| | Date: Feb 28, 2019 | Source: جريدة الحياة | | نتانياهو يؤكد من الكرملين تصميمه على استهداف إيران وميليشياتها في سورية | موسكو - سامر إلياس
شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن تل أبيب «مصممة على مواصلة العمل ضد محاولات إيران التموضع في سورية»، وفي القمة الأولى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية «إيل 20» قرب السواحل السورية أشار نتانياهو إلى أن «العلاقة المباشرة بين الطرفين منعت احتكاكات بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، وساهمت في أمن المنطقة واستقرارها».
وفي مؤشر إلى تقدم في جهود انهاء الخلاف بين البلدين، قبل بوتين دعوة لزيارة القدس، وقال إنه «من المهم مواصلة التعاون بين الطرفين». وفيما يرفض النازحون في مخيم الركبان جنوب شرقي سورية العودة إلى مناطق سيطرة النظام على رغم الظروف المأسوية، اتهمت روسيا والنظام السوري الولايات المتحدة بمنع خروج النازحين من المخيم و«تضليلهم» في شأن ما سيحدث لهم إذا قرروا العودة إلى مناطق النظام، وجدد الطرفان مطالبة واشنطن سحب قواتها من سورية.
وأفاد الكرملين في بيان بعد انتهاء المحادثات بأن الزعيمين «بحثا قضايا التعاون بين البلدين في المجالين التجاري الاقتصادي والإنساني، والملفات الدولية والإقليمية الملحة، وبخاصة الوضع في سورية والتسوية الفلسطينية - الإسرائيلية». وفي مستهل اللقاء قال بوتين: «بالطبع من الأهمية بمكان بحث الوضع في المنطقة ومناقشة قضايا الأمن»، مشدداً على «أهمية الاتصالات من هذا النوع بين البلدين»، وزاد: «اتفقنا منذ وقت طويل على إجراء هذا اللقاء. إن الحياة تتطور وتستدعي إجراء مشاورات كهذه على أعلى المستويات».
وقال نتانياهو: «إن العلاقة المباشرة بين الطرفين منعت احتكاكات بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سورية»، مشيراً إلى أن هذه العلاقة المباشرة «ساهمت في أمن المنطقة واستقرارها».
وشدد نتانياهو على أن «التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة وأمنها هو إيران والقوى التابعة لها»، وأكد أن إسرائيل «مصممة على مواصلة العمل ضد محاولات إيران التموضع في سورية». وفي إشارة إلى تنسيق البلدين في سورية، قال نتانياهو إنه التقى بوتين 11 مرة منذ أيلول (سبتمبر) 2015 أي منذ التدخل العسكري الروسي في سورية.
وذكرت مصادر إعلامية روسية أن نتانياهو أحضر خريطة بقواعد تمركز إيران وميليشياتها اللبنانية والعراقية والأفغانية في سورية. وأوضحت أن نتانياهو يسعى إلى انهاء ملف اسقاط طائرة «إيل 20» ومقتل طاقمها، ما أدى إلى أزمة بين البلدين مع اتهام موسكو الطيارين الإسرائيليين بتعمد التمويه خلف الطائرة الروسية ما جعلها هدفاً للمضادات الجوية السورية. وبعدها قررت موسكو تسليم دمشق منظومة «إس 300» المتطورة، إضافة إلى دعمها بوسائل للحرب الإلكترونية والتشويش، لكن تل أبيب شنت غارات على مطار دمشق والجنوب السوري استهدفت مواقع قالت إنها تستخدم من إيران و«حزب الله».
ولفتت المصادر إلى أن «حضور رئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شابات ورئيس الاستخبارات العسكرية تامير هيمان القمة، يشير إلى رغبة في طي حادث اسقاط الطائرة الروسية».
ومنذ 17 أيلول (سبتمبر) الماضي، تواصل بوتين ونتانياهو مرات هاتفياً، غير أنهما لم يلتقيا إلا لوقت قصير في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في باريس على هامش احتفالات إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى.
وكان نتانياهو استبق القمة بالتأكيد أن سيبحث «تفصيلياً مع الرئيس بوتين كيفية تنسيق الجيش الروسي مع القوات الاسرائيلية لمنع الاحتكاكات والمواجهات بينهما».
وبعد نحو أسبوع على إعلان روسيا والنظام فتح «ممر آمن» لخروج المدنيين من مخيم الركبان من دون تسجيل خروج أي شخص، اتهم بيان مركز تنسيق عودة اللاجئين الروسي والسوري في بيان الولايات المتحدة الأميركية بمنع مغادرة المدنيين، وجدد مطالبتها سحب ما تبقى من قواتها العسكرية من سورية.
وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة في منطقة التنف تمنع خروج النازحين وتضللهم بشأن عدم إمكانية مغادرة مخيم الركبان»، وزاد أن «قيادة القوات الأميركية في منطقة التنف تعوق الخروج، وتضلل النازحين في شأن عدم إمكانية مغادرة المخيم، وتنشر إشاعات بأن ما ينتظرهم في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، هو الدمار والتجنيد الإجباري في الجيش والاعتقالات».
وكشف الجانبان أن «الحكومة السورية بالاتفاق مع الجانب الروسي ستنظم قوافل إنسانية إضافية منذ مطلع آذار (مارس) المقبل (غداً) لإعادة النازحين في مخيم الركبان طوعاً ومن دون عائق إلى أمكان إقامتهم الدائمة»، مشدداً على أن «دخول القوافل إلى المنطقة المحتلة من الولايات المتحدة سيتم بالتوافق مع الأمم المتحدة». كما طالب «الولايات المتحدة الأميركية سحب قواتها العسكرية الموجودة في شكل غير قانوني على الأراضي السورية».
| |
|