Date: Feb 9, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
«الجيش الوطني» الليبي يقترب من تحرير درنة وإعلان أجواء الجنوب «منطقة حربية مغلقة»
وزارة الداخلية بحكومة السراج تتحفظ على شحنة مدرعات قادمة من تركيا
القاهرة: جمال جوهر
قالت مصادر أمنية في مدينة درنة الليبية، أمس، إن العملية العسكرية التي يجريها الجيش الوطني هناك منذ قرابة عام انتهت في المدينة القديمة، مشيرة إلى أن أحد عناصر الجيش قضى في مواجهات مع بعض العناصر الإرهابية، أمس.

ولفتت المصادر إلى أن القوات بدأت في عملية تمشيط بحثاً عن عناصر إرهابية قد تكون مختبئة في البنايات المتهدمة، مبرزة أن القيادة العامة للجيش الوطني «هي من سيحدد موعد إعلان تطهير درنة في الوقت الذي تحدده».

وفي السياق، قال مصدر أمني إنه عثر على جثة الإرهابي المهدي دانقو، أمس، تحت حطام أحد المنازل المهدمة في المدينة القديمة بدرنة. وفي غضون ذلك، أعلنت قوة مكافحة الإرهاب في مدينة مصراتة (غرب ليبيا) اعتقال الأصولي عبد القادر عبد السلام عزوز، المشتبه بكونه قيادياً في تنظيم القاعدة، وذلك عقب فراره من مدينة درنة، في وقت لفتت فيه مصادر أمنية إلى انتهاء العملية العسكرية الشاملة التي يجريها الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، وسط المدينة القديمة بدرنة، فيما تتبقى عملية التمشيط والبحث فقط عن مختبئين في بنايات مهدمة.

ويوصف عزوز، المعروف باسم كامل، بأنه من «أخطر الإرهابيين»، وسبق له إصدار فتاوى تحرض على القتل، وكان ينتمي إلى «القاعدة» قبل مبايعته تنظيم داعش.

وأفادت صفحة «مصراتة ضد الإرهاب»، وفضائية «218» الإخبارية، أمس، بأنه تم أيضاً القبض على عمر، شقيق كامل عزوز، الذي وصفته القناة بأنه أحد عناصر «داعش» وإمام وخطيب مسجد مصعب بن عمير، مشيرة إلى أنه عُرف عنه تحريضه ضد الدولة الليبية وأجهزتها الأمنية. وانتهت المصادر قائلة: «لقد تم القبض على الشقيقين الإرهابيين في أثناء وجودهما في مدينة مصراتة مساء الخميس، بعد رصدهما ومتابعتهما».

وتداولت وسائل إعلام محلية مسيرة كامل عزوز، وقالت إنه أُودع سجن أبو سليم عام 1994 بسبب توجهاته المتطرفة، لكن أطلق سراحه عام 2008، ونقلت أنه شارك في أحداث ثورة فبراير (شباط) 2011، وأصبح من ضمن كتيبة «شهداء أبو سليم» التي تولى فيها منصب رئيس مجلس الشورى، ثم مفتياً. وعقب ذلك، تولى رئاسة المجلس العسكري بدرنة، خلفاً لعبد الحكيم الحصادي.

واشتهر عزوز بفتاوى تبيح اغتيال رجال الأمن والقضاء. وفي مطلع أبريل (نيسان) 2014، اعترف بأنه شارك، رفقة آخرين، في قتل قضاة بدرنة «لأنهم لم يحكموا بما أنزل الله، كما أقر بقتل ضباط من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، لأنهم من أتباع القذافي».

وهرب عزوز، في مايو (أيار) الماضي، من مدينة درنة إلى مصراتة، وانتشرت إشاعات عن إصابته بلغم أرضي، لكن اتضح أن شيئاً من ذلك لم يحدث.

وباتت مناطق كثيرة في مدينة درنة، الواقعة على ساحل البحر المتوسط شمال شرقي البلاد، تحت سيطرة الجيش الوطني، بعد أن تحولت منذ إسقاط النظام السابق إلى معقل للإرهابيين من أنحاء مختلفة.

إعلان أجواء الجنوب الليبي «منطقة حربية مغلقة»
وزارة الداخلية بحكومة السراج تتحفظ على شحنة مدرعات قادمة من تركيا

القاهرة: خالد محمود
فرض الجيش الوطني الليبي حظراً على حركة الطائرات في المنطقة الجنوبية، دون الحصول على تصريح مسبق، وأعلن رسميا أن الأجواء هناك «باتت حربية ومغلقة»، اعتبارا من أمس، في وقت استهدفت فيه المقاتلات الحربية مجموعات تشادية.

