف ريال يمني، وأبقوا على الحاجة فاطم والسيدة جابرة داخل السجن في ظل حرارة شديدة دون تهوية، وسلبوا أموالهما التي كانت بحوزتهما، وتتعرضان للتعذيب النفسي؛ ورغم كبر سن الحجة فاطم وإصابتها بأمراض مزمنة وحاجتها لتلقي العلاج؛ فقد أضربت عن الطعام داخل السجن».

وناشدت الأمهات «الضغط لإطلاق سراح السيدتين فاطم وجابرة وإعادتهما إلى عائلتيهما دون قيد وشرط». كما دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان العمل بـ«التزامها الإنساني والقانوني لإطلاق سراحهما ونشطاء حقوق الإنسان وحقوق المرأة مساندتنا لإنقاذهما وكل النساء في اليمن».

وحملت الأمهات في بلاغها «جماعة الحوثي المسلحة كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه النساء المختطفات». وطالبت «بسرعة إطلاق سراحهن دون قيد أو شرط، وبمحاسبة من اختطفهن وقام بتعذيبهن».

إلى ذلك، أفاد مصدر في المقاومة الشعبية في البيضاء، وسط اليمن، الـ«الشرق الأوسط» بـ«تجدد المعارك بين قبائل قيفة وميليشيات الحوثي بعد محاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش في جبل نوفان الاستراتيجي بمديرية القريشية». ولفت إلى أن «ميليشيات الحوثي تواصل قصفها على قرى منطقة الحبج بمديرية الزاهر بآل حميقان، الآهلة بالسكان».

جاء ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الجيش الوطني، من اللواء التاسع حرس حدود التابع للمحور الشمالي في الجوف، شمالا، وبقيادة العميد هيكل محمد حنتف من إحراز تقدم جديد في مديرية الحشوة، التابعة لمحافظة صعدة من جهة محافظة الجوف، شمال شرقي البلاد.

وقال الإعلام الحربي للواء الأول حرس حدود، بأن «اشتباكات عنيفة، دارت منذ منتصف الليل من صباح الخميس، بين أفراد اللواء التاسع حرس حدود التابع للمحور الشمالي في الجوف بقيادة العميد هيكل محمد حنتف قائد المحور وقائد اللواء الأول حرس حدود بمديرية الحشوة في محافظة صعدة، من جهة، وبين عناصر ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، من جهة أخرى، شنت خلالها وحدات من الجيش الوطني هجوما مباغتا لمواقع الميليشيات الانقلابية خلف الربعة تجاه جبال بركان واستطاعت طرد الميليشيات من جميع المواقع التي كانت توجد فيها وتأمينها».

ونقل الإعلامي الحربي، عن مصدر عسكري في اللواء التاسع حرس حدود، تأكيده أن الجيش «باغت العدو (الميليشيات الحوثية) في مواقعهم التي كانوا يهاجمون فيها القوات الموجودة في الربعة كما كان لهم قناصة موجودة في تلك المواقع، وتمكنا من تأمين مواقعنا في الربعة وتقدمنا مسافة خمسة كيلومترات اتجاه الحشوة وانتزعنا من العدو عدة تباب كان يتمركز فيها».

وقال بأن «قوات اللواء بالتعاون والتنسيق مع قوات اللواء الأول حرس حدود في المحور الشمالي ستفاجأ العدو (الحوثيين) بعمليات عسكرية في الأيام القادمة»، متوعدا «الانقلابيين بمعارك حاسمة ستنهي وجودهم في كل من الحشوة ومديريات برط».

وفي الضالع بجنوب البلاد، استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، الأربعاء، معسكر «حلم» الخاضع لسيطرة الانقلابيين في مديرية قعطبة، شمالا، حيث تركز القصف على مواقع الانقلابيين في المعسكر وتجمعات أخرى في منطقة شليل وبأطراف منطقة هجار، شمال قعطبة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين علاوة على تدمير آليات عسكرية.

واشتدت حدة المعارك، خلال الساعات الماضية، في الفاخر بجبهة العود، شمالا، في استماتة من الجيش والمقاومة الشعبية تطهير المنطقة من ميلشيات الانقلاب وسط تكثيف ميليشيات الحوثي من قصفها على القرى السكنية، وذلك بالتزامن مع مواجهات مماثلة شهدتها منطقة عزاب وهجار والقعرة في مريس، شمالا.

«فريق التقييم»: إجراءات استهداف معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء صحيحة
أكد سيطرة الميليشيات الحوثية على مستودعات الحديدة واستخدامها مخازن أسلحة وذخيرة

الرياض: عبد الهادي حبتور
أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن، أن إجراءات قوات التحالف باستهداف معسكر الشرطة العسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء عام 2017 كانت صحيحة وتتوافق مع القانون الدولي الإنساني.

