| | Date: Jan 9, 2019 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | أردوغان يدعو إلى "قوة استقرار" في سوريا وإجراء انتخابات في مناطق السيطرة التركية | دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال نشرته صحيفة "النيويورك تايمس" إلى تشكيل "قوة استقرار" تضم مقاتلين من أطياف المجتمع السوري كافة، وذلك في إطار الخطة التركية المقترحة للتسوية.
كتب أردوغان في المقال تحت عنوان "خطة تركيا لتحقيق السلام في سوريا" أنه يمكن بزعامة أنقرة، تحقيق استراتيجية شاملة تسهم في إحلال السلام والاستقرار في سوريا على المدى الطويل.
وشدد على ضرورة التخطيط "بكل عناية" لانسحاب القوات الأميركية من سوريا، "لحماية مصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والشعب السوري، وتنفيذ هذا الانسحاب بالتعاون مع شركاء حقيقيين"، معتبراً أن تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي، هي "الدولة الوحيدة التي لديها القوة والعزيمة للقيام بهذه المهمة".
قوة استقرار سورية
ورأى أنه "لا شك في أن تنظيم داعش قد تعرض للهزيمة عسكرياً"، لكنه انتقد طريقة تنفيذ التحالف الدولي ضد التنظيم الجهادي عملياته في سوريا والعراق، وتخوّف من "احتمال تدخل بعض القوى الخارجية في الشؤون الداخلية السورية تحت ذريعة محاربة فلول التنظيم"، مضيفاً: "نحن نريد تنفيذ استراتيجية شاملة من شأنها القضاء على الأسباب الكامنة وراء الراديكالية"، إلى إعطاء الشعب السوري "ثقة بالمستقبل، وألا يشعر بانقطاع بينه وبين من يرأسونه". وأوضح أن "الخطوة الأولى التي ينبغي اتخاذها في هذا الاتجاه، هي انشاء قوة استقرار تضم مقاتلين من أطياف المجتمع السوري كافة".
أكراد سوريا
وقال إنه "ليست لدينا أي مشكلة على الإطلاق مع أكراد سوريا"، باستثناء مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تصنفها أنقرة تنظيماً إرهابياً.
ولاحظ أن "بعض الشباب السوريين ممن لا يملكون أي خيارات في ظروف الحرب"، انضموا إلى صفوف الوحدات الكردية التي تتهمها منظمات حقوقية بتجنيد الأطفال. وأعلن أنه "سنجري على هذا الصعيد تحقيقات معمقة بعد الانسحاب الأميركي، ونعيد الأطفال المحاربين الى ذويهم، وسنلحق بقوة الاستقرار المزمع إنشاؤها، كل المحاربين ممن ليست لهم أي صلات بالتنظيمات الإرهابية".
طبيعة الإدارة المدنية
وأفاد أردوغان، أن "ثمة أولوية أخرى لتركيا في سوريا، تتمثل في تحقيق التمثيل السياسي الكافي لكل الأطياف. فكل الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية أو داعش سوف تديرها المجالس المحلية المعلنة بانتخابات من الشعب، وذلك في ظل رقابة تركية".
و"في المجالس التي ستنشأ في المناطق ذات الغالبية الكردية بشمال سوريا، ستكون الغالبية لممثلي المجتمع الكردي، لكن أيضاً ستعطى الأطياف الأخرى فرصة الاستفادة من حق التمثيل السياسي بشكل عادل"، وأن "المسؤولين الأتراك من ذوي الخبرة، سيقدمون المشورة اللازمة لهذه المجالس في الكثير من المجالات مثل شؤون البلديات، والتعليم، والصحة، وخدمات الطوارئ".
موقع تركيا في التسوية السورية
وأبدى رغبة بلاده في "اتخاذ كل الخطوات المتعلقة بهذه العملية من طريق التعاون والتنسيق مع الدول الصديقة والحليفة"، مشيراً إلى ميزات تركيا كدولة شاركت في محادثات جنيف وأستانا، وكونها كذلك "قاسماً مشتركاً يمكنه العمل بشكل متزامن مع كل من روسيا والولايات المتحدة، وستقوم على أساس هذه الشركات بتسوية المشكلة في سوريا". وكان الناطق باسم الرئاسة التركية ابرهيم كالن شدد في بيان الاحد على أن الجيش التركي لا يستهدف سوى مسلحي تنظيمات "داعش" و"فيتو" (الخدمة التابعة للداعية والسياسي المعارض فتح الله غولن)، و"حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري. وأكد أنه "لا يمكن الإرهابيين أن يمثلوا الأكراد، والادعاء أن تنظيماً إرهابياً يمثل الأكراد هو، في المقام الأول، إساءة الى إخوتنا الأكراد".
وذكر أن هدف تركيا من محاربة "حزب العمال الكردستاني" وامتداده في سوريا، هو "تخليص الأكراد من ظلم واضطهاد هذه المنظمة الإرهابية"، وأن هدف تركيا من مكافحة الإرهاب هو حماية أمنها القومي وتحقيق السلام الإقليمي وضمان الاستقرار والأمن. وأعرب عن عزم بلاده على مواصلة بذل الجهود من أجل إنهاء الحرب في سوريا دونما تمييز بين "الإخوة السوريين عرقياً ودينياً ومذهبياً"، وتحقيق الأمن والوصول إلى مرحلة الانتقال السياسي.
التحالف يواصل ضرباته
وعلى رغم الضبابية التي تكتنف الجدول الزمني لبدء انسحاب القوات الاميركية من سوريا، يواصل التحالف الدولي ضد "داعش" تنفيذ ضربات في سوريا منذ مطلع السنة. وصرح ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الكومندان شون روبرتسون بأن "قوات التحالف تواصل تقديم مساعدة لشركائنا السوريين مع دعم جوي وضربات مدفعية في وادي الفرات".
وقال إن "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية تدعمه واشنطن، "حررت بلدة الكشمة" في محافظة دير الزور من أيدي "داعش" في 2 كانون الثاني.
وأضاف :"سنواصل العمل مع التحالف وشركائنا المحليين لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية"، متحدثاً بعد ساعات من إعلان ترامب في تغريدة أن قراره سحب أفراد القوات الخاصة الأميركية الألفين المنتشرين في سوريا سينفذ "بوتيرة ملائمة".
وخلص السفير الاميركي السابق في أفغانستان جيمس دوبينز الى أن هذه المواقف المتقلبة تظهر خصوصا أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا من غير أن تترك الساحة مشرعة لخصوم واشنطن في المنطقة ولا سيما منهم إيران. وقال: "هل يمكن الانسحاب؟ نعم طبعاً. لكن هل يمكن الانسحاب من دون تكبد عواقب غير مقبولة؟ لا على الأرجح... لذلك طلب مستشارو (ترامب) منه مراجعة أوامره". | |
|