وقالت غرفة عمليات القوات الجوية بالجيش الوطني، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إن الهبوط والإقلاع من وإلى مطارات ومهابط المنطقة الجنوبية محظور إلا بعد موافقتها، وهددت بأن «أي طائرة في هذا المجال بدون تصريح سيتم إجبارها على الهبوط، وستعامل عند عدم امتثالها للأوامر كهدف معادٍ».

وأضاف البيان أن «أي طائرة أجنبية تهبط حتى في المهابط الترابية ستكون هدفا مشروعا لمقاتلات السلاح الجوي العربي الليبي، لأن المنطقة معلن عنها منطقة عمليات حربية حتى إشعار آخر».

وأعلنت قوات شرق ليبيا أنها شنت أمس، ضربات جوية جديدة على مجموعات تشادية في جنوب ليبيا، إذ قال الجيش الوطني في بيان مقتضب، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أمس، إن «مقاتلات سلاح الجو تناوبت على دك ثلاثة تجمعات للعصابات التشادية وحلفائها في جنوبنا الحبيب»، مضيفا أن هذه الضربات وقعت في مدينة مرزق «وكانت قاسية وموجعة للجماعات التي عاثت في أرضنا فساداً».

وكان «الجيش الوطني قد أعلن الأسبوع الماضي أنه شن ضربة جوية على مجموعات للمعارضة التشادية في المنطقة نفسها. لكن لا يمكن فورا تحديد ما إذا كانت هذه المجموعات التي قصفها الجيش الوطني الليبي هي نفسها مجموعة المتمردين التشاديين، الذين أعلنت فرنسا أنها قصفتهم مرات عدة في الأيام الأخيرة.

في غضون ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، الموالية لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، أمس أنها تتابع عن كثب مجريات الأحداث في حقل الشرارة النفطي، ودعت في بيان لها كافة الأطراف إلى تفادي تصعيد الأعمال العدائية، التي من شأنها تهديد سلامة العاملين، وتلحق الضرر بالمنشآت الموجودة في أكبر وأهم حقل في ليبيا.

ونقل البيان عن مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة، أنّ سلامة العاملين «تظلّ أولويتنا القصوى، ونحن نطالب كافّة الأطراف بتجنّب النزاعات، والتوقف عن الزجّ بمنشآت القطاع في التجاذبات السياسية»، معتبرا أن «الإضرار بالحقل قد تسفر عنه عواقب وخيمة على القطاع والبيئة والاقتصاد الوطني. كما أنّه لا مجال لاستئناف العمليات ما لم تتم إعادة إحلال الأمن في الحقل». وأوضحت المؤسسة أن مدير حقل الشرارة النفطي، قد تواصل مع كافّة الأطراف الموجودة في المناطق المجاورة للحقل، ودعاها إلى ضبط النفس.

ويواجه قطاع النفط في ليبيا صعوبات ترجع إلى عدم استقرار عمليات الإنتاج بسبب الإغلاقات المتكررة لحقول وموانئ نفطية، وذلك على خلفية تهديدات أمنية أو إضرابات عمالية.

وكان حفتر، الذي أعلن أول من أمس سيطرة قوات الجيش الوطني على حقل «الشرارة» النفطي، والذي يعتبر الأكبر في البلاد، قد طالب برفع حالة «القوة القاهرة» عن الحقل الذي تبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 300 ألف برميل من النفط الخام يوميا، وتعرض لعمليات إغلاق متكررة، الأمر الذي تسبب في خسائر بملايين الدولارات للدولة الليبية.

إلى ذلك، تحفظت وزارة الداخلية بحكومة السراج على شحنة مدرعات قادمة من تركيا، عبر ميناء الخمس، كانت على متن السفينة (ماركو)، التي تحمل علم مالطا، وقالت في بيان لها إنه «بأمر من النائب العام قامت بتسلم ونقل مدرعات عسكرية تركية في ميناء بحري، بعد محاولة إدخالها إلى البلاد بطريقة غير مشروعة.

وأضافت الوزارة أن عملية النقل والتسليم تمت بناء على التعليمات الصادرة من النائب العام، والتي تقضي بالتحفظ عليها، وحراستها إلى حين استكمال التحقيقات بشأنها.

ولم تكشف الوزارة الوجهة التي تم نقل المدرعات إليها. لكن تقارير محلية ومصادر غير رسمية تحدثت في المقابل عن نقلها إلى مدينة مصراتة المجاورة لمدينة الخمس (80 كلم شرقاً).

وكانت سلطات الجمارك بميناء الخمس البحري، الذي يقع على بعد نحو 120 كلم شرق طرابلس، قد ضبطت شحنة مدرعات عسكرية قادمة من تركيا، تردد أن بعض المجموعات المسلحة أدخلتها بطريقة سرية وغير شرعية إلى البلاد.