وأوضح المستشار منصور المنصور، المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث، أن الفريق وبمبادرة منه رصد ما نشر في وسائل الإعلام من تقارير عن قيام التحالف بتاريخ 13 ديسمبر (كانون الأول) 2017 بقصف معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات الحوثية؛ ما أسفر عن مقتل نحو 39 شخصاً، وإصابة آخرين بعضهم من السجناء، وأن مسؤولاً في المعسكر أفاد بأن طائرات التحالف شنّت غارات على المعسكر الواقع شرق صنعاء ويتواجد به 180 سجيناً.

وأضاف المنصور خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في الرياض: «بعد التحقق والتقصي، تبين للفريق أن معلومات استخباراتية وردت للتحالف عن سيطرة ميليشيا الحوثي على معسكر الشرطة العسكرية (...) ورصد أفراد وتجمعات تأكد تبعيتها للميليشيات الحوثية، وبالتالي يعتبر هدفاً عسكرياً عالي القيمة، ونفّذ التحالف مهمة جوية على معسكر الشرطة الذي يتواجد به قياديون وتجمعات للميليشيا الحوثية المسلحة باستخدام قنابل موجهة أصابت أهدافها بدقة».

وأوضح المتحدث باسم «فريق التقييم»، أن تسجيلات الفيديو تؤكد أن التحالف اتخذ الاحتياطات كافة اللازمة لتقليل الأضرار قدر الإمكان أثناء الاستهداف.

وفيما يخص السجناء والمعتقلين، قال المنصور: «تبين للفريق أنه لم يتم إشعار التحالف من أي جهة دولية أو إنسانية بوجود سجن أو معتقل داخل المعسكر، كما أوضحت الصور الفضائية عدم وجود أي شعارات تبين وجود معتقل أو سجن داخل المعسكر، واتضح للفريق بعد تنفيذ العملية العسكرية وجود أشخاص في معتقل سري داخل أحد مباني معسكر الشرطة، والتحالف لم يكن على علم بالموضوع».

وشدد المنصور على أن القانون الدولي واضح بوجوب إبعاد أي من المباني التي تستخدم لاحتجاز أسرى الحرب أو المعتقلين السياسيين عن منطقة العمليات العسكرية، وألا يكون هناك أي استخدام للمباني في العمليات العسكرية. وتابع: «على ضوء ذلك، توصل الفريق المشترك إلى أن الإجراءات التي تمت من التحالف صحيحة وتتوافق مع القانون الدولي، كما يرى الفريق من جانب إنساني مبادرة التحالف تقديم المساعدات للمصابين وذوي القتلى من المعتقلين الذي قضوا نحبهم».

وفي حالة أخرى وردت للفريق من منظمة «هيومن رايتس ووتش» لعام 2016 تفيد بأن قوات التحالف ضربت عنبرين من أصل خمسة تستخدم للتخزين في منطقة صناعية بالحديدة، أفاد المتحدث باسم الفريق بأنه بعد التحقق تبين ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن ميليشيا الحوثي استولت على مستودعات واستخدمتها مخازن أسلحة وذخيرة، فنفّذت قوات التحالف في 6 يناير (كانون الثاني) 2016 مهمة جوية على الهدف المؤلف من مخازن أسلحة في الحديدة باستخدام قنبلتين موجهتين وكانت الإصابة مباشرة، وبالتالي كانت إجراءات التحالف صحيحة.

كما فند الفريق ما ورد في تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان اليمنية حول قصف طيران التحالف في ديسمبر (كانون الأول) 2017 منازل في الخوخة بالحديدة أدى إلى وقوع 21 ضحية وإصابة أربعة آخرين. وأضاف: «كانت الميليشيات الحوثية تتحصن في مبنيين أثناء اشتباكات أرضية مع قوات الجيش الوطني اليمني، فنفّذ التحالف مهمة إسناد جوي للوحدات الأرضية باستهداف ثلاثة أهداف عسكرية بواسطة قنابل موجهة أصابت أهدافها».

ولفت إلى أن أقرب موقع تم استهدافه يبعد 11 كيلومتراً من موقع الإحداثيات الوارد في الادعاء، ويبعد 2.4 كيلومتر عن قرية قطابا بالخوخة محل الادعاء، كما أن وقت الاستهداف يختلف بأربع ساعات عن الادعاء. وتطرق إلى أن تقارير استخباراتية تحدثت عن قيام ميليشيا الحوثي باستهداف قرى المدنيين في قطابا بصواريخ الكاتيوشا في زمن الادعاء نفسه الوارد في التقرير، وبالتالي فإن التحالف لم يستهدف القرية والإجراءات التي تمت صحيحة.