Date: Apr 26, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
تفاهمات الصدر والعامري تربك التحالفات في العراق
بغداد: حمزة مصطفى
رغم تعثر المفاوضات التي كانت عقدتها كتلتا «سائرون» بقيادة زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر و«الفتح» بقيادة زعيم «منظمة بدر» هادي العامري في التوصل إلى صيغة تفاهم متقدمة قد تعيد بناء التحالفات من جديد، فإن مصادر عراقية مختلفة أكدت أن الأسبوع المقبل قد يشهد استكمال تشكيلة الحكومة.

وكان رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أعلن خلال زيارته الولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي، أن التفاهمات بشأن التشكيلة الوزارية وصلت إلى «مراحل متقدمة» وأنها ستحسم خلال أيام. وأكدت مصادر مطلعة على تفاصيل زيارته لأربيل ولقائه مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني، أن الرجلين «حسما ما تبقى من الخلافات السياسية التي كانت لا تزال تعيق إكمال تشكيل الحكومة».

ويقود الرئيس العراقي برهم صالح من جانبه حراكاً سياسياً بهذا الاتجاه عبر لقاءات أجراها مع كبار السياسيين العراقيين، وفي مقدمهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس «تحالف القرار» أسامة النجيفي. وركز البيانان الصادران من مكتب الرئيس بشأن الاجتماعين على «أهمية التوصل إلى توافقات بين مختلف الفرقاء من أجل إكمال التشكيلة الوزارية في أسرع وقت ممكن».

وتوقفت المفاوضات بين «الفتح» و«سائرون» اللتين كانتا قطعتا شوطاً كبيراً في التفاهمات، ما أربك الوضع السياسي فيما يتعلق بباقي التحالفات ضمن التحالفين الرئيسيين «الإصلاح والإعمار» و«البناء».

ويري مراقبون أن سبب تراجع الكتلتين عن المضي إلى المزيد من التفاهمات يعود إلى احتمال تشكيل كتلة معارضة لهما قد تفكك التحالفات القائمة، ما يؤدي إلى إرباك الوضع السياسي. ويقول القيادي في «تحالف الإصلاح والإعمار» حيدر الملا لـ«الشرق الأوسط» إن «تفاهمات الفتح وسائرون هي الأقرب إلى الواقع كونها تحالفات تعرف ما تريد وتؤمن بأنها الكتلة الأكبر وتشكل كتلتين متراصتين لعوامل عدة».

وأوضح أنه «ليس بإمكان أحد من نواب الكتلتين أن يخرج عن إرادة أي من الكتلتين، فهناك من يضبط الإيقاع داخلهما». وأضاف أن «التفاهمات بين الكتلتين واقعية رغم أن بينهما صراعات. لكن كل طرف فيهما يرى أن مرحلة عادل عبد المهدي هي مرحلة انتقالية ويريد أن يستثمرها كي يقوي نفسه».

وأعلن النائب عن «تيار الحكمة» محمود ملا طلال في تصريح صحافي أن «الاتفاق بين كتلتي الفتح وسائرون انتهى إلى تسمية قائد جهاز مكافحة الإرهاب السابق الفريق عبد الغني الأسدي لمنصب وزير الداخلية»، مشيراً إلى تأييد تياره لهذا الاختيار. وفيما يتعلق بمنصب وزير الدفاع، أكد ملا طلال أن «هناك أربعة أسماء أمام رئيس الوزراء، أبرزها صلاح الحريري».

لكن رئيس «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي توقع «فشل» التوافقات على أساس المناصب. وقال في تغريدة، أمس، إن «جميع التوافقات التي بنيت على أساس المناصب والمكاسب فشلت وستفشل، بل وحتى المواقف التي تبنى على ذلك سرعان ما تتبدل». وأضاف أن «المحاصصة أضعفت العملية السياسية وأجهدتها، وهي الوباء الذي يهدد وجود الدولة بأكملها».

وشدد رئيس «تحالف الإصلاح والإعمار» عمار الحكيم على «ضرورة التصدي للمسؤولية». وقال في تغريدة إن «التصدي للعمل السياسي ليس ترفاً، بل هو مسؤولية وطنية سيحاسب عليها التاريخ والشعب». وأضاف: «ليس من عذر لأي طرف سياسي إن لم يكن على قدر تلك المسؤولية وبحجم الثقة التي مُنحت له».