| | Date: Jan 22, 2019 | Source: جريدة الحياة | | مصر: شبكة للاتجار بالأعضاء البشرية بعد تخدير ضحاياها إلى المحاكمة | القاهرة – رحاب عليوة
قررت نيابة شمال القاهرة أمس إحالة شبكة مكونة من 6 أعضاء لاتجارهم في الأعضاء البشرية إلى المحاكمة، بعدما كشفت التحقيقات عن تفاصيل جديدة في عمليات تجارة الأعضاء، المجرمة وفق القانون المصري.
وعلى رغم أن قضية الاتجار بالأعضاء البشرية من أكثر القضايا الشائكة في مصر والتي تتفجر بين حين وآخر، لامست تفاصيل القضية الأخيرة مباشرة مع جدل أخير أثير في مصر، أحد طرفيه نقابة الأطباء المصرية، التي هبّت للدفاع عن منتميها، في غضون عرض فيلم سينمائي تحت اسم «122»، يتناول قضية الاتجار بالأعضاء عبر «سرقتها»، في وقت أكدت النقابة أن سرقة الأعضاء بالصورة التي قدمها الفيلم غير واردة.
فيما كشفت تفاصيل القضية المحالة إلى المحكمة، عن لجوء شبكة الاتجار بالأعضاء إلى تخدير ضحاياها للحصول على بصماتهم على شيكات بمبالغ مالية كبيرة، وتهديدهم إما الخضوع لهم والإقبال على عمل التحاليل اللازمة تمهيداً لنقل أعضائهم إلى آخرين، وإما تقديم الشيكات إلى النيابة ومن ثم تعرضهم للسجن، وهنا يخضع الضحايا الذين يتم اختيارهم من قبل الشبكة، لحاجتهم للمال، للتبرع بالأعضاء في مقابل مادي.
وبذلك أكدت القضية الأخيرة ما ذهبت إليه نقابة الأطباء المصرية في غضون حملتها على الفيلم، إذ أكدت أن عملية «سرقة الأعضاء» من دون علم المتبرع غير ممكنة، إذ تتطلب إجراءات كثيرة قبلها، في الوقت ذاته أكدت ابتداع شبكات الاتجار الحيل لاستمرار تجارتهم المجرّمة وفق القانون.
وأوضحت تحقيقات النيابة في القضية، وفق وسائل إعلام محلية، أن المتهمين في العام 2018 انضموا إلى جماعة إجرامية منظمة لأغراض الاتجار في البشر، تستهدف ارتكاب نقل وزراعة الأعضاء البشرية، والتي أسسها وأدارها المتهم الأول وآخر مجهول، متعاملين مع أشخاص طبيعيين بمختلف الصور.
وأضافت التحقيقات أن المتهمين الثاني والثالث اشتركا بطريق الاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول وآخر مجهول في ارتكاب الجريمة، عقب لجوئهما إلى أساليبهما المستخدمة في إتمام جرائمهما، ودسا للمجني عليه مادة مخدرة في مشروبه، ومن ثم إكراهه على التوقيع على سندات إيصالات أمانة لإتمام تلك الجراحة، فقاموا بتجهيز المجني عليه وإجراء التحاليل الطبية اللازمة له. وعقب ذلك تم إجراء عملية نقل وزراعة كليته اليمنى للمريض، مع علمهم جميعاً بعدم مشروعية إجرائها من طريق وسيط وهو المتهم السادس.
ولفتت التحقيقات إلى استقطاب المتهمين المجني عليهم بترددهم على ميدان رمسيس، وإقناعهم بالتبرع بالكلى نظير مبلغ مالي. ونقلت التحقيقات عن أحد المجني عليهم أنه حال وجوده في حديقة ميدان رمسيس تقابل مع أحد المتهمين وتبادلا أطراف الحديث واستغل الأخير حاجته للمال، فوعده بإيجاد عمل له فذهب برفقته إلى إحدى الشقق السكنية بمنطقة تدعى عزبة خير الله (جنوب القاهرة)، وتقابل مع المتهم الرابع وقاما بتخديره آنذاك من دون علمه.
وأضاف المجني عليه أنه بمجرد أن استفاق من التخدير بعد يومين فوجئ بقيام المتهم الثاني بتكبيله، وأخبره بأنه قام بأخذ بصمته على عدد ثمانية إيصالات أمانة أثناء تخديره، وحضر إليه عقب ذلك شخص يدعى «بكار»، والذي قام بفك يده المكبلة، وعرض عليه أخذ كليته مقابل مبلغ مالي وقدره 25 ألف جنيه (الدولار نحو 18 جنيهاً)، وهدده بأنه في حال رفضه سيحبسه بالإيصالات فوافق على إجراء الفحوص والتحاليل اللازمة. | |
|