| | Date: Jan 12, 2019 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | الأمم المتحدة ترسم صورة سوداوية للأوضاع الاقتصادية في لبنان... "وهم الاستقرار" | جنيف – موسى عاصي
رسم منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة الخاص بلبنان فيليب لازاريني صورة سوداوية للأوضاع الاقتصادية في لبنان جراء تأخر تشكيل الحكومة لأكثر من 8 اشهر، وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الامم المتحدة في جنيف خصصه للحديث عن الأوضاع في لبنان وأوضاع اللاجئين السوريين فيه: إن تأخير تشكيل الحكومة يأتي في قت تتضاعف فيه التحديات امام لبنان وعلى رأسها تحدي الوضع الاقتصادي المتردي "فابلاد تعيش في بيئة ينعدم فيها النمو ولم تخلق وظائف جديدة في البلاد، وفي الوقت عينه هو اقتصاد يعاني ايضاً من تراجع التحويلات المالية من المغتربين التي تأثرت باسعار النفط العالمية، وهو بلد لديه مديونية عالية تصل الى ١٥٠٪ من الناتج المحلي الاجمالي وهذه نسبة مرتفعة جداً، "هذا المأزق السياسي يتعمق ويعيق اي تحسين للظروف بشكل خاص في غياب الحكومة".
وأضاف لازاريني: كما تعلمون، لقد جرت الانتخابات النيابية منذ نحو ثمانية اشهر في لبنان وهي الاولى منذ تسع سنوات، وكان متوقع انت تنتج زخماً اكبر في البلاد لكن للاسف بعد تسعة اشهر لم نشهد بعد تشكيل الحكومة، وللأسف "علينا القول اننا فقدنا الزخم المنتظر، وبالتالي فقدنا الزخم الذي انتجه مؤتمر العشرين الذي رعته اوروبا والمجتمع الدولي ثلاث مرات من أجل مساعدة لبنان على تثبيت استقراره، هذه المؤتمرات الثلاثة كانت ايضا للاستجابة بعد عودة رئيس الوزراء الحريري الى بيروت واتخاذه القرار بالتراجع عن الاستقالة، وهذا الأمر مؤسف للغاية".
وهم الاستقرار
وقال لازاريني، الذي رد على اسئلة "النهار"، ان الاستقرار الحالي في لبنان يجب أن لا يؤخذ على أنه امر واقع "فالبلاد تبدو على حافة هاوية ولمرات كثيرة تدخلت ايد خفية للمساعدة في المحافظة على الاستقرار ولكن هذا ايضا لا يجب ان يؤخذ كأمر مفروغ منه، ويجب مضاعفة الجهود والدعم لهذا البلد الذي يمر بهذا الكم من الازمات".
أضاف: عندما بدأت مهامي في بيروت التقيت مبعوث الامين العام السابق يان الياسون، وقد حاول ان يلخص الوضع اللبناني لي بالقول "ان الوضع يشبه رجلاً معلقاً في اعلى مبنى مؤلف من ١٢ طبقة، والناس في الاسفل ينتظرون متى يسقط، وبعد عدة اشهر سترى ان الناس مازالوا ينظرون لهذا الرجل ويتساءلون متى يسقط، واعتقد انها كانت طريقته بوصف حال البلد الذي يقاوم الجاذبية".
1,300 الف لاجئ في لبنان
ولأول مرة يتحدث مسؤول امي عن ارقام واقعية لاعداد اللاجئين السوريين في لبنان، ففي السابق كانت الامم المتحدة ترتكز الى رقم الـ950 الفا وهو المستوى الذي توقف عليه عداد المنظمة الأممية عام 2014، فقد أوضح لازاريني ان عدد اللاجئين الفعلي هو بين 1,2 الى 1,3 مليونا، وأن العدد المستهدف الذي توافق عليه الحكومة اللبنانية لدى وضع خطط المساعدة هو 1,5 مليون لاجئ.
وردا على اسئلة "النهار"، قال لازاريني انه لم تسجل عودة باعداد كبيرة للاجئين من لبنان الى سوريا، فقد تراوح عدد العائدين الاجمالي ما بين 16 الى 17 الفا، 14 الفا منهم عادوا العام الماضي، واقل من هذا العدد بقليل عام 2017، هذا يعني اننا مازلنا بعيدين جدا عن منطق العودة الفعلية".
وأوضح المسؤول الاممي انه حسب الاتفاق مع الحكومة اللبنانية، فإن المقصود بعودة اللاجئين هي العودة الى بلد "تتوفر فيه المقومات اللازمة ليشعر فيه الناس بالامن والثقة الكافيين، وحتى الوقت الراهن هذه الظروف لم تتوفر بعد، ولهذا وبرغم الظروف القاتلة التي يمر بها اللاجئون احيانا في الدول المضيفة فإن هؤلاء لم يتخذوا قرارا بالعودة بسبب الخوف وعدم الثقة".
واشار الى ان عودة اللاجئين هو جزء من الجدل السياسي في لبنان و"في السنوات الماضية حصل بعض التوتر بين المجتمعات المضيفة واللاجئين، والمحرك الاساسي لهذا التوتر كان المنافسة على سوق الوظائف وايضاً على بعض الخدمات العامة"، واشار الى انه "رغم كل ما سمعناه من ضغط سياسي على الناس ليعودوا، كانت القيادة السياسية للبلاد ملتزمة دوماً باحترام قيم العودة الطوعية للاجئين الى بلادهم".
وكرر لازاريني القول ان لبنان يستضيف العدد الاكبر من اللاجئين نسبة لعدد سكانه، والنسبة تصل الى لاجئ مقابل كل اربعة مواطنين، وهذه النسبة "لم نر مثيلا لها في اي دولة اخرى"، لكنه اشار في الوقت عينه الى ان المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية "اظهروا بشكل ملحوظ الدعم والتضامن مع اللبنانيين منذ بداية الازمة الانسانية، اكثر من ٦-٧ مليار دولار تم استثمارها في المساعدات الانسانية وهذا بمعدل وصل الى ١,٢ الى ١,٥ مليار دولار سنويا".
واشار الى تحسن كبير في أوضاع اللاجئين السوريين اذ تراجع مستوى اللاجئين الذين يعيشون على خ الفقر من 75% الى 70%، "لكن يبقى نصف هؤلاء يعيشون في فقر مدقع. | |
|