|
|
Date: Feb 9, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
«قوات سوريا الديمقراطية» لإعلان إنهاء «داعش» خلال أيام |
باريس تشير إلى احتمال تسلم متطرفين فرنسيين... و«البنتاغون» ينفي تحديد موعد للانسحاب |
بيروت - لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط»
تستعدّ «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية لشن هجوم على آخر جيوب «داعش» شرق سوريا للقضاء عليه خلال ثلاثة أو أربعة أيام، في وقت أفاد فيه مصدر مقرب من ملف مصير «نحو 150 متطرفاً» فرنسياً محتجزين في سوريا، بأن ترحيلهم إلى فرنسا بواسطة قوات خاصة أميركية بات «احتمالاً مطروحاً بقوة».
وأوضح المصدر نفسه، الذي أكد معلومات نقلتها قناة «بي إف إم تي في»، أن «نحو 150 فرنسياً» بينهم «90 قاصراً» قد يُنقلون إلى فرنسا بواسطة طائرات للقوات الأميركية.
ومن المفترض أن تحطّ الطائرات الأميركية في قاعدة «فيلاكوبلاي» العسكرية في منطقة إيفلين (جنوب غربي باريس). وتابع المصدر أنه «لم يحدّد بعد أي موعد لهذه الرحلة».
وهناك سيناريو آخر يقضي بعودة المتطرفين على متن طائرات مؤجرة فرنسية بمرافقة قوات فرنسية. ويؤكد مصدر آخر مقرب من الملف أن «الوضع يتطور بسرعة».
وبحسب مصدر حكومي، «لم يُتخذ أي قرار بعد»، لكن هذا السيناريو «هو أحد الاحتمالات التي يجري النظر بها». وتابع المصدر الحكومي أن «بين الاحتمالات الأخرى، إبقاء (الفرنسيين) على الأراضي السورية».
وفي حال عودتهم إلى فرنسا، سيمثل المتطرفون الراشدون الذين توجد مذكرات توقيف دولية بحقهم أمام قاضي تحقيق لتوجيه الاتهامات لهم. أما الآخرون فملفاتهم متنوعة، وسيجري توقيفهم تحت إشراف المديرية العامة للأمن الداخلي. وأوضح مصدر مقرب من الملف: «النساء على سبيل المثال، تختلف درجات تورطهنّ».
وبالنسبة للأطفال «فبعضهم صغار جداً»، لذا سيُرسلون إلى مقار الخدمات الاجتماعية، وفق أحد المصادر.
وأعربت عائلات الفرنسيين عن القلق إزاء أي احتمال لنقل أولادهم من المتطرفين إلى العراق.
وقالت فيرونيك روي العضو في تجمع لهذه العائلات يضم 70 منها لوكالة الصحافة الفرنسية: «سيكون الأمر مأساوياً في هذه الحالة، وسنفقد أي أمل بعودتهم».
من جهته، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير، أمس (الجمعة)، خلال زيارة له إلى منطقة درو الفرنسية: «الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقوله لكم هو أن العائدين أكانوا من العراق أو سوريا سيوقَفون وسيُقدمون إلى القضاء وسيُعاقبون».
وحتى الآن، لم تكن فرنسا تطرح سوى احتمال إعادة الأطفال المحتجزين مع أمهاتهم، بعد موافقتهن.
ومع تسارع وتيرة تنفيذ الانسحاب العسكري الأميركي من شمال سوريا، ستصبح المناطق الكردية هدفاً لتركيا أو ستعود إلى سيطرة الحكومة السورية، ما يزيد من خشية تشتت المتطرفين وتوزعهم في أماكن عدة.
وتستعد قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا لإطلاق هجومها ضد التنظيم المحاصر حالياً في منطقة تعادل أقل من واحد في المائة من مساحة «الخلافة» التي أعلنها قبل سنوات.
وقال متحدث باسمها في ريف دير الزور الشرقي، أمس (الجمعة)، إنّ الجبهة «لم تشهد أي تقدم أو تغيير كبير في الأيام الخمسة الأخيرة» مع وقف العمليات الميدانية استعداداً للمرحلة الأخيرة من الهجوم.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تشهد خطوط الجبهة بين الطرفين هدوءاً يعكره قصف مدفعي وجوي متقطع يستهدف مواقع التنظيم.
