|
|
Date: Feb 2, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
توقع عملية روسية ـ تركية ضد «النصرة» في إدلب |
تركيا تلوّح بـ«القوة الخشنة» لمنع نشوء «ممر إرهابي» |
موسكو: رائد جبر
أحاط الغموض، أمس، بمحادثات وفد عسكري - أمني تركي في موسكو، قالت مصادر تركية إنه وصل الخميس إلى العاصمة الروسية لبحث خطوات مشتركة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا.
ولم يصدر عن الجهات الرسمية الروسية أي تعليق حول المحادثات التي رجحت أوساط أنها عقدت خلف أبواب مغلقة، في حين أبلغت مصادر روسية مطلعة، «الشرق الأوسط»، أن موسكو تعمل مع الجانب التركي على تهيئة أجواء لإطلاق عملية عسكرية مشتركة في إدلب التي تسيطر عليها في شكل كامل تقريباً «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
وسيطر الترقب أمس، وسط تكتم روسي كامل على زيارة الوفد التركي والمحادثات التي أجراها في موسكو. وكانت مصادر تركية قالت إن وفداً يضم ممثلين عن المؤسستين العسكرية والأمنية في تركيا وصل إلى موسكو الخميس لمناقشة الوضع حول إدلب.
ورجحت أوساط، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن تكون المحادثات جرت خلف أبواب مغلقة، في حين لم تستبعد مصادر أن يكون ملف إطلاق عملية عسكرية محدودة في إدلب سيطر على النقاشات. ورجحت الخبيرة الروسية لينا سوبينينا أن يكون البحث تطرق إلى «إطلاق عملية عسكرية محدودة ومنسقة بين الجانبين الروسي والتركي» تهدف إلى مواجهة تمدد «جبهة النصرة» في إدلب.
ولفتت إلى أن إطلاق تحرك عسكري مشترك بات لا بد منه «بعد وصول كل المحاولات السابقة إلى حائط مسدود»، في إشارة إلى الاتفاق الروسي - التركي حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول إدلب، وانسحاب الفصائل المعارضة منها وتسليم كل الأسلحة الثقيلة فيها إلى الجانب التركي، وهو الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكانت موسكو انتقدت بقوة في الأيام الأخيرة «فشل تركيا في تنفيذ التزاماتها وفقاً لاتفاق إدلب»، وشددت على ضرورة القيام بعمل مشترك لمواجهة تصاعد التهديدات الإرهابية في هذه المنطقة.
بالتزامن، أبلغ مصدر روسي، «الشرق الأوسط»، بأن الخارجية الروسية كانت قد أشارت في لقاءات مغلقة أخيراً إلى التوجه نحو عملية عسكرية مشتركة مع تركيا في إدلب، ورجح المصدر أن تكون موسكو وأنقرة تعملان على مناقشة «التفاصيل العسكرية والفنية للعملية» خلال وجود الوفد العسكري الأمني في موسكو.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية، أمس، أن وفداً روسياً ناقش مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، في أنقرة، مسألة إطلاق اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت.
وقالت الخارجية الروسية، في بيانٍ، إن «مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، ناقشا ضمن وفد وزاري روسي مشترك، مع ممثلي الجانب التركي برئاسة سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي، الوضع الحالي في سوريا، والإجراءات الضرورية لدفع العملية السياسية، بما في ذلك مهمة إطلاق اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن كمرحلة مهمة في حل الأزمة السورية».
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد في وقت سابق أن جولة جديدة من المحادثات حول سوريا ستجرى في منتصف فبراير (شباط) في العاصمة الكازاخية آستانة، مشيراً إلى أن قمة «ثلاثية آستانة» (روسيا وتركيا وإيران) ستعقد في الوقت ذاته تقريباً.
وقال لافروف: «نقوم الآن بتنسيق كل التفاصيل الفنية، وفي منتصف فبراير سيعقد اجتماع دولي حول سوريا في آستانة... هناك بالفعل اتفاق مبدئي، وهو منطلق أساسي لعقد القمة المقبلة بمشاركة زعماء روسيا وتركيا وإيران».
على صعيد متصل، أعلن السفير الروسي لدى إيران ليفان دجاغاريان، أن ملف الحسم العسكري في إدلب سيكون على طاولة البحث في القمة الثلاثية المقبلة بعد تقديم مقترحات محددة بهذا الشأن.
وتطرق السفير إلى مسألة الوجود الإيراني في سوريا، وقال إن مسألة انسحاب العسكريين الإيرانيين من سوريا «يجب بحثها بين دمشق وطهران»، مشدداً على موقف بلاده بأن «الوجود الإيراني في سوريا شرعي وشكل استجابة لطلب السلطات السورية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الرسمية عن السفير، أن «هذه القضية (الوجود الإيراني) من اختصاص قيادة الجمهورية العربية السورية. وينبغي أن تناقش بين دمشق وطهران فقط، لأن الوجود العسكري الإيراني في سوريا شرعي، والمستشارون الإيرانيون موجودون بدعوة من الحكومة السورية الشرعية».
تركيا تلوّح بـ«القوة الخشنة» لمنع نشوء «ممر إرهابي» في سوريا
يلدريم يهدد بترحيل أي سوري يتورط في أعمال تمس «الأمن والنظام»
أنقرة: سعيد عبد الرازق
لوّحت تركيا باستخدام «القوة الخشنة» إذا اقتضت الضرورة وفعل ما بوسعها لحماية أمنها القومي، ومنع إنشاء ما تسميه بـ«الممر الإرهابي» على حدودها الجنوبية مع سوريا.
