| | Date: Feb 12, 2019 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | "داعش" يلفظ أنفاسه في سوريا والانسحاب الأميركي خلال أسابيع | واصلت "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) هجومها في الكيلومترات الأخيرة التي ينتشر فيها آخر مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أقصى شرق سوريا، فيما أسفرت غارات جوية جديدة شنها التحالف الدولي على المنطقة عن مقتل 16 مدنياً بينهم أطفال.
وأعلنت "قسد" التي تضم فصائل كردية وعربية السبت بدء هجومها الأخير لطرد مئات الجهاديين المحاصرين في بقعة صغيرة في ريف دير الزور الشرقي، بعد توقف استمر أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالخروج.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن إن "المعارك مستمرة للضغط على التنظيم للاستسلام"، مشيراً إلى أن "قوات سوريا الديموقراطية تتقدم ببطء" نتيجة عوائق عدة مثل الألغام والقناصة والأنفاق التي حفرها الجهاديون في المنطقة.
ويضاف إلى ذلك، وجود أسرى من "قسد" لدى التنظيم المتطرف، كما أفاد مدير المكتب الإعلامي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" مصطفى بالي الذي نفى تقارير عن حصول عمليات إعدام لهم.
وقرب الباغوز، البلدة الاخيرة التي لا يزال الجهاديون في جزء منها، بدت سحب من الدخان الكثيف تتصاعد من بعيد بالتزامن مع تحليق مستمر للطيران. ويسمع على مسافة عشرات الكيلومترات دوي انفجارات يرجح أنها ناتجة من قصف لأهداف الجهاديين.
وأوضح بالي أن "داعش اطلق هجوماً معاكساً على قواتنا ونرد الآن بالصواريخ والغارات والاشتباك المباشر".
وتخوض "قسد" بدعم من التحالف منذ أيلول عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقي. وتمكنت من طرده من كل القرى والبلدات، ولم يعد له وجود إلّا في بقعة صغيرة لا تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة تمتد من أجزاء من بلدة الباغوز وصولاً إلى الحدود السورية- العراقية.
واستناداً الى التحالف الدولي الداعم للهجوم على التنظيم، تمكنت "قسد" من "تحرير نحو 99,5 في المئة من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش" في سوريا.
ومنذ بدء الهجوم، قتل، كما قال المرصد السوري، أكثر من 400 مدني بينهم 144 طفلاً جراء المعارك والغارات، فضلاً عن أكثر من 1200 جهادي و670 رجلاً من "قسد".
والإثنين، قتل 16 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أطفال جراء غارات للتحالف الدولي استهدفت أطراف بلدة الباغوز.
وأوضح عبد الرحمن أن غالبيتهم "من عائلات مقاتلي التنظيم، وقتلوا لدى محاولتهم الفرار في اتجاه الحدود العراقية".
ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 37 ألف شخص الى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع كانون الأول، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين، وبينهم نحو 3400 مشتبه في انتمائهم الى التنظيم، وأوقفوا.
وفي منطقة قاحلة قريبة من الباغوز، تجري "قسد" بشكل شبه يومي عملية فرز للأشخاص الفارين من الجيب الأخير، وتعمل على التدقيق في هويات الخارجين وأخذ بصماتهم، وتنقل المشتبه في انتمائهم الى التنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة. وهي تعتقل حاليا مئات من الجهاديين الأجانب.
ويشكل وجود هؤلاء معضلة للإدارة الذاتية التي تطالب بلدانهم باستعادتهم لمحاكمتهم لديها، فيما تبدي دولهم تحفظاً عن هذا الملف.
وشاهدت مراسلة "وكالة الصحافة الفرنسية" الإثنين العشرات من مقاتلي "قسد" في منطقة استقبال الفارين الجدد، كما وقف أفراد من قوات التحالف الدولي حول أكثر من 20 رجلاً يجلسون أرضاً ويُشتبه في انتمائهم لـ"داعش".
وقال المرصد السوري إن 600 شخص وصلوا الأحد إلى مكان سيطرة "قسد"، بينهم 20 مشتبهاً في انتمائهم الى "داعش" وبين هؤلاء فرنسيتان وسبعة أتراك وثلاثة أوكرانيين.
وتتوقع "قسد" أن يستمر هجومها الأخير بضعة أيام، وأعلنت الأحد سيطرتها على 40 موقعاً للجهاديين بعد اشتباك مباشر معهم بالسلاح الخفيف.
وكانت "قسد" تحدثت في وقت سابق عن احتمال وجود نحو 600 جهادي ومئات المدنيين في الكيلومترات الأخيرة.
وفي 19 كانون الأول، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلفاءه الغربيين والمقاتلين الأكراد بإعلانه أنّ الولايات المتحدة ستسحب قواتها التي تصل إلى 2000 جندي من سوريا.
والاحد، رجّح قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزف فوتيل، أن تبدأ الولايات المتحدة خلال أسابيع سحب قواتها البرية من سوريا تنفيذا لما أمر به ترامب.
لكن فوتيل الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، حذر من أن توقيت الانسحاب على وجه الدقة يتوقف على الوضع في سوريا.
من جهة أخرى، قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن قذائف دبابة إسرائيلية أصابت مستشفى مدمراً وموقع مراقبة في محافظة القنيطرة بجنوب البلاد قرب الحدود مع إسرائيل، وأن الأضرار كانت مادية.
وأشارت الى أن الموقعين تعرضا لعدد من القذائف. | |
|