Date: Apr 30, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
عرب في دير الزور يحتجون على حكم فصيل كردي
عمان - لندن: «الشرق الأوسط»
ذكر سكان ومحتجون وقادة عشائر أن العرب في محافظة دير الزور شرق سوريا، صعدوا احتجاجاتهم ضد فصيل كردي مسلح متحالف مع الولايات المتحدة يسيطر على المحافظة الغنية بالنفط بعد انتزاع السيطرة عليها من تنظيم داعش.

وقالوا إن مظاهرات بدأت قبل 5 أيام ضد حكم قوات سوريا الديمقراطية في سلسلة بلدات من البصيرة إلى الشحيل، في حزام استراتيجي للنفط في قلب أراضٍ تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات.

وأحرق المحتجون إطارات على امتداد طريق سريعة من دير الزور إلى الحسكة تستخدمها شاحنات النفط، في تجارة مربحة سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمة «داعش» هناك في أواخر 2017.

وكتب المحتجون على لافتة في قرية الشنان التي أرسل السكان صورها لـ«رويترز» ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي: «أين نفطنا؟ وارداتنا أين؟ لن نقبل بعد اليوم نقل ثرواتنا خارج مناطقنا».

وقال سكان ومحتجون وقادة عشائر إن السكان الغاضبين أجبروا شاحنات النفط من حقل العمر القريب، وهو أكبر الحقول التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، على العودة، لغضبهم مما يعتبرونها سرقة للنفط من مناطقهم.

وهتف المحتجون في الحصين، وهي من البلدات التي تشهد احتجاجات كبيرة: «لا للاحتلال الكردي».

وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية هي شريك الولايات المتحدة الرئيسي في سوريا وطردت «داعش» من مساحة شاسعة من الأرض في شمال سوريا وغربها على مدى السنوات الأربع الماضية.

ورفضت وحدات حماية الشعب رسمياً التعليق على الاضطرابات، لكن مسؤولين قالا لـ«رويترز» في أحاديث خاصة، إنها بدأت محادثات مع زعماء العشائر بشأن مطالب السكان المحليين التي تشمل إنهاء الاعتقالات التعسفية.

وواصلت قوات سوريا الديمقراطية بيع النفط للحكومة السورية في دمشق رغم هواجس الولايات المتحدة. وزادت شحناتها في الأسابيع الأخيرة لتخفيف نقص حاد في الوقود نجم إلى حد ما عن العقوبات الأميركية على إيران، وهي داعم مالي رئيسي للحكومة السورية الأمر الذي أضر بالاقتصاد السوري.

وبطرد «داعش» من دير الزور، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على مجموعة من أكبر حقول النفط السورية لتسبق الجيش السوري وداعميه الروس في السيطرة عليها.

وتسيطر الحكومة السورية على مناطق غرب نهر الفرات بها موارد نفط أقل.

لكن سكاناً وشيوخ العشائر يقولون إن الاستياء من حكم قوات سوريا الديمقراطية زاد بين السكان الذين يغلب عليهم العرب، إذ يعترض كثير منهم على التجنيد الإجباري للشباب الذكور وعلى وجود تمييز على مستوى طبقات القيادة العليا.

وفي ظل تدهور الأحوال المعيشية، وافتقار كثير من البلدات للكهرباء، يشكو السكان العرب من أن الإدارة التي تقودها وحدات حماية الشعب تحابي المناطق التي يغلب عليها الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وأثار احتجاز سكان عرب غضب السكان المحليين، لكن مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية ينفون وجود تمييز ويقولون إنهم كانوا هم أنفسهم ضحايا لسياسات عربية قومية أنكرت عليهم ثقافتهم قبل اندلاع الصراع السوري في عام 2011.

ورفع متظاهرون غاضبون ببلدة الطيانة لافتة الأحد تقول: «سجون قوات سوريا الديمقراطية... العرب 100 في المائة الأكراد صفر في المائة. أين العدل؟».

وفي تغطيته للمظاهرات، عرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات لشاحنات نفط يتم إيقافها وتحويل مسارها وزعمت أن قوات سوريا الديمقراطية أطلقت الرصاص الحي على المحتجين.