Date: Jan 3, 2019
Source: جريدة النهار اللبنانية
ترامب لا يحدّد جدولاً زمنياً للانسحاب من سوريا ويريد حماية الأكراد
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا "خلال فترة من الوقت" وإنها تريد حماية المقاتلين الأكراد مع سحب القوات الأميركية من هناك.

وأضاف في اجتماع للإدارة الأميركية في البيت الأبيض أنه لم يحدد قط أربعة أشهر جدولاً زمنياً للانسحاب، الذي كان قد أعلنه الشهر الماضي متجاهلاً مشورة كبار مساعديه للأمن القومي ومن غير تشاور مع المشرعين أو حلفاء الولايات المتحدة الذين يشاركون في العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

والاثنين، صرح ترامب بأن عملية سحب القوات الأميركية ستستغرق وقتاً. وقال: "نحن نعيد جنودنا ببطء إلى بلادهم ليكونوا مع عائلاتهم، وفي الوقت نفسه نحارب فلول داعش".

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلثاء إن الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع إسرائيل في شأن سوريا ومواجهة إيران في الشرق الأوسط، على رغم خطط ترامب لسحب القوات الأميركية من سوريا.

وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اجتماع مع بومبيو في العاصمة البرازيلية، أنه يعتزم البحث في سبل تعزيز التعاون في مجالي الاستخبارات والعمليات في سوريا ومناطق أخرى للتصدي لـ"العدوان" الإيراني.

وفي أول تعليق له على قرار ترامب، قال بومبيو إنه "لا يغير في أي حال أي شيء تفعله هذه الإدارة إلى جانب إسرائيل". وأضاف: "الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية ستتواصل وكذلك جهودنا لمواجهة العدوان الإيراني والتزامنا تجاه استقرار الشرق الأوسط وحماية إسرائيل بمثل الطريقة التي كانت معتمدة قبل اتخاذ هذا القرار".

وقال نتنياهو، الذي زار برازيليا أيضا لحضور احتفال تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو :"لدينا الكثير مما يمكننا البحث فيه... سنناقش التعاون المكثف بين إسرائيل والولايات المتحدة والذي سيشمل القضايا المتعلقة بهذا القرار... القرار الأميركي في شأن سوريا وسبل تعزيز التعاون في مجالي الاستخبارات والعمليات في سوريا وغيرها من الأماكن لوقف العدوان الإيراني في الشرق الأوسط". وأعرب عن تقدير إسرائيل "الدعم القوي... الواضح" الذي قدمه بومبيو "لجهود (إسرائيل) في الدفاع عن النفس في مواجهة سوريا".

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو بأن بومبيو ونتنياهو "ناقشا التهديد غير المقبول الذي يشكله العدوان الإقليمي والاستفزاز من إيران وعملائها لإسرائيل وأمن المنطقة" بومبيو التزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها.

انسحاب مقاتلين أكراد من منبج

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع السورية انسحاب نحو 400 رجل من " الوحدات القتالية الكردية" من منطقة منبج في شمال البلاد، بعد أيام من انتشار القوات الحكومية فيها استجابة لدعوة الأكراد في مواجهة تهديدات تركيا بشن هجوم عليهم.

وكانت "وحدات حماية الشعب" الكردية أعلنت الصيف الماضي انسحابها من منطقة منبج بموجب اتفاق أميركي- تركي، لكن أنقرة التي طالما هددت بشن هجوم على هذه المنطقة تصر على أنهم لم يغادروها.

ويسيطر حالياً "مجلس منبج العسكري"، المنضوي كما "وحدات حماية الشعب" في "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، على هذه المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان على موقعها الإلكتروني:"تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه لعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق في شمال الجمهورية العربية السورية، بدءاً من الأول من كانون الثاني لعام 2019 قامت قافلة من الوحدات القتالية الكردية تضم أكثر من 30 سيارة بالانسحاب من منطقة منبج متجهة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات". وأوضحت أن "أن ما يقارب 400 مقاتل كردي قد غادروا منبج حتى الآن".

ونشرت الوزارة شريط فيديو أظهرت سيارات تنقل مقاتلين وترفع رايات "قسد" و"وحدات حماية الشعب".

وأثارت تهديدات تركية سابقة بالهجوم على منبج توتراً بين واشنطن الداعمة للأكراد وأنقرة إلى أن تم التوصل إلى خريطة طريق أعلنت بموجبها الوحدات الكردية انسحابها من منبج الصيف الماضي. وبدأ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بدوره تسيير دوريات في المدينة.

وأكد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن إن "250 عنصراً من فصائل منضوية في قوات سوريا الديموقراطية انسحبوا من منطقة منبج".

وكانت تركيا والفصائل الموالية لها أرسلت الشهر الماضي تعزيزات عسكرية إلى محيط منبج. وتحدث المرصد السوري عن سحب كل هذه التعزيزات.

ولا تزال القوات الاميركية ضمن قوات التحالف الدولي تسير دوريات في مدينة منبج ومحيطها، وهو ما شاهده مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" قبل يومين.

ماكرون اتصل ببوتين

وبعد أسبوعين من الاعلان المفاجىء لترامب عن سحب جنود الأميركيين الألفين المتمركزين في سوريا، أبرز الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة إنهاء الحرب في سوريا ضد "داعش"، ودعاه الى العمل على حماية القوات المشاركة في الحرب على الجهاديين بما فيها القوات الكردية.

وجاء في بيان لقصر الإليزيه أن ماكرون قال لبوتين: "هذه المعركة لم تنته بعد ولا تزال متواصلة على الارض في اطار الائتلاف الدولي". وأضاف أن ماكرون شدد لبوتين "على ضرورة تجنب أي زعزعة للاستقرار يمكن ان يستفيد منها الارهابيون... كما شدد على ضرورة حماية القوات الحليفة داخل الائتلاف، خصوصاً الاكراد منهم، آخذاً في الاعتبار التزامهم الثابت لمكافحة الارهاب الاسلامي".

وبعدما ركز على أهمية التوصل الى تسوية سياسية لإنهاء الحرب في سوريا "شدد على الاهمية القصوى لتحمل مجمل القوى المعنية مسؤولياتها لفتح الباب أمام عملية دستورية موثوق بها، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة" في إشراف الامم المتحدة.

ويذكر أن القرار الأميركي يعقّد الموقف الفرنسي، ذلك أن لباريس نحو 1200 جندي يشاركون في التحالف المناهض لـ"داعش".