Date: Mar 29, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
تحليل: هل من جديد في الغارات الاسرائيلية؟
لندن: إبراهيم حميدي
بالتزامن مع انعقاد اجتماع في مجلس الأمن لبحث قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان الذي قوبل برفض عربي واوروبي، أعلنت دمشق تصدي الدفاعات الجوية السورية لـ«عدوان جوي إسرائيلي» شمال شرقي حلب، في وقت أعلن فيه «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القصف استهدف «مخزناً للسلاح تابعاً لإيران» ما أسفر عن مقتل موالين لطهران، وحرائق، وانقطاع الكهرباء عن ثاني أكبر مدينة سورية.

هذه الغارات لم تكن الأولى خلال السنوات الأخيرة، إذ حصلت آخرها في 21 يناير (كانون الثاني) عندما أعلنت تل أبيب توجيه ضربات «طالت مخازن ومراكز استخبارات وتدريب تابعة لـ«فيلق القدس» الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، إضافة إلى مخازن ذخيرة وموقع في مطار دمشق الدولي.

لكن غارات مساء أول من أمس، اكتسبت أبعاداً جديدة، هي:

1- جاءت بعد أيام من إعلان ترمب السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، الأمر الذي قوبل برفض عربي وأوروبي وأممي. وبررت واشنطن قرارها بزيادة النفوذ الإيراني قرب الجولان وفي سوريا. ونص قرار ترمب: «لا تزال الأعمال العدوانية التي تقوم بها إيران والجماعات الإرهابية، بما في ذلك (حزب الله)، في جنوب سوريا، تسمح لمرتفعات الجولان بأن تكون أرضاً محتملة لإطلاق الهجمات على إسرائيل. وإن أي اتفاق سلام ممكن في المستقبل في المنطقة لا بدّ أن يراعي حاجة إسرائيل لحماية نفسها من سوريا والتهديدات الإقليمية الأخرى. بناءً على هذه الظروف الفريدة، من المناسب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان». وقوبل بيان ترمب ببيانات من معظم الدول العربية والدول الأوروبية في مجلس الأمن؛ لأنه خرق مبدأ أساسياً في ميثاق الأمم المتحدة، نص على «عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة»، إضافة إلى خرقه لمبدأ «الأرض مقابل السلام»، جوهر عملية السلام التي رعتها إدارات أميركية سابقة.

2- جاءت الغارات بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران في 25 فبراير (شباط) الماضي، كانت العلنية الأولى منذ ثماني سنوات، وذلك بهدف تنسيق المواقف ضد الوجود الأميركي والغارات الإسرائيلية، وسط صمت روسي، إذ استبقت لقاء الأسد والمرشد الإيراني علي خامنئي، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو بعد يومين.

3- بعد زيارة نتنياهو إلى موسكو في 27 فبراير الماضي، في أول زيارة له منذ التوتر الروسي - الإسرائيلي على خلفية إسقاط طائرة روسية في سبتمبر (أيلول). وطلب نتنياهو من موسكو التحكم في منظومة الصواريخ «إس - 300» إضافة إلى تشغيل «منع الصدام» القائم بين تل أبيب وقاعدة حميميم. وحذر نتنياهو وقتذاك إيران وسليماني من هجمات إضافية في سوريا.

4- بعد أسبوع من استضافة دمشق لاجتماع رؤساء الأركان: السوري والعراقي والإيراني، لبحث خطة عمل مشترك ضد الوجود الأميركي شرق سوريا، وفتح الحدود مع العراق، أحد المعابر الرئيسية من طهران إلى دمشق وبيروت.

5- بعد وصول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق ولقائه الأسد، وبقائه في العاصمة السورية ليومين، للخوض في تفاصيل عسكرية، تركز على ضرورة توخي الحكومة السورية «الواقعية» في مقاربة ملفي شرق الفرات وإدلب. زيارة شويغو جاءت أيضاً بعد محادثات نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين.

6- حصلت في عمق الأراضي السورية، ذلك أن حملات القصف السابقة كانت تستهدف مناطق في دمشق ووسط سوريا وغربها. حصلت غارة واحدة على موقع إيراني في ريف دير الزور، شمال شرقي البلاد.

7- بعد تردد أنباء عن نقل مقر قيادة القوات الإيرانية من قرب دمشق إلى شمال سوريا، إثر انسحاب تنظيمات تابعة لإيران من ريفي درعا والقنيطرة، بناء على طلب روسيا.

8- تزامنت مع معلومات حول زيادة النفوذ الإيراني في شمال سوريا وشمالها الشرقي؛ خصوصاً في ريف دير الزور وفي الجنوب السوري، وتجنيد شباب سوريين في تنظيمات تابعة لإيران.

9- تزامنت مع حديث عن توتر روسي - إيراني ميداني واقتصادي، وقيام تنظيم موالٍ لروسيا بالهجوم على موقع تابع لدمشق في درعا.

10- انتهاء «داعش» جغرافياً شرق سوريا، وإعلان واشنطن إبقاء 400 جندي في قاعدة التنف وشرق الفرات لمنع عودة «داعش»، وملاحقة خلاياه، وضبط نفوذ إيران.