Date: Jan 29, 2019
Source: جريدة النهار اللبنانية
سجال بين ماكرون والسيسي حول حقوق الانسان
الرئيس الفرنسي: النقاش احترم سيادة مصر
دار سجال علني في القاهرة أمس، حول أوضاع حقوق الانسان في مصر بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك في القصر الرئاسي.

وبعد محادثات ثنائية وتوقيع اتفاقات وعقود للتعاون خصوصاً في مجالات الصحة والنقل والتعليم، قال الرئيس الفرنسي للرئيس المصري إن "الاستقرار الحقيقي يمر عبر حيوية المجتمع"، وإن "الاستقرار والسلام (المجتمعي) الدائم مرتبطان باحترام الحريات الفردية ودولة القانون".

وكان ماكرون، الذي يقوم بزيارة رسمية مدتها ثلاثة أيام لمصر لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين خصوصا، أشار منذ مساء الأحد الى أنه يعتزم الحديث "بصراحة أكبر" مع الرئيس المصري عن مسألة حقوق الانسان.

وسبق له أن رفض لدى استقباله السيسي في باريس في تشرين الأول 2017 "إعطاء دروس" لضيفه في هذه المسألة الحساسة مما أثار انتقادات المنظمات الحقوقية.

وسأل صحافي مصري ماكرون عن سبب تغيير موقفه من مسألة حقوق الانسان، أجاب ماكرون: "يمكن أن نقول الأشياء بطريقة صريحة للغاية... من غير أن نعتبر أننا نأتي لنعطي دروساً أو لزعزعة الاستقرار". وأضاف: "هذا ما فعلته مع الرئيس السيسي". وأوضح أن "الأمور لم تكن تسير في الاتجاه الصحيح منذ تشرين الأول 2017"، ذلك ان "مدونين وصحافيين وناشطين" سجنوا بعد هذا التاريخ.

ورأى أن "مجتمعاً مدنياً ديناميكياً ونشطاً ويشمل الجميع يظل الحصن الأفضل في مواجهة التطرف وشرطا أساسياً للاستقرار والسلام (المجتمعي)". ومن دون ذلك "يمكن صورة مصر أن تسوء". وشدد على أن "المناقشة التي أجريناها احترمت سيادة مصر". ولاحظ أنه "لن أكون صديقاً مخلصاً لمصر اليوم، لو لم أعبر عن حقيقة ما أعتقده".

ورداً على ماكرون، قال السيسي: "نحن لسنا كأوروبا ولسنا كأميركا". وأكد أن "التعدد والاختلاف بين الدول أمر طبيعي، التنوع الانساني أمر طبيعي وسيستمر ومحاولة تحويله الى مسار واحد فقط" غير واقعية.

ووجه كلامه الى صحافي فرنسي سأله عن حقوق الانسان قائلاً "لا تنس أننا نتحدث عن منطقة مضطربة ونحن جزء منها". وذكر أن "مشروع إقامة دولة دينية في مصر لم ينجح" وقد ترتب على ذلك "تحديات".

ورأى السيسي الصحافي الفرنسي: "ماذا كنتم تستطيعون ان تفعلوا لنا لو أن حربا أهلية قامت في مصر... القضايا في مصر مختلفة تماما عن (الطريقة) التي تفكرون فيها".

وقال :"أنتم مطالبون بأن ترونا بالعيون المصرية وليس بالعيون الاوروبية كما نراكم نحن بالعيون الاوروبية".