|
|
Date: Jan 6, 2019 |
Source: جريدة الشرق الأوسط |
|
«النصرة» تقترب من حلب وتتوسع في إدلب |
بولتون يحذّر دمشق من استعمال الكيماوي... ويحسم في تل أبيب مصير قاعدة «التنف» |
القاهرة: سوسن أبو حسين - بيروت/ أنقرة / واشنطن: «الشرق الأوسط»
وصلت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) إلى مشارف مدينة حلب شمال سوريا بعد سيطرتها على مواقع كانت خاضعة لـ«حركة نور الدين الزنكي» إثر معارك استمرت أربعة أيّام وأدّت إلى مقتل أكثر من مائة مسلح.
وقالت مصادر معارضة إن محادثات جرت أمس بين «الهيئة» و«الجبهة الوطنية للتحرير» في ريف إدلب بعد سيطرة الأولى على مناطق واسعة كانت تابعة لفصائل أخرى.
على صعيد آخر، حذر جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي دمشق من مغبة اعتبارها الانسحاب الأميركي المتوقع دعوة لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال بولتون للصحافيين على طائرة نقلته إلى تل أبيب: «ليس هناك تغير على الإطلاق في موقف الولايات المتحدة، وأي استخدام من جانب النظام السوري لأسلحة كيماوية سيقابل برد قوي للغاية... كما فعلنا في مرتين سابقتين». وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تريد الاستماع من إسرائيل والأردن قبل اتخاذ الخطوات التالية في شأن مصير قاعدة التنف.
إلى ذلك، أفاد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية السفير محمود عفيفي، بأن الجامعة لم تتلق أي طلبات من أعضائها بشأن إنهاء قرار تعليق عضوية دمشق. وقال عفيفي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه «كان مقرراً انعقاد اجتماع دوري عادي على مستوى المندوبين في مقر الجامعة بالقاهرة اليوم وتم تأجيله»، لكنه لم يوضح أسباب الإلغاء.
«هيئة تحرير الشام» تهاجم فصائل حليفة لتركيا شمال سوريا
أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنّ «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) هاجمت فصائل حليفة لتركيا شمال حلب، بعدما سيطرت على مناطق كانت خاضعة لـ«حركة نور الدين الزنكي» إثر معارك استمرت أربعة أيّام وأدّت إلى مقتل أكثر من مائة مقاتل، في وقت تضاربت الأنباء حول مصير قائد «الزنكي».
وسيطرت «هيئة تحرير الشام» على أكثر من 20 بلدة وقرية كانت خاضعة لسيطرة فصائل أخرى، حسب «المرصد». وأفيد بتعرض مناطق في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، لقصف من «الهيئة».
وأعلن «المرصد»، في بيان، أنّ «هيئة تحرير الشام» تمكّنت من «فرض سيطرتها على مناطق سيطرة (حركة نور الدين الزنكي) في القطاع الغربي من ريف حلب».
وتقع المناطق في محافظة إدلب، آخر معقل لمسلّحي المعارضة والجهاديين الذين يُقاتلون النظام السوري، وفي محافظتي حماة وحلب المجاورتين، في شمال شرقي سوريا.
وكانت المعارك اندلعت، الثلاثاء، بعد أن اتّهمت «هيئة تحرير الشام»، «حركة نور الدين الزنكي» بقتل خمسة من عناصرها.
والمعارك التي كانت محصورة في بادئ الأمر في مناطق فصائل المعارضة في محافظة حلب، توسّعت إلى محافظتي حماة وإدلب، حسب «المرصد».
وأعلن «المرصد» مقتل اثنين من عناصر «الهيئة» و14 مقاتلاً في صفوف الفصائل في المعارك التي وقعت الجمعة، والتي رفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ الثلاثاء إلى 61 في صفوف «الهيئة»، و58 في صفوف الفصائل، بالإضافة إلى 8 مدنيين.
وتمكنت «هيئة تحرير الشام» إثر اقتتال داخلي تكرر خلال عامي 2017 و2018 من طرد الفصائل من مناطق واسعة، فيما باتت الفصائل الأخرى تنتشر في مناطق محدودة.
وتعد محافظة إدلب ومحيطها منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.
وتوصلت روسيا وتركيا في 17 سبتمبر (أيلول) إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً.
من جهة ثانية، أشار «المرصد» إلى أنّ غارات جوّية شنّتها روسيا، حليفة النظام السوري، واستهدفت غرب محافظة حلب، قد أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين في مدينة دارة عزة. وهذه الغارات هي الأولى من نوعها على غرب محافظة حلب، منذ الاتفاق في سبتمبر بين روسيا وتركيا لإقامة المنطقة منزوعة السلاح لتجنب هجوم للقوات الحكومية السورية على إدلب.
إلى ذلك، تضاربت الأنباء بشأن اعتقال قائد «حركة نور الدين الزنكي»، فبينما قالت مصادر في المعارضة السورية إن «هيئة تحرير الشام» اعتقلته، نفت ذلك مصادر مقربة من الحركة.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، السبت، إن «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) أسرت توفيق شهاب الدين قائد عام «حركة الزنكي» أثناء هروبه إلى تركيا.
وأكدت المصادر أن «الحركة حلت نفسها بعد سيطرة (هيئة تحرير الشام) على مدن وبلدات كانت تحت سيطرة (الزنكي)».
من جانبها، نفت مصادر مقربة من «الزنكي»، «اعتقال القائد العام للحركة، وأنه توجه أمس إلى منطقة عفرين وربما وصل إلى تركيا».
وأفاد «المرصد» بأن «الاقتتال في الشمال السوري امتد إلى القطاع الشمالي الغربي من الريف الحلبي، حيث تهاجم (هيئة تحرير الشام) مناطق سيطرة فصائل عملية (غصن الزيتون)، وهو الاشتباك الأول من نوعه بين الطرفين»، إذ رصد «المرصد» تمكن «هيئة تحرير الشام» من التقدم والسيطرة على منطقة استراتيجية، وهي دير سمعان وقلعة سمعان التي تفصل الريف الغربي الحلبي عن مناطق سيطرة قوات عملية «غصن الزيتون»، شمال غربي حلب، كما أسفرت المعارك عن صرعى وجرحى بين الطرفين.
ووثق «المرصد» مصرع 3 من الفصائل الموالية لتركيا، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي الاقتتال.
وكانت «الهيئة» دعت إلى عدم القتال إلى جانب تركيا شمال شرقي سوريا. |
|