| | Date: Jan 21, 2019 | Source: جريدة الحياة | | مؤشرات تثبت تورط النظام السوري في تفجير دمشق الانتحاري | غارات إسرائيلية على المطار وبيدرسون في موسكو لبحث الحل السياسي | موسكو- سامر إلياس
للمرة الأولى منذ أكثر منذ 15 شهراً استهدف تفجير انتحاري نقطة عسكرية في دمشق بالقرب من مناطق أمنية حساسة، وفي حين ضرب النظام طوقاً أمنياً على المكان وتكتم على الخسائر، لم يستبعد مصدر أمني عسكري بارز في المعارضة السورية صلة النظام بالهجوم لـ "تصدير أزمته الداخلية" في ظل حال الغليان في الشارع بسبب "الأوضاع المعيشية المتردية"، لكنه لم يستبعد أن يكون التفجير "ناتجاً من الصراع الخفي بين روسيا وإيران لإثبات سيطرتهما على القرار"، ورجح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" استهداف شخصية أمنية رفيعة في الهجوم. وفي هجوم جديد، استهدفت إسرائيل مواقع في جنوب شرقي العاصمة دمشق، وأكدت وسائل إعلام النظام أنه تم التصدي لأهداف إسرائيلية بـ "كفاءة عالية"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديد اعترضت قذيفة صاروخية أطلقت باتجاه شمال هضبة الجولان السورية المحتلة.
وفي الشأن السياسي يبحث المبعوث الدولي الخاص الى سورية غير بيدرسون اليوم مع المسؤولين الروس الأزمة السورية وسط مساعٍ روسية لـ "تثبيت مسار آستانة، والتركيز على عودة اللاجئين وإعادة الاعمار"، وفي موقف متناغم مع طروحات موسكو حض الرئيس اللبناني ميشال عون القوى العالمية على "بذل كل الجهود الممكنة" من أجل عودة اللاجئين السوريين لوطنهم "من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي" هناك.
ونقلت وسائل إعلام مقربة من النظام عن "مصادر مطلعة" أن الهجوم نفذه ثلاثة انتحاريين قرب حاجز على المتحلق الجنوبي وأن "اثنين من الانتحاريين الذين نفذوا التفجير قتلا فيما تم اعتقال الثالث من قبل الأجهزة الأمنية وأن التفجير لم يسفر إلا عن إصابات في صفوف المدنيين والعسكرين الذين كانوا قرب مكان التفجير". وأغلقت السلطات الأمنية الطرق المؤدية للمتحلق الجنوبي من جهة كفرسوسة (مقر معظم الأجهزة الأمنية) والمزة وجسر الزاهرة.
وفي اتصال مع "الحياة" رجح ضابط منشق مطلع على ترتيبات النظام الأمنية والعسكرية أن "النظام دبر التفجير حتى يلهي الشعب ويصدّر أزمته الداخلية"، مشيراً إلى "حال غليان في الحاضنة الشعبية للنظام والفنانيين والاعلاميين مع عجزه عن تأمين الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والغاز والمازوت في الشتاء القاسي الذي تشهده سورية هذا العام على رغم ادعائه أنه تم تحرير معظم المناطق". وأوضح أن "سرعة الاعلان عن الفاعلين والقبض على أحدهم، واطلاق النار الكثيف الذي تبع التفجير لبث الرعب يحمل بصمات النظام كما جرى في تفجيرات سابقة".
ويتفق عضو الهئية الساسية محمد سليم الخطيب في الإئتلاف السوري المتحدر من دمشق مع فرضية ضلوع النظام في التفجير، ويلفت إلى أن "الانفجار يبرر استمرار وجود حواجز الأمن والجيش بعد ضغط روسيا على النظام لسحبها"، ويرى الخطيب في اتصال مع "الحياة" ان "الانفجار يخدم النظام لشن حملة امنية ضحمة تطاول كثيراً من المناطق في جنوب العاصمة".
ومعلوم أن النظام بدعم من روسيا والميليشيات الإيرانية سيطر على العاصمة ومحيطها في أيار (مايو) من العام الماضي، وأزال عدداً من الحواجز بعد طرد المعارضة من الغوطة الشرقية وجنوب دمشق بما فيها مخيم اليرموك. وكانت آخر سلسلة انفجارات ضربت مقر قيادة شرطة النظام في شارع خالد بن الوليد وسط العاصمة دمشق في 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2017.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية بأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لهجوم شنته 4 مقاتلات إسرائيلية من نوع "أف -16" على مطار دمشق الدولي وأسقطت 7 صواريخ موجهة أطلقت من أجواء البحر المتوسط. وقالت الوزارة في بيان إن منظومات الصواريخ المضادة للطائرات "بانتسير" و "بوك" السورية دمرت 7 صواريخ إسرائيلية، وأن البنية التحتية للمطار المستهدف لم تتضرر جراء الغارة، كما أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات أو دمار. ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر عسكري أن "وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت بكفاءة عالية لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية ومنعته من تحقيق أي من أهدافه". وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديد اعترضت قذيفة صاروخية أطلقت باتجاه شمال هضبة الجولان المحتلة، من دون تحديد مصدر القذيفة.
وتزامناً مع الذكرى السنوية لعملية غصن الزيتون على منطقة عفرين قتل ثلاثة أشخاص مدنيين وأصيب تسعة آخرون اثر إنفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل أحد باصات نقل المدنيين في منطقة الأشرفية بالقرب من دوار كاوا في مدينة عفرين.
ومن بيروت قال الرئيس اللبناني ميشال عون في القمة الاقتصادية العربية التي تستضيفها بيروت إن "لبنان يدعو من هذا المنبر المجتمع الدولي إلى بذل كل جهود ممكنة وتوفير شروط ملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم لا سيما إلى المناطق المستقرة التي يمكن الوصول إليها أو تلك المنخفضة التوتر من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل إلى الحل السياسي، وعلى تقديم حوافز العودة لكي يساهموا في إعادة إعمار بلادهم والاستقرار فيها".
وفي أولى زياراته إلى موسكو، يبحث بيدرسون مع المسؤولين الروس تطورات الأزمة السورية. وكشفت أوساط روسية مطلعة أن "الديبلوماسية الروسية تسعى إلى تثبيت مسار آستانة ومنحه شرعية دولية بعد الانجازات المحققة في العام الماضي". وأوضح مصدر روسي في اتصال مع "الحياة" أن "موسكو ترغب في التركيز على قضايا عودة اللاجئين وإعادة الاعمار من دون ربط القضيتين بالتسوية السياسية، واستكمال محاربة الإرهاب".
وزاد المصدر أن "موسكو تفضل استمرار التنسيق مع تركيا وإيران في إطار ضامني آستانة على حساب الدفع بمسار جنيف"، مشيراً إلى أن " قرار واشنطن الانسحاب من سورية أعد خلط الأوراق، لكنه تسبب في إضعاف دور المجموعة المصغرة الداعمة للمعارضة وفرص صيغة جنيف مقابل صمود مسار آستانة". | |
|