Date: Feb 4, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
الجيش الليبي يتمدد باتجاه طرابلس وينفي الإساءة إلى القبائل
انسحاب قوات تابعة لحكومة السراج في الجنوب
القاهرة: خالد محمود
بات الطريق مفتوحا أمس أمام قوات الجيش الوطني الليبي، الذي يتمدد باتجاه العاصمة طرابلس، لإحكام قبضة سيطرتها على مدينة سبها جنوب البلاد، بعد انسحاب مفاجئ لقوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج.

ووسط تأييد شعبي رصدته كاميرا شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش ووزعت لقطات منها مساء أول من أمس، تتجه قوات المشير حفتر إلى بسط سيطرتها على منطقة الجنوب بالكامل، التي كانت تتقاسمها في السابق مع رئاسة أركان الجيش بحكومة السراج. وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «مسألة فرض الجيش الوطني سيطرته على الجنوب مسألة وقت فقط»، لافتا إلى أن «العملية العسكرية التي تنفذها قوات الجيش هناك تسير كما هو مخطط لها». وتوقع المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، أن تكون هناك معارك قتالية في بعض المناطق خاصة معقل قبائل التبو وبعض المتطرفين.

ويحتفظ الجيش الوطني بقوات في مدينتي الزاوية وصرمان في المنطقة الغربية، حيث توجد أيضا تمركزات لوحدات تابعة لحكومة الوفاق بالإضافة لميليشيات الفاروق المتطرفة التي يقودها الإرهابي شعبان هدية من قيادات عملية فجر ليبيا. وأعلن عسكريون وسكان مدينة صرمان، التي تقع غرب طرابلس بمسافة 60 كيلومتراً، مباركتهم لتحرك الجيش للسيطرة على الجنوب الغربي، وهو نفس الموقف الذي أعلنه مجلس أعيان قبيلة الحمرى ببلدية الزاوية.

وكان أحميد العطايبي قائد اللواء السادس مشاة التابع لحكومة السراج، أعلن بشكل مفاجئ انسحاب قواته من مقرها في سبها، واتهم في تصريحات تلفزيونية أمس حكومة السراج بعدم تقديم أي دعم لهذه القوات.

بدوره نفى الجيش الوطني انحيازه لأي مكون اجتماعي ضد آخر في جنوب البلاد، وحذر في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمه العميد أحمد المسماري أول من أمس، مما وصفه بـ«شائعات لزرع الفتن بين المواطنين والمؤسسات الشرعية».

وأكد البيان الذي حمل اسم غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش، أن «القوات المسلحة مؤسسة وطنية لم ولن تنحاز لأي مكون اجتماعي ضد آخر». وحذر من «وجود بعض الشرائح المضادة لهذه التوجهات، تبث الشائعات لزرع الفتن بين المواطنين والمؤسسات الشرعية». وجاء البيان على ما يبدو ردا على تقارير إعلامية وتناقل ناشطين لمقاطع فيديو تظهر أفرادا عسكريين يتوعدون من وصفوهم بـ«العبيد» في سبها والمدن المجاورة بملاحقتهم من قبل الجيش والقضاء عليهم، ما أثار حفيظة قبائل التبو، التي تمثل شريحة كبيرة من سكان الجنوب خاصة في سبها. وتنفي قبائل التبو اتهامات موجهة لها بدعم المعارضة التشادية وإيواء عناصرها، وتؤكد في المقابل أن لديها روابط اجتماعية وتاريخية في تشاد والنيجر. وقالت مديرية أمن سبها إن مديرها العميد الساعدي علي، اجتمع أمس مع آمر الشرطة العسكرية بالمدينة لتشكيل غرفة أمنية مشتركة لتأمين المدينة من خطر الإرهاب ومواجهته والتصدي له.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج، فتح مركز شرطة مدينة تاورغاء شرق طرابلس للمرة الأولى منذ العام 2011. وقال بيان للوزارة إنه «في خطوة لرأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد، قام وزير الداخلية فتحي باشاغا، بافتتاح مركز شرطة تاورغاء الواقعة على بعد 240 كم شرق العاصمة، بحضور مسؤولين عسكريين وأمنيين ومحليين، بينهم مسؤولون من مدينة مصراتة المجاورة لتاورغاء بعد أشهر من توقيع ميثاق صلح بين المدينتين».

وكان مركز الشرطة بتاورغاء من بين المؤسسات التي تعرضت للتدمير عام 2011 إبان الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. ويأتي افتتاح المركز بعد نحو ثمانية أشهر من توقيع «ميثاق صلح» مع مدينة مصراتة التي لا يفصلها عن تاورغاء سوى 40 كيلومترا، أنهى خلافا بينهما وقضى بعودة سكان تاورغاء، الذين يقدر عددهم بـ40 ألف شخص إلى مدينتهم بعد سبعة أعوام من التهجير بسبب مناصرتهم لنظام القذافي. ويتهم سكان مصراتة أهالي تاورغاء بدعم نظام القذافي ومهاجمتهم في أثناء الثورة وارتكاب جرائم بحقهم وفرض حصار على مصراتة ويرفضون عودتهم إلى تاورغاء قبل توقيع ميثاق الصلح.

بدوره، أعلن عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، في تصريحات له أمس أن المفوضية جاهزة لإجراء عملية الاستفتاء على الدستور خلال العام الحالي، لكنه أوضح أن تنظيم الاستفتاء لا يزال ينتظر تمويل حكومة السراج والاستعدادات الأمنية.