| | Date: Dec 16, 2018 | Source: جريدة الحياة | | هيئة العدالة الانتقالية في تونس: روايات عن التضليل الإعلامي في عهد بن علي | تونس - أ ف ب
عقدت هيئة العدالة الانتقالية في تونس آخر جلسة استماع علنية خصصتها لملف توجيه السلطة للإعلام بين عامي 1955 و2013.
وأنشئت «هيئة الحقيقة والكرامة» عام 2014 وكلفت «كشف حقيقة انتهاكات حقوق الانسان» في تونس منذ 1 تموز (يوليو) 1955، أي بعد نحو شهر من حصول البلد على الحكم الذاتي من الاستعمار الفرنسي، حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) 2013.
وخلال الجلسة الـ14 المخصصة لـ»منظومة الدعاية والتضليل الاعلامي» والتي تواصلت الى ساعة متقدمة ليل الجمعة - السبت، استمع أعضاء الهيئة والحاضرون الى خمس مداخلات لصحافيين عملوا في مؤسسات اعلامية عانت رقابة السلطة.
وقدم الصحافي محمد بنور شهادته عندما كان يكتب في صحيفة «الرأي»، مستعرضاً كيف كانت الرقابة من قبل نظام الرئيس الحبيب بورقيبة تتابع كل مراحل الإنتاج. وقال: «هناك رقيب في الجريدة ورقيب في المطبعة وفي كل مكان، حتى وصل الأمر الى تعيين البوليس صحافيين».
وكشف بنور أن «تضييق نظام زين العابدين بن علي وصل الى حد اجبار الموزعين على عدم توزيع الصحيفة في الأكشاك بعد اغرائهم بمقابل، ونشر الحوارات مع المعارضين السياسيين كان ممنوعاً».
وكان متوقعاً أن تختتم هيئة «الحقيقة والكرامة» أمس أعمالها على أن تجهز مجموعة من التوصيات في تقرير إلى السلطات. وعرض المنجي اللوز تجربة صحيفة «الموقف» (1984) المعارضة وحرمانها من الدعم، خصوصاً بعد تغطيتها لما عرف بـ»أحداث الحوض المنجمي» في مدينة قفصة (غرب). وكانت المنطقة شهدت عام 2008 حركة احتجاج كبيرة قمعت في شكل دموي في عهد بن علي، الذي منع الاعلام من تغطيتها .وقال اللوز إن «النظام كان يمنع حتى القراء من اقتناء الصحيفة ولا يتسامح مع من يطالعها».
وعرضت الهيئة خلال جلسة الاستماع العلنية شريطاً وثائقياً كشفت فيه ممارسات وكالة الاتصال الخارجي، مثل «شراء ذمم» الاعلاميين في تونس وخارجها، وتوزيع أموال الدعم التي تخضع الى مقياس «درجة تشويه المعارضين السياسيين».
وأكدت عضو نقابة الصحافيين التونسيين سكينة عبد الصمد في شهادتها أن «من كان يعمل وفقاً لتعليمات (السلطة) لا يزال على رأس المؤسسات الاعلامية ويتحكم بالإعلام»، موضحة أن حكومة الترويكا بعد ثورة عام 2011 حاولت السيطرة على التلفزيون الحكومي، حيث كانت تشغل وظيفة في قسم الأخبار. وقدمت «هيئة الحقيقة والكرامة» في افتتاح الجلسة عرضاً مسرحياً بعنوان «كرامة»، حاول الممثلون من خلاله وفي طابع غلبت عليه السخرية والنقد تجسيد الانتهاكات في مجال حقوق الانسان والتي طاولت معارضين للنظام وعمليات التعذيب التي كانت تمارس ضدهم. | |
|