Date: Jan 3, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
بوتين وماكرون بحثا «الدستورية» ودفع التسوية في سوريا
موسكو: رائد جبر
أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ركزت على الوضع في سوريا وجهود تشكيل اللجنة الدستورية.

وأفاد بيان أصدرته الدائرة الصحافية في الكرملين، بأن الرئيسين «تطرقا بصورة مفصلة إلى القضايا الخاصة بالتسوية في سوريا، وبالدرجة الأولى في سياق الاتفاقيات بشأن تشكيل اللجنة الدستورية التي تم التوصل إليها خلال القمة بين زعماء روسيا، وتركيا، وألمانيا، وفرنسا في إسطنبول يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2018».

وذكر البيان، أن القمة الرباعية أكدت في حينها الدعم للحل السياسي ووقف إطلاق نار دائم في محافظة إدلب. في إشارة إلى أن المحادثات تناولت الوضع في إدلب والتطورات الميدانية في سوريا، رغم أنه لم يشر مباشرة إلى التطورات الجارية حول قرار الانسحاب الأميركي من سوريا والموقف في مدينة منبج.

وكان لافتاً في بيان الكرملين، أنه ركز على أهمية المحادثات الرباعية لدفع ملف «الدستورية» وجهود التسوية في سوريا، في إشارة عكست تأكيداً على معطيات سابقة كانت تحدثت عن قيام موسكو وتركيا بترتيبات لعقد قمة «رباعية» جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، علماً بأن موسكو كانت أعلنت أيضاً أن الأسابيع الأولى من العام الجديد قد تشهد ترتيب عقد قمة لضامني مسار آستانة (روسيا وتركيا وإيران) يرجح أن تعقد في العاصمة الروسية.

في المقابل، تجنب بيان الكرملين التعليق على موقف وزارة الدفاع الفرنسية المعارض لقرار الانسحاب الأميركي. وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، شددت على ضرورة «إنهاء مهمة» التصدي لتنظيم داعش الإرهابي قبل الانسحاب الأميركي المعلن من سوريا. وقالت الوزيرة في كلمة ألقتها أمام الطيارين الفرنسيين في قاعدة «إتش5» الجوية في الأردن التي تنطلق منها مقاتلات فرنسية لضرب أهداف لتنظيم داعش في سوريا: «عند وصولكم عام 2014 كان التفويض واضحاً، وهو يقضي بتدمير تنظيم داعش. وهذا الأمر لم يتغير. ما زالت لدينا مهمة يجب إنجازها».

وعلقت بارلي على إعلان واشنطن أن الانسحاب سيكون بطيئاً، مشيرة إلى أنه «بطيء لا يعني بالضرورة عدداً محدداً من الأسابيع، سنرى»، مشيرة إلى أن «آليات الانسحاب لا تزال قيد المناقشة».

وكانت الوزيرة صرحت في الطائرة التي أقلتها إلى الأردن: «إننا لا نشاطر بشكل كامل الرئيس ترمب وجهة نظره. نحن نعتبر أن المعركة ضد (داعش) لم تنتهِ بعد، وأولويتنا هي الاستمرار في إكمالها».

ميدانياً، أعلن المركز المشترك لمراقبة نظام وقف النار الذي يضم ممثلين عن روسيا وتركيا أن الساعات الـ24 الماضية شهدت وقوع 12 خرقاً لنظام وقف النار في سوريا. ووفقاً للنشرة اليومية التي يصدرها المركز لرصد الوضع الميداني، فإن ممثلي روسيا سجلوا وقوع انتهاكين جرى خلالهما عمليات إطلاق نار وقذائف، أحدهما في إدلب، والآخر في اللاذقية. في حين رصد الجانب التركي 10 حالات انتهاك لوقف النار، سجلت اثنتان منها في إدلب وسبعة في حماة وخرق واحد في حلب. علماً بأن الاتفاق الروسي – التركي نص على تولي روسيا رصد الخروقات التي ترتكبها قوات المعارضة في مقابل مراقبة الجانب التركي للخروقات التي تقع من جانب قوات النظام والمجموعات الحليفة له.