Date: Dec 12, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
الأمم المتحدة تقترح انسحاب طرفي حرب اليمن من الحديدة
المصدر: "رويترز"
اقترحت الأمم المتحدة خلال محادثات أولية بين الطرفين المتحاربين في اليمن اليوم الثلاثاء انسحاب قواتهما من مدينة الحديدة الساحلية، التي تمثل شريان حياة للملايين الذين يواجهون شبح المجاعة، ووضع المدينة تحت سيطرة كيان مؤقت.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الحوثيون، المتحالفون مع إيران، والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية سيقبلون الاقتراح الذي قدم خلال محادثات السلام الجارية بالسويد والتي تهدف إلى تجنب هجوم شامل على الحديدة التي باتت محور الحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات.

وقالت ثلاثة مصادر إن من المتوقع أن يسافر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى السويد لدعم جهود مبعوثه الخاص إلى اليمن قبل انتهاء المحادثات الحالية يوم الخميس. وقد يتم عقد جولة أخرى في مطلع عام 2019.

وبعدما اتفق الطرفان على تبادل قرابة 15 ألف أسير، تتركز المحادثات حول القضايا الأصعب مثل وضع الحديدة وإعادة فتح مطار صنعاء.

وشن التحالف الذي تقوده السعودية هجوما على الحديدة هذا العام في محاولة لإضعاف الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب المراكز السكانية في اليمن بما فيها العاصمة صنعاء التي أخرجوا حكومة هادي منها عام 2014.

وأبلغت ثلاثة مصادر أخرى مطلعة على المحادثات رويترز بأن الاقتراح الذي قدمه مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن يتضمن تشكيل "لجنة مشتركة أو كيان مستقل" لإدارة المدينة والميناء بعد انسحاب الطرفين.

وأضافوا أن من الممكن أيضا نشر مراقبين من الأمم المتحدة، وأن المناقشات لا تزال مستمرة.

وامتنعت الأمم المتحدة عن التعليق بينما لم يتسن الوصول بعد إلى أي من الطرفين للرد بشأن الاقتراح.

وقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، رئيس وفد الحكومة في محادثات السلام، أمس الاثنين إنه يجب وضع المدينة تحت سيطرة قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية باعتبار ذلك مسألة تتعلق بالسيادة.

واتفق الطرفان على دور للأمم المتحدة في الميناء لكنهما يختلفان بشأن من يتعين أن يسيطر على المدينة نفسها. ويقول الحوثيون إنها يجب أن تُعلن منطقة محايدة.

* ضغط غربي

تُجرى المحادثات وسط ضغط دول غربية على السعودية والإمارات، اللتين تقودان تحالفا عسكريا يدعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من أجل إنهاء الحرب التي دفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

وقالت المصادر إن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي يشاركون في المحادثات ويضغطون على الطرفين للموافقة على الاقتراح الخاص بالحديدة.

وقال مصدر في الفريق الحكومي إن غريفيث جمع زعماء الوفدين معا للمرة الأولى في اجتماع حضره السفراء الخمسة.

ويريد غريفيث الاتفاق على إجراءات لبناء الثقة وهيئة حكم انتقالية لتمهيد الطريق أمام مفاوضات سياسية لإنهاء الصراع، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.

وتبادل الطرفان قوائم بأسماء نحو 15 ألف أسير ليشملهم اتفاق لتبادل الأسرى تم التوصل إليه في بداية محادثات السلام التي تستمر حتى 13 كانون الأول.

وقال مندوبون في المحادثات إن مبادلة الأسرى ستجرى عبر مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون في شمال اليمن ومطار سيئون في جنوب البلاد الذي تسيطر عليه الحكومة في عملية تشرف عليها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال غالب مطلق مندوب الحوثيين المدعومين من إيران إنه جرى بالفعل مبادلة أسماء أكثر من سبعة آلاف أسير من كل جانب منهم نحو 200 ضابط من ذوي الرتب الكبيرة.

وقال وزير الخارجية في حكومة هادي "قمنا اليوم بتقديم قائمة من ٨٥٧٦ اسما لفئات عمالية وناشطين سياسيين وشباب ومعلمين وطلاب وإعلاميين وأطفال وشخصيات قبلية ورجال أعمال وحقوقيين ونساء وأطباء، معتقلين تعسفيا ومخفيين قسرا في معتقلات وسجون الحوثي. هذه القائمة مفتوحة بحسب الاتفاق لتشمل أي قوائم لاحقة".

وقال يوهانس براور رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن في إفادة صحفية في جنيف إن عملية تبادل الأسرى في اليمن سوف تستغرق عدة أسابيع وربما تشمل ترحيل مواطني دولة ثالثة تم أسرهم خلال الحرب.

ولم يتفق الطرفان بعد على إعادة فتح مطار صنعاء ودعم البنك المركزي.

وتريد السعودية والإمارات الخروج من صراع مكلف أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص في حين تواجهان جمودا عسكريا منذ سنوات. وتريد الدول الغربية، وبعضها يمد التحالف بالسلاح ومعلومات المخابرات، وضع نهاية للحرب.

وتدخل التحالف في الحرب في عام 2015 لإعادة حكومة هادي إلى السلطة. ويُنظر إلى الصراع على نطاق واسع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية السنية وإيران الشيعية، اللتين عبرتا عن دعمهما لمساعي السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة.

العثور على أسلحة جديدة يعتقد أنها إيرانية الصنع في اليمن
المصدر: "ا ف ب"
عثر أسلحة جديدة يعتقد أنها إيرانية الصنع في #اليمن، حسبما أفاد تقرير نصف سنوي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيناقشه #مجلس_الأمن الدولي الأربعاء.

وقال التقرير إن الأمانة العامة للأمم المتحدة "فحصت حاويتين-قاذفتين لصواريخ موجهة مضادة للدبابات كان التحالف بقيادة السعودية قد صادرها في اليمن، ولاحظت سمات خاصة بإنتاج إيراني وعلامات تتحدث عن تاريخ الإنتاج في 2016 و2017".

وأضاف أنها "فحصت أيضا صاروخ أرض-جو تم تفكيكه جزئيا وصادره التحالف بقيادة السعودية، ولاحظت سمات خاصة تتطابق على سمات صاروخ إيراني".

وأوضح التقرير أن التحقيق لمعرفة مصدر هذه الأسلحة مستمر.

ونفت إيران باستمرار تسليم المتمردين الحوثيين أسلحة، مؤكدة أنها تدعمهم سياسيا.

وسيناقش مجلس الأمن التقرير في اجتماع يعقد عند الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش، ويفترض أن يحضره وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وتقرير غوتيريش يتعلق خصوصا بالتزام إيران بالاتفاق النووي الذي وقع في 2015 مع ست قوى كبرى. وانسحبت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في أيار وأعادت فرض العقوبات على طهران.