| | Date: Feb 22, 2019 | Source: جريدة الحياة | | تضارب الأنباء عن مفاوضات لاستسلام مسلحي «داعش» في الباغوز | موسكو - سامر إلياس
وسط تضارب في الأنباء حول مفاوضات لاستسلام مسلحي «داعش» المحاصرين في بلدة الباغوز شرق الفرات، أكدت مصادر عراقية استلام عشرات من عناصر التنظيم العراقيين والأجانب من «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) كمرحلة أولى ضمن اتفاق لاستلام أكثر من 500 مقاتل، فيما نفت «قسد» هذه الأنباء، وتوقعت استكمال نقل المدنيين من الباغوز مساء أمس الخميس على أن تستأنف المعركة لاحقاً ضد نحو 400 مقاتل يتحصنون في نحو نصف كيلومتر مربع.
وفي جنوب شرقي سورية، أكدت مصادر عسكرية ومدنيون وإعلاميون أن حواجز القوات السورية والروسية منعت نقل المواد الغذائية والسلع إلى مخيم الركبان الواقع في جوار قاعدة التنف الأميركية عند المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق ما يفاقم الأوضاع الصعبة لعشرات ألوف النازحين في المخيم. ومع تواصل السجال حول مصير مسلحي «داعش» الأجانب، أكدت بلجيكا دعمها انشاء محكمة خاصة لمحاكمة «الداعشيين» الأوروبيين بالتعاون مع دول أخرى، بعد أيام على رفضها المقترح الأميركي لاستعادة كل دولة مسلحيها المحتجزين لدى «قسد».
وأكدت مصادر في الجيش العراقي استلام أكثر من 150 من مسلحي «داعش» معظمهم من العراقيين ضمن اتفاق مع «قسد» لتسليم 502 مسلح على دفعات. وفي المقابل نفت «قسد» هذه الأنباء من دون أي تفاصيل إضافية، وتوقع مدير المركز الاعلامي في هذه القوات استكمال اجلاء المدنيين من الباغوز حتى مساء أمس، والانتقال إلى استئناف العمليات العسكرية المتوقفة منذ نحو خمسة أيام ضد بقايا التنظيم في الباغوز.
وفي المقابل، أشار ناطق باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن شون راين إلى أن «قسد» تتفاوض لإجلاء المدنيين المحاصرين في الباغوز، وقال إن «قوات التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، تواصل دعم قوات سورية الديموقراطية بينما تتفاوض لاطلاق سراح مدنيين أبرياء وعودة مسلحيها» الأسرى لدى التنظيم، لكن راين لم يكشف ما إذا كانت المفاوضات تشمل استسلام المقاتلين الجهاديين، وتحدث في الوقت ذاته عن «هزيمة حتمية» للتنظيم في الباغوز.
ونشر موقع «فرات بوست» المهتم بأخبار شمال شرقي سورية إن «جميع الأنباء التي تفيد باستسلام عناصر تنظيم الدولة الموجودين في مخيم بلدة الباغوز عارية من الصحة»، ونقلت عن مصدر خاص أن «المفاوضات لا تزال جارية مع قرابة 400 عنصر متحصنين برفقة عائلاتهم وعشرات المدنيين في مخيم بلدة الباغوز لتسليم أنفسهم لقوات التحالف الدولي»، وأكد الموقع في المقابل خروج نحو 40 شاحنة يوم الأربعاء تضم المئات جلهم من النساء والأطفال إضافة إلى عدد من مقاتلي التنظيم بينهم مقاتلون من جنسيات أجنبية من الباغوز إلى مناطق سيطرة «قسد» في ريف دير الزور الشرقي.
وكانت «قسد» أكدت أن أكثر من ألفي مدني غادروا الجيب يوم الأربعاء، مشيرة إلى أن أكثر من 20 ألف مدني غادروا الباغوز في الأيام التي سبقت بداية العملية الأخيرة لها للسيطرة على الجيب هذا الشهر. لكن بالي قال إن «قسد» ليست متأكدة مما إذا كان بعض مسلحي التنظيم قد غادروا الباغوز مع المدنيين.
وقال أحمد المحلاوي قائمقام قضاء القائم العراقي إنه جرى أيضاً نقل بعض أسر المقاتلين. وزاد: «في الصباح الباكر هذا اليوم دخلت عشر شاحنات محملة بسلحي داعش وعوائلهم قادمة من الأراضي السورية تم تسليمهم من قبل قوات سورية الديمقراطية إلى الجيش العراقي».
وتزامناً مع أنباء عن منع حواجز القوات السورية والروسية دخول المواد الغذائية والسلع إلى مخيم الركبان، طالبت «هيئة العلاقات العامة والسياسية» في المخيم الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها تجاه النازحين في المخيم.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أشارت الهيئة إلى إن النظام السوري لا يزال يقتل ويعتقل المدنيين كما أن غالبية الشباب النازحين ضمن المخيم في سن التجنيد الإجباري «ويرفضون أن يدخلوا بأي حرب كانت»، داعية الأمم المتحدة التدخل لحماية أكثر من 50 ألف نازح.
وفي اتصال مع «الحياة» أكد أحمد خضر المحيا رئيس مكتب الشؤون المدنية في «جيش المغاوير» المتمركز في المنطقة أن «الحواجز حول المخيم فرضت حصاراً على المخيم ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار المازوت والمواد الغذائية»، مشيراً إلى أن «التفسير الوحيد لحصار المخيم من الاهالي هو الضغط على ساكنيه حتى يغادروه». وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الثلثاء فتح ممرين إنسانيين على مشارف المخيم لمن يريدون المغادرة. ويقيم أكثر من 50 ألفا معظمهم من النساء والأطفال هناك في ظروف معيشة مزرية. وأكدت مصادر مدنية في المخيم أن الجيشين السوري والروسي أقاما نقاط تفتيش لمنع وصول التجار القادمين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة لإمداد المخيم بالطعام والوقود ما تسبب في ارتفاع الأسعار بشدة وندرة السلع. وأوضح الاعلامي أبو عمر الحمصي في اتصال مع «الحياة» أن «النظام أطبق الحصار على المخيم والحواجز تمنع دخول وخروج أي سلع أو مواد غذائية من وإلى المخيم»، مشيراً إلى أن «اسعار المحروقات وحطب التدفئة ارتفعت في شكل جنوني، ولم تصل اي خضروات جديدة مع نقص في المواد الغذائية». | |
|