وقال رئيس الدائرة السياسية بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن بلاده «ستتخذ بنفسها ما يلزم من إجراءات ضد المحاولات الرامية لإنشاء ممر إرهابي في سوريا».
وأضاف ألطون، في مقابلة صحافية نشرت أمس (الجمعة): إن واشنطن مطالبة بأن «تُدرك أن كلفة اتخاذ خطوات رغماً عن أنقرة أكبر من تلبية تطلعاتنا والتعاون معنا لأن تركيا لا تعدم البدائل في أي مجال».
وتابع: إن «تركيا ستتخذ بنفسها ما يلزم من إجراءات ضد كل المحاولات الرامية إلى إنشاء ممر إرهابي في سوريا دون الاكتراث إلى أي تهديد... وسنتابع عن كثب قرار الانسحاب الأميركي من سوريا... ونرغب في إدارة عملية الانسحاب بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة».
وذكر ألطون أن ما سماه «عمليات التضليل الزاعمة بأن الأكراد سيواجهون عملية تركية بعد الانسحاب الأميركي من سوريا»، تعد جزءاً من خطة رسم سياسة جديدة للمنطقة، مشيراً إلى أن تركيا لديها «روابط متينة مع الإخوة الأكراد، سواء داخل البلاد أو خارجها، لا تتضرر بهذه التشويهات».
وتابع: «هدفنا واضح وهو تجفيف مستنقع الإرهاب على حدودنا، وسنواصل اتخاذ جميع خطواتنا في هذا النهج... وإلا فإننا سنواجه سياسات قائمة على العرق، وأزمات وصراعات جديدة لا يمكن السيطرة عليها».
واعتبر ألطون، أنه «لنتجنب هذا السيناريو، فإن الإصغاء إلى تركيا ضروري من أجل الاستقرار الإقليمي والعالمي».
وتواصل تركيا اتصالاتها مع أطراف مختلفة بشأن التطورات في سوريا والانسحاب الأميركي و«المنطقة الآمنة» التي تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن احتمال إقامتها في شمال شرقي سوريا. وسارعت أنقرة وقتها إلى إعلان استعدادها لتنفيذ هذه المنطقة إذا توافر لها الدعم المالي واللوجيستي، وسط تقارير تشير إلى اتصالات أميركية مع دول أوروبية للمشاركة في إنشاء المنطقة التي ستقع على عمق 32 كيلومتراً من حدود تركيا الجنوبية في الأراضي السورية.
ويجري وفد تركي منذ أول من أمس جولة مباحثات في موسكو حول آخر المستجدات الميدانية والسياسية في سوريا والتطورات في إدلب والانسحاب الأميركي والمنطقة الآمنة.
ويشارك مسؤولون من وزارتي الخارجية والدفاع ورئاسة الأركان في كلا البلدين، في الاجتماعات التي تنتهي غداً (الأحد).
في سياق موازٍ، شدد رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي السابق المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات المحلية التي تشهدها تركيا نهاية مارس (آذار) المقبل، على أنه لن يتم التسامح إطلاقاً مع من يشارك من السوريين في أي أعمال تتسبب بإفساد الأمن والنظام في المجتمع، مشيراً إلى أن عقوبتهم ستكون الترحيل.
وقال يلدريم في مقابلة تلفزيونية ليلة الخميس - الجمعة: «يتوجب في البداية أن نسأل أنفسنا لماذا جاء السوريون إلى هنا، لقد اندلعت حرب في بلادهم، وفرّوا هاربين لإنقاذ أرواحهم وشرفهم وممتلكاتهم».
وأشار إلى أن 300 ألف سوري تمكنوا من العودة إلى مناطق الباب وجرابلس وعفرين في الشمال السوري بعد عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» اللتين نفذتهما القوات التركية وفصائل من «الجيش السوري الحر».
ولفت إلى أن السلطات التركية منحت السوريين بطاقات الحماية المؤقتة، وأنه يجب الانتباه إلى أنهم سيعودون إلى بلادهم بعد إعادة الأمن والسلام إليها، قائلاً: «لدينا نحو 7 ملايين مواطن تركي في الدول الأوروبية، غير أن تفكيرهم ينصب خلال إقامتهم هناك على تركيا، بلدهم الأم. لقد وضعوا عصفوراً في قفص من ذهب غير أنه فضّل الطيران والعودة إلى موطنه؛ لذلك لا يمكن أن يجد المرء مكاناً آخر أفضل من وطنه».
وأكد يلدريم، أن ولاية إسطنبول باتت تعاني من مشكلة كبيرة من ناحية ارتفاع عدد السكان الكبير، وانتشار الأجانب في بعض شوارع مقاطعات الولاية بشكل أكبر من المواطنين الأتراك، كما الحال في زيتون بورنو، وأسنيورت، والفاتح، وشيشلي، وبي أوغلو، واصفاً هذا الوضع بـ«الصورة غير المستحبّة التي تثير الانزعاج». وشدد على أن بلاده لن تتسامح مع من يشارك من السوريين في أي أعمال غير قانونية، قائلاً: «سوف يعود السوريون في النهاية إلى بلادهم، أما في حال تورطهم خلال إقامتهم في أعمال من شأنها أن تتسبب في إفساد النظام وسلامة المجتمع التركي، فلن نتسامح معهم إطلاقاً وسنرحلهم». |
|