Date: Jan 24, 2019
Source: جريدة الحياة
قمة بوتين أردوغان تبحث ملء الفراغ الأميركي واستمرار مسار آستانة
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «التعاون النشط» مع تركيا في المسار السوري، والأمن الاقليمي في الشرق الأوسط، وأكد نظيره التركي رجب طيب أردوغان أهمية «التضامن» مع موسكو في دعم أمن المنطقة، وقوّم ايجاباً قمم قادة البلدان الضامنة عملية آستانة.

وجاءت التصريحات في بداية القمة الأولى بين الرئيسين بعد قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية، وبعد نحو أربعة أشهر على اتفاق سوتشي حول إدلب والذي لم ينجز بالكامل حتى الآن، وتسعى تركيا إلى أقناع موسكو برؤيتها للمنطقة الآمنة على الحدود مع سورية.

ولم تستبعد مصادر روسية توصل الزعيمين إلى «صفقة جديدة لتطبيع الأوضاع في إدلب مقابل المنطقة الآمنة»، مستدركاً في اتصال مع «الحياة» أن «صفقتي درع الفرات- حلب، وغصن الزيتون- الغوطة الشرقية كانتا في ظروف مغايرة»، مرجحاً «مفاوضات صعبة ومقايضات يحاول كل طرف تغيير الشروط لمصلحته»، موضحاً أن «روسيا تفضل سيطرة النظام على المنطقة الآمنة، والانتهاء من موضوع إدلب في أسرع وقت، فيما تريد تركيا انشاء منطقة آمنة مقابل المناطق ذات الغالبية الكردية وفق شروطها، وضمان عدم حدوث عملية واسعة في إدلب قد يكون ثمنها كبيراً بشرياً ومادياً، وتتسبب في موجة هجرة».

وكانت موسكو استبقت القمة بالتركيز على الأوضاع المتدهورة في إدلب وتوسع نطاق سيطرة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) في المنطقة وخرقها اتفاق سوتشي، وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «الوضع في إدلب وحولها يثير القلق، الوضع في منطقة خفض التصعيد يتدهور في شكل سريع، والأراضي عملياً تحت سيطرة كاملة من قبل هيئة تحرير الشام»، مشيرة إلى أن «منطقة خفض التوتر في إدلب عملياً وقعت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي جبهة النصرة التي دحرت فصائل المعارضة المعتدلة».

ولفتت زاخاروفا إلى تزايد خرق نظام وقف العمليات القتالية، وذكرت أنه «منذ توقيع الإعلان الروسي- التركي في 17 أيلول (سبتمبر) 2018 (اتفاق سوتشي) لتشكيل منطقة خفض التوتر في إدلب تم تسجيل أكثر من ألف خرق وقتل نتيجة ذلك 65 شخصاً وأصيب أكثر من 200»، محذرة من أن «تواصل الاستفزازات يشكل خطراً على المدنيين والجنود السوريين وعلى قاعدة حميميم الروسية».

من جانبها ذكرت وزارة الدفاع الروسية مساء الثلثاء أن الجيش السوري تصدى لهجوم كبير شنته «النصرة» على مواقعه في محافظة إدلب.

وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية سيرغي سولوماتين إن «عصابات جبهة النصرة هاجمت مواقع القوات الحكومية السورية بالتزامن في منطقتي أبو الضهور وأبو شرجي»، وزاد أن «الإرهابيين تمكنوا من التوغل في خطوط الدفاع للجيش السوري بعمق يصل إلى 1.5 كلم، ثم تصدى لهم الجيش، وردهم إلى ما وراء خط التماس، واضطر الإرهابيون للتراجع متكبدين خسائر كبيرة».

من جانبها، وتزامناً مع القمة الروسية- التركية، حضت الرئاسة التركية واشنطن على «تنفيذ خريطة طريق منبج من دون مزيد من التنفيذ»، ونقلت وكالة الأناضول عن رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون قوله إن «دعم الولايات المتحدة، تنظيم إرهابي مثل وحدات حماية الشعب خلقت ضبابية في الخطوط الفاصلة بين العناصر غير القانونية، والقوى الشرعية المعتدلة، الناشطة في المنطقة مثل الجيش السوري الحر، من دون أن تدرك ذلك»، مشدداً في مقال على أنه «يجب على الولايات المتحدة أن تضمن تنفيذ خريطة طريق منبج بالعمل مع تركيا من دون مزيد من التأخير»، وزاد أنه «يجب على الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية في شكل منسق مع القوات المسلحة التركية».

إلى ذلك ورداً على سؤال حول موقف موسكو من الضربات الإسرائيلية الأخيرة، طالبت زاخاروفا «استبعاد أسلوب شن ضربات عشوائية على أراضي دولة ذات سيادة»، محذرة من أن «مثل هذه الضربات تزيد التوتر في المنطقة ولا تصب على المدى الطويل في مصلحة أي دولة هناك، بما في ذلك إسرائيل»، وشددت على أنه «يجب ألا نسمح مطلقاً بأن تتحول سورية، التي تعاني صراعاً مسلحاً منذ سنوات، إلى ساحة لتسوية الحسابات الجيوسياسية».

ميدانياً، تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، من طرد تنظيم «داعش» من آخر بلدة صغيرة كانت تحت سيطرته في محافظة دير الزور شرقاً، ليقتصر وجوده حالياً في هذا الجيب على مزرعتين صغيرتين. ومعلوم أن «قسد» ذات الغالبية الكردية أطلقت منذ أيلول (سبتمبر) 2018 المرحلة الأخيرة من عاصفة الصحراء لاجتثاث «داعش» من شرق الفرات.

وأكدت «قسد» أن مسلحيها «تمكنوا من السيطرة على كامل قرية موزان المحاذية لقرية السوسة في منطقة هجين آخر جيوب تنظيم داعش» شرق دير الزور. وذكرت مواقع معارضة أن «قسد» أبرمت هدنة مجهولة الشروط، مع مقاتلين من «داعش» في دير الزور الثلثاء، لمدة ثلاثة أيام على رغم تراجع التنظيم عسكريا في الأيام الماضية. وأضافت أن «قسد» أرسلت سبع شاحنات تحمل مواد غذائية وطبية إلى منطقة سيطرة التنظيم، عقب إبرام الهدنة مباشرة.