|
|
Date: Feb 15, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
«الزواج» بين عناصر التنظيمات الإرهابية لخدمة العنف |
«كلاشنيكوف» وأحزمة ناسفة وعمليات انتحارية... مهور نساء «داعش» و«القاعدة» |
القاهرة: وليد عبد الرحمن
كشف «المؤشر العالمي للفتوى» التابع لدار الإفتاء في مصر، عن أن 90 في المائة من فتاوى التنظيمات الإرهابية تخدم العنف، وتعطي تفسيرات خاطئة لمشروعية الزواج، يغيب عنها تماماً مفهوم الاستقرار وتكوين أسرة مسلمة، كما أن عقود التوثيق لديهم تكون بمنأى عن الإيجاب والقبول، فقد يتزوج أعضاء التنظيمات من نساء غير راغبات في الزواج من الأساس.
وأضاف المؤشر المصري أن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» حصرا فكرة الزواج في تنفيذ آيديولوجيات متطرفة، وليس لأجل إحياء الشريعة وبناء المجتمعات والأوطان، كالزواج من أجل زيادة أعداد المنتمين للتنظيم لاستغلالهم في المعارك، والزواج من القاصرات بهدف العلاقات الجنسية فقط، «مع تطويع الفتاوى والأدلة الشرعية لخدمة أهدافهم الدنيئة».
وأكد «المؤشر العالمي للفتوى» أنه اطلع على عدد من عقود الزواج نشرت عبر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لـ«داعش»، وكشفت عن أن المهور المقدمة للزوجة تنتقل في أدبيات وعقيدة هذا التنظيم من باب تجهيز العروس، إلى الأدوات والآليات الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر... فقد تمثل بعض المهور في تقديم الأسلحة، والأحزمة الناسفة، ورشاشات كلاشنيكوف، مع أموال رمزية للغاية. أما عن الزواج في «القاعدة»، فأوضح «المؤشر» أن «بعض المهور في عقود الزواج لديه تمحور حول عدد الأسلحة، والعمليات الإرهابية والانتحارية التي يقوم بها الفرد التابع للتنظيم».
وحول زواج الأسيرات، كشف «مؤشر الفتوى» عن أن بعض عقود الزواج لدى «داعش» تغيب عنه فكرة القبول أيضاً، وهو ما يطعن في عقد الزواج ذاته من الأساس، وكذلك قد تغيب عنه موافقة ولي أمر الفتاة، وإجبارها على الزواج عنوة؛ وهو ما يبطل هذه العقود من الناحية الشرعية.
في السياق ذاته، يدفع «داعش» بالنساء في العمليات الإرهابية، وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، إن «60 في المائة من الفتاوى الخاصة بالمرأة داخل (داعش) توجب مشاركتها في العمليات الإرهابية والقتال تحت اسم الجهاد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن طرق «داعش» في تجنيد النساء، بين استغلال العنصر الديني من خلال إقناعهن بأن الضغط على زر التفجير هو السبيل إلى الجنة - على حد زعمهم -، واستغلال مجموعة من الألفاظ المؤثرة مثل «عفيفات، وأميرات الجنة»، فضلاً عن استغلال حالة اليأس والوصول إلى مرحلة الانتقام لزوجات عناصر من «داعش».
يأتي هذا في وقت دعت فيه دار الإفتاء، أمس، الأسرة المصرية، والقائمين على العملية التعليمية داخل المدارس والجامعات، إلى اليقظة المستمرة، في محاولة لمنع وتجفيف منابع ومداخل التطرف التي تبثها الجماعات المتطرفة؛ وعلى رأسها جماعة «الإخوان» التي تعدّها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً، موضحة أن «الجماعات المتطرفة تسعى دائماً إلى استغلال التجمعات الدراسية لبث سمومها الخبيثة في عقول الطلبة، مستغلين بذلك خطابات هوجاء عاطفية تستميل تلك العقول»، مشيرة إلى «اتباع الجماعات المتطرفة نموذجاً من الاختبارات المختلفة والأنشطة المتعددة لجذب بعض الطلبة، ومنها بعض الأنشطة الاجتماعية والرياضية التي تسمح لهؤلاء بالوجود لأكبر وقت ممكن، وبعض أدوات المساعدة المالية والنفسية، في محاولة لإقناع الفرد بأن تلك المجموعة تستطيع أن تحقق له احتياجاته كافة، في مرحلة سابقة لعزله عن مجتمعه وأسرته». |
|