وتوقع قيادي في قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام أن «تبدأ عملية التقدم الأخير قريباً بعد إتمام التحضيرات اللازمة لها».
وأشار إلى أنه «من المتوقع أن تنتهي سيطرة (داعش) الجغرافية في المنطقة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام بعد انطلاقها لنتخلص منهم من الناحية الجغرافية فيما تحتاج عملية التمشيط والتخلّص من الفلول والألغام إلى وقت أطول».
وفي مؤتمر صحافي في باريس، أول من أمس (الخميس)، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية باتريك شتايغر إن قوات سوريا الديمقراطية أوقفت قبل بضعة أيام عملياتها القتالية «من أجل إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز مواقعها».
وجاءت تصريحات شتايغر غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقعاته باستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف خلال أسبوع.
وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم ضد الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من «تحرير قرابة 99.5 في المائة من الأراضي الخاضعة لسيطرة (داعش)» في سوريا.
وقال نائب القائد العام للشؤون الاستراتيجية والمعلوماتية في التحالف، كريستوفر كيكا، أول من أمس: «نستمر في الضغط على المتبقين من إرهابيي (داعش)... لمحاصرتهم في رقعة صغيرة، تعادل حالياً أقل من واحد في المائة من مساحة (الخلافة) الأصلية». ويحاول مقاتلو التنظيم وفق كيكا «الفرار من خلال الاختباء بين النساء والأطفال الأبرياء الذين يحاولون الفرار من القتال»، لكنه شدد على أن «هذه التكتيكات لن تنجح».
وكان مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية قالوا، السبت، إنهم أوقفوا عملياتهم البرية خشية استهداف المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية.
وبحسب المرصد، لا تزال مئات العائلات موجودة في كنف التنظيم، وتعيش ظروفاً بائسة جراء نقص المواد الغذائية والأدوية. ودفعت العمليات العسكرية وفق المرصد أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول)، وغالبيتهم نساء وأطفال من عائلات المتطرفين، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم.
إلى ذلك، نفى متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) ما نقلته صحيفة «وورلد ستريت جورنال» عن مصادر عسكرية أميركية سابقة وحالية، بأن القوات الأميركية ستنهي انسحابها من سوريا في نهاية شهر أبريل (نيسان) المقبل.
وقال الكولونيل شون ريان إن المتحدث باسم «البنتاغون» كان قد أصدر توضيحاً ينفي فيه صحة هذه الأنباء. وأضاف ريان لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الدفاع لا تناقش أيَّ موعد زمني لسحب القوات الأميركية من سوريا.
وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين أن المباحثات الحالية لوضع ترتيبات تمنع تحوُّل الانسحاب إلى حرب جديدة بين الأتراك والأكراد في شمال سوريا لم تؤدّ إلى نتائج بعدُ، وأن الإدارة الأميركية مضطرة لتحديد موعد زمني لتنفيذ الانسحاب.
ولا تزال الاتصالات التي تجريها واشنطن مع أطراف حليفة وإقليمية ومحلية مستمرة بهدف التوصل إلى خطة تملأ الفراغ الذي سيتركه سحب الجنود الأميركيين، وتضمن عدم تمدد النفوذ الإيراني، وإجبار طهران على الانسحاب من سوريا.
وكانت الخارجية الأميركية أكدت في وقت سابق أنه لم يتم تحديد موعد زمني لإتمام الانسحاب من سوريا، في حين أكد مسؤول فيها أن الاتصالات مع الجانبين التركي والكردي لم تصل بعد إلى تفاهمات محددة بالنسبة إلى المنطقة الأمنية التي يطالب بها الطرفان.
وزير الخارجية التركي مايك بومبيو كان أعلن على هامش اجتماع دول التحالف الدولي ضد «داعش» الذي عُقِد في واشنطن قبل ثلاثة أيام أنه لا يمكنه الحديث عن أي شيء محدد بالنسبة إلى المنطقة الأمنية، لكنه أكد التوصل إلى تفاهمات للدفع بتطبيق الاتفاق الأميركي التركي حول مدينة منبج. |
|