|
|
Date: Jan 19, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
موجة غضب في السودان خلال تشييع قتيلين |
الشرطة تنفي استخدام الرصاص الحي أو ارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات |
الخرطوم: «الشرق الأوسط»
في وقت أعلنت المعارضة السودانية، أمس، ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات، أول من أمس، إلى 3 أشخاص، بعد وفاة شخص آخر متأثراً بجروحه، أكدت الشرطة سقوط قتيلين فقط ونفت استخدام الرصاص الحي لتفريق الاحتجاجات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الشرطة اللواء هاشم علي عبد الرحيم قوله ان {الشرطة فرقت تجمعات غير قانونية الخميس في الخرطوم وأصيب عدد من المواطنين ورجال الشرطة والخميس توفي احد المصابين وفجر اليوم توفي مصاب آخر». وشدد على ان المتوفين اثنان لا ثلاثة، مشدداً على أن الشرطة فرقت التجمعات باستخدام الغاز المسيل {ولم تستخدم الرصاص الحي».
وتفجرت الأوضاع مجدداً أمس، إذ أدى العنف الذي تعاملت به أجهزة الأمن مع المحتجين إلى زيادة الغضب والاحتقان، فتوسعت رقعة المظاهرات من دون ترتيب مسبق. وباتت الأحياء التي قُتل فيها متظاهرون إلى أماكن لتجمع المحتجين، أمس، فتحول موكب تشييع أحد القتلى إلى مظاهرة هادرة، انطلقت من منزل القتيل إلى المقبرة وبالعكس، ليتحول المكان بعد ذلك إلى ساحة اعتصامات شارك فيها الآلاف، فيما فرضت سلطات الأمن أطواقاً من مئات السيارات وعناصرها الملثمين. وسُمع صوت الرصاص في مناطق كثيرة من الخرطوم.
وهتف محتجون شاركوا في تشييع معاوية بشير الذي لقي حتفه متأثراً بالرصاص في منطقة {بري الدرايسة»، مطالبين بـ{الثأر}، ورددوا هتافات من قبيل «الشهيد حبيب الله». لكن الأجهزة الأمنية تصدت لهم بكثافة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص، فأصيب أحد المشيعين بجراح، فيما تحول الحي العريق إلى ساحة معركة بين المواطنين وقوات الأمن التي أقامت المتاريس. وأحرق مواطنون الإطارات في مداخل حيهم، ومنعوا دخول سيارات أجهزة الأمن التي ترابط بكثافة في الطرق الرئيسية، وفرضت طوقاً حول الحي.
وفي ضاحية كافوري، بالقرب من مكان إقامة الرئيس عمر البشير، ردد المحتجون هتافات مناوئة للرئيس، تطالب بتنحيه وحكومته داخل منزل الطبيب بابكر عبد الجليل الذي قُتل وهو يعالج جرحى في منطقة بري، أول من أمس.
كما شارك نشطاء وزملاء للراحل في تشييع مهيب لزميلهم، رددوا فيه هتافات بينها «دم الطبيب بكم}، و{الليلة تسقط بس»، قبل أن يعلن الأطباء اعتصامهم أمام منزل القتيل، وبعد ذلك التحق بهم آلاف المتظاهرين الذين أعلنوا الاعتصام.
كما شهدت غالبية مناطق الخرطوم مظاهرات عنيفة عقب صلاة الجمعة، إذ خرجت مظاهرة كبيرة في منطقة ودنوباوي بأم درمان من مسجد السيد عبد الرحمن، معقل طائفة الأنصار. لكن فرقتها الشرطة بالقوة، فيما شهدت أحياء الديوم الشرقية، والمنشية، ودنوباوي، والصحافة، وامتداد ناصر، وامتداد الدرجة الثالثة، وجزيرة توتي بالخرطوم، والموردة، والعباسية، وأبو روف، ودنوباوي بأم درمان، وحلفاية الملوك، والسامراب بالخرطوم بحري، مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف.
وأمام مستشفى {رويال كير}، شرق الخرطوم، حيث جرى إسعاف عدد كبير من المصابين، تحولت الساحة إلى مكان للتظاهر والاعتصام استمر منذ مساء أول من أمس وحتى صباح أمس، شارك فيه الآلاف، مرددين هتافات تطالب بتنحي البشير، قبل أن تفرقهم الشرطة صباح أمس.
وجدد {تجمع المهنيين السودانيين} الدعوة إلى اعتصام ليلي في منطقة بري التي امتلأت شوارعها بالمتاريس والإطارات المحترقة. وقال في بيان عبر «فيسبوك» أمس: «بري تحتشد لإعلان اعتصامها، والكل مدعو»، وذلك رغم انتشار مئات من عناصر الأمن على مداخلها ومخارجها.
من جهة أخرى، أثارت زيارة الرئيس البشير لمنطقة الكريدة (وسط)، حيث يتوافد عشرات الآلاف للمشاركة في مهرجان ديني سنوي يقيمه بعض المتصوفة في المنطقة، كثيراً من الحرج، ما دفع نشطاء ومحتجين للمطالبة بإلغاء الزيارة. كما دفع قادة طرق صوفية لإصدار بيانات لمحوا فيها إلى عدم ترحيبهم بالزيارة.
ونقلت صفحة رجل الدين الشيخ عبد الرحيم البرعي أنهم أبلغوا بزيارة الرئيس {قبل يومين فقط}، ولذلك لن يكون بمقدورهم إلغاء الزيارة. وقال إن «تأجيل هذه الزيارة في وقت وجيز غير ممكن. غير أننا لا نحتاج لإبداء رأينا حول تبني هذه الزيارة. فالجميع يعرف رأينا في هذه الحكومة الفاشلة»، خاتماً حديثه بشعار المتظاهرين الأثير: «تسقط بس».
وجرت خلال اليومين الماضيين مظاهرات حاشدة في عدد كبير من مدن البلاد، واجهتها القوات الأمنية بالقوة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وجرح أكثر من 12 بالرصاص.
واندلعت الاحتجاجات في السودان في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ضد الغلاء والأوضاع المعيشية القاسية، بيد أنها تطورت لتطالب بتنحية الرئيس البشير وحكومته.
وقتل خلال الاحتجاجات بحسب حصيلة حكومية 24 شخصاً، وجرح 131 شخصاً، واحتجز 800 شخص. بيد أن منظمات حقوقية وقوى معارضة ذكرت أن عدد القتلى تجاوز 40 قتيلاً، وأن المئات جرحوا في المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين السلميين، فيما احتجزت القوات الحكومية الآلاف، بينهم قادة معارضون ونشطاء وصحافيون